تألمت ألماً شديداً عندما قرأت فى مجلة «صباح الخير» الرسالة التى نشرها مفيد فوزى، والتى وصلته من الدكتور شريف يوسف الشارونى، أستاذ الأورام بجامعة أوترخت، فى هولندا. فحوى الرسالة أن والد الدكتور شريف، وهو الأديب الكبير يوسف الشارونى «90 سنة»، ووالدته «85 سنة» يتعرضان لمحنة كبيرة، حيث يريد مالك العمارة التى يسكنان فيها، والمكونة من 3 طوابق فى المعادى هدم العمارة لبناء عمارة أكبر، والمالك عضو مجلس الشعب عن دائرة المعادى. وفى نهاية المقال ينقل مفيد فوزى صرخة الدكتور شريف إلى وزير الثقافة ومحافظ القاهرة ورئيس اتحاد كتاب مصر، ويتساءل: «هل مصر بلد يرحم شيخوخة أدبائه وكتابه ونقاده وصحفييه؟!» والحقيقة أن المطلوب ليس «الرحمة»، وإنما إحقاق الحق وإقامة العدل ومنع هدم العمارة أو أى عمارة لمجرد أنها من 3 طوابق، وتغيير القانون الذى يبيح ذلك، فالقوانين ليست مقدسة، ويجب تغييرها إن لم تحم الحق وتُقم العدل. من الأقوال الشائعة استنكار أن يحكم الناس «قانون الغابة» وهو البقاء للأقوى بين الحيوانات والطيور والزواحف، ولكن وحوش الغابة الإنسانية فى مصر، اليوم، لا يطبقون حتى قانون الغابة، وإنما يمارسون العشوائية السائدة، أى من دون أى قانون. والحقوق هى الحقوق لكل مواطن، فما بالك إذا كان يوسف الشارونى، وهو من كبار الأدباء المصريين، بل إنه قاعدة مثلث ذهبى مع أخويه يعقوب الشارونى وصبحى الشارونى يخدمون الثقافة المصرية منذ نصف قرن ويزيد، ويعتبرون من أعلامها البارزين، كل فى المجال الذى أحبه وأخلص له وساهم فى تطوره بدأب واقتدار. وإذا كانت قاعدة المثلث الذهبى الشارونى الأخ الكبير يوسف الذى اختار الأدب، فالضلع الثانى هو يعقوب الذى اختار الآداب والفنون «الموجهة للأطفال»، ويعتبر من الخبراء المصريين والعرب القلائل، فى هذا المجال الصعب. أما الضلع الثالث فهو صديقى العزيز وزميلى فى جريدة «الجمهورية» ما يقرب من أربعة عقود «صبحى» أحد أهم النقاد والمؤرخين للفنون التشكيلية فى مصر، والذى تعتبر مؤلفاته من المراجع الدقيقة التى لا غنى عنها، وتعتبر مجموعاته من الصور الفوتوغرافية أهم مجموعات من نوعها، وهو من خبراء الفنون القلائل الدوليين فى مصر. [email protected]