رغم أن المناخ العام بأزماته الأخيرة الموجعة قد لا يسمح بأى إشادة بالمهندس سامح فهمى، وزير البترول، أو الحكومة كلها.. لكننى أود بالفعل أن أشكر سامح فهمى لنجاح نادى إنبى فى التعاقد مع شركة سيمنس بمبلغ ضخم مقابل وضع اسم الشركة على فانلات النادى بقية هذا الموسم والموسم المقبل.. وأنا شخصياً سعيد جداً بهذا التعاقد لأكثر من سبب.. فى مقدمتها أن إنبى برئاسة ماجد نجاتى أصبح أول ناد من أندية الوزارات والهيئات والشركات فى مصر يتحول إلى ناد ممكن أن يربح ولا يبقى عبئاً على الدولة وهيئاتها.. والسبب الثانى هو تأكيدات سامح فهمى بأن عقد رعاية إنبى هو مجرد خطوة أولى وهناك عقود أخرى لبتروجيت ووعود من شركات عالمية بمبالغ هائلة فى حالة الفوز بأى بطولة مصرية.. أما السبب الأهم لسعادتى استطاعتى الآن تقديم إنبى كنموذج لأندية أخرى فى حاجة ملحة وعاجلة لهذه الملايين التى سيتقاضاها إنبى مقابل الرعاية.. وبالتحديد أقصد الإسماعيلى والمصرى والاتحاد.. وإذا كان سامح فهمى قد نجح فى توفير هذا المال الأوروبى لإنبى الذى قد تكون له إنجازاته الكروية لكن قطعاً ليست له شعبية أو جماهير بعكس الأندية الثلاثة التى تعشق كل ناد منها محافظة بأسرها بكل أهلها وقلوبها وكبريائها.. وأعرف مقدما أن نصر أبوالحسن أو كامل أبوعلى أو محمد مصيلحى سيقولون لى دون تفكير إن شركة سيمنس قد تكون اشترت حق رعاية إنبى مجاملة لوزير البترول أو لتتوسع فى استثماراتها البترولية فى مصر وهو الأمر الذى لا تملكه هذه الأندية الثلاثة الفقيرة التى لا تعرف إلا الكرة وحب الناس.. وهو كلام قد يبدو صحيحاً لمن يسمعه من بعيد دون تمهل أو تأمل وتفكير.. ولكننى للأسف مضطر لأن أعارضه وأرفضه تماماً.. فليست هذه الأندية فقيرة.. ولكنها فقط تدار بعقليات استراحت للفقر.. ارتضته وأدمنته وتعايشت معه واستسلمت له.. ففى منطقة القناة هناك بالتأكيد شركات كبرى يعنيها أن تضع اسمها على فانلات الإسماعيلى وفى قلوب الإسماعيلية كلها.. والذين يخططون للاستثمار والربح فى مشروعات مستقبل شرق التفريعة يعنيهم جداً رعاية المصرى.. وفى الإسكندرية قطعا شركات ومؤسسات تريد الاتحاد.. ولكن تبقى المشكلة أن أحدا لم يهتم بذلك من قبل بشكل جاد وحقيقى.. الكل فضل الجرى وراء المحافظ أو الحكومة أو رجل أعمال هنا أو هناك.. لم يفكر أحد من قبل فى استثمار حب الملايين لناد وارتباطهم به.. مع أن هذا الحب يمكن أن يأتى بمال كثير جداً بعيدا عن الإعلانات المعتادة والرعاية الفقيرة وحتى حصص هذه الأندية من البث التليفزيونى. [email protected]