من المناسب واللائق أن نحتفل بيوم المرأة المصرية، ومن السهل أن نقص عليكن حكايات عن يوم 16 مارس عام 1919، وكيف خرجت جداتكن المناضلات للمشاركة فى ثورة 1919.. من السهل أن نحكى لكن ومعكن عن المناضلات من النساء على مدار التاريخ، وأن نردد أحاديث إنشائية عن حقوق المرأة فى الأديان، وعن تكريم الثقافة الشرقية للمرأة، يمكن أيضاً أن نشارككن الغضب، وأن نصب معكن من نيرانه على الرجال، وعلى السلطة الذكورية، والمجتمع الذكورى، وأن نرصد مظاهر التمييز فى الشارع، وفى مؤسسات العمل، وأن نستدعى الفتاوى والنصوص الدينية التى تدعم المساواة وتدعو للرفق بالنساء، ونعرض أراء تحتفى بالأنثى إلى درجة التقديس.. لكن أسئلة كثيرة تستحق أن تطرح، ربما طرحنا بعضها اليوم، وأغلبها يدور فى سياق الدور الذى من المفترض أن تضطلع به المرأة فى طريقها لاستعادة حقوق تم التوافق عليها.. لماذا تنتظر دائماً أن يتحرك رجل؟ منذ الأنبياء والصالحين، وحتى دعاة تحرير المرأة ومناصريها فى العصر الحديث، هل المرأة مقهورة ضد إرادتها؟.. هل تتوه حقوقها دون موافقة ضمنية منها؟ ألا تملك المرأة نصف أصوات الجمعية العمومية للوطن أو يزيد، ألا تملك بكتلتها التصويتية القدرة على إنجاح مائة امرأة فى البرلمان دون «كوتة» ولا تمييز إيجابى، ألا تستطيع الضغط بجدية تفيد الوطن كله لتصل إلى حقوقها فيما تصل سفينة الوطن إلى شط الحداثة والديمقراطية، بحيوية كاملة واستفادة متكاملة من جناحيها. لماذا صارت المرأة المصرية مثل البلاد التى تدمن القهر، وترضى البقاء على هامش التاريخ، ولا تقبل اقتحام صفحاته إلا استثناء؟ لماذا لا تنتخب المرأة المرأة، ولا تدعم المرأة قضايا المرأة، ولا تتحرك المرأة بإيجابية نحو صناديق اقتراع هى بوابة التغيير الأعظم شرعية من المنح والهبات، والأكثر أماناً من الانتفاضات والهبات؟ نحتفل بالمرأة المصرية اليوم عن قناعة بأنها حين تستكين يستكين الوطن، وحين تتحرك يتحرك الوطن، وفى الحالتين «الاستكانة والحركة» نجنى جميعاً الثمار. رئيس التحرير