فراج إسماعيل الحالة السيئة التي ظهر عليه فريق انبي رغم كل النفوذ الحكومي والمالي الذي يمارسه الوزير سامح فهمي، هي نتيجة متوقعة لفريق ولد من حمل سفاح، بلا تاريخ ولا جمهور، لدرجة أن لاعبيه أصابتهم الخضة عندما وجدوا هذا الجمهور الكبير في المدرجات يشجعهم ويشد من أزرهم! هذه الحالة أيضا انعكاس لما وصلت إليه الكرة المصرية من مستوى سيئ، فانبي الذي كان وصيفا لبطل الدوري في الموسم الماضي، ويقاتل في الموسم الحالي من أجل ان يحافظ على ترتيبه، ظهر فريقا متعبا مع أن كوكبة من الوزراء وكبار المسئولين هبوا هبة رجل واحد استجابة لصيحة سامح فهمي بتاع البترول! تخيلوا مثلا لو لعب الرجاء في استاد الإسماعيلية أو بورسعيد أو حتى في الشاطبي بالإسكندرية، أمام جماهير حقيقية تشجع وتتحمس من قلبها، وليست تلك الجماهير المدفوع ثمنها التي جاءت يوم مباراتهم مع الرجاء المغربي لتشجيع انبي! الإسماعيلي بناشئيه استطاع قبل موسمين الوصول للمباراة النهائية وخسرها بضربات الترجيح بعد أن ضيع عشرات الفرص وفرض إيقاعه على المباراة. لم تكن المباراة في الإسماعيلية بل في بيروت ولو كانت على أرضهم وبين جمهوره الذواق لافترسوا فريق النجم الساحلي التونسي الذي كان مستواه يفوق مستوى كل أندية شمال أفريقيا ولعب بين صفوفه في ذلك الوقت نجوم كبار من أبرزهم النجم الليبي المعروف طارق التايب! هذا هو الفرق بين ناد كبير وأصيل، وناد لقيط يتبناه سامح فهمي لمجرد الفشخرة والمنظرة، وها هو يمضي في فشخرته ومنظرته فيعلن أنه سيصرف على نادي طنطا أيضا بعد أن صعد للدوري الممتاز. أنا احترم فريق طنطا فهو ناد جماهيري له ماض في الدوري المصري وقدم نجوما للكرة المصرية، وقد عبرت عن فرحتي بصعوده، لكن لماذا يخصه سامح فهمي بهذه المكرمة، ولماذا لم توجه مكرمته مثلا للأندية الجماهيرية الأخرى التي تشكو من ضيق ذات اليد كالإسماعيلي والمحلة والمنصورة والاتحاد وغيرها! أظن - وبعض الظن له أسانيده - أن سامح فهمي يجامل أحمد شوبير ابن طنطا ونائبها في مجلس الشعب!.. يعني مجاملة باشا لباشا.. مجاملة الحزب الوطني للحزب الوطني. مجاملة وزير يحرس أموال الذهب الأسود، لباشا تسلق على أكتاف الحزب الوطني ولجنة السياسات! الأندية التي سينفق عليها سامح فهمي في الموسم الجديد ستضم نادييين نفطيين آخرين هما بتروجيت وبترول أسيوط، يعني أربعة أندية بالتمام والكمال!!.. فهل يجب أن نصمت ونسد الأذان ونظل في هذه الحالة الثلجية من عدم الإحساس بما يفعله هذا الوزير المبذر، الذي يعتقد أنه ورث أموال البترول عن أبيه أو جده! هل الكرة المصرية في حاجة إلي انبي الذي ظهر أمام الرجاء بلبوصا هزيلا وقد أفلت من فضيحة كبيرة بمساعدة الأقدار؟!.. ان الكرة المصرية تلقت لطمة شديدة موجعة بالعرض الممل السيئ الذي قدمه لاعبو سامح فهمي في استاد المقاولون العرب! الأموال التي سيجامل بها سامح فهمي النائب أحمد شوبير، وتلك التي يصرفها على انبي وبتروجيت وبترول أسيوط، هي أموال كل مصر والمصريين، وأموال الأجيال القادمة، فمن أعطاه الحق في أن يبددها وينثرها في الهواء، وإذا كان الأمر يدار بهذه الطريقة فلماذا أوقف رئيس الوزراء قبل سنوات دعم شركة المقاولون العرب للنادي الإسماعيلي، ومن كان وراء هذا القرار؟.. وهل كان الهدف فقط هو إسقاط هذا النادي الكبير ومحو أنشطته الرياضية وإجباره على بيع لاعبيه! إنني أسأل الرئيس مبارك.. كيف يسمح لوزير من أعضاء حكومته بهذا التبذير، كيف يبشرنا الرئيس بأنه سيعمل على حل مشكلة البطالة، بينما أهم عوائد الدخل القومي تصرف على فشخرة ومنظرة سامح فهمي في انبي وبتروجيت وبترول أسيوط وقريبا في طنطا؟![email protected]