استمرت أزمة نقص السولار فى محطات القاهرة والمحافظات لليوم الرابع على التوالى، رغم انفراج الأزمة جزئياً، أمس، واختفت معظم سيارات الأجرة من بعض مواقف «السرفيس»، وسط غضب السائقين، من تسبب الأزمة فى رفع سعر الجالون إلى نحو 32 جنيهاً فى بعض المحطات. وشهدت شوارع العاصمة شللاً مرورياً بسبب الازدحام الشديد أمام محطات الوقود، فيما ظهرت السوق السوداء لبيع السولار فى بعض المحافظات. فى الجيزة، أعلنت المحافظة عن التنسيق مع وزارتى البترول والتضامن الاجتماعى والهيئة العامة للبترول، لزيادة كمية السولار، التى ترد لكل محطة، فى إطار خطط احتواء الأزمة. وقال المحافظ المهندس سيد عبدالعزيز: «إن محطات الوقود التابعة للقطاع العام قامت بالشحن ل17 محطة بكميات كبيرة من السولار، مع زيادة الكميات الواردة لكل محطة من بينها 5 محطات تابعة للقطاع الخاص». وقال الدكتور عبدالله بدوى، مدير التموين بالمحافظة: «إنه تم تكليف مفتش للإشراف على توزيع السولار بكل محطة، والتأكيد على مديرى المحطات للإشراف على توزيع أى كميات تزيد على المخصصة لها»، موضحاً أن الحملات التفتيشية أسفرت عن ضبط عدة محطات تمتنع عن البيع وأخرى تبيع بأعلى من السعر المقرر. وأكد عدد من السائقين أن عمال محطات الوقود فى إمبابة والوراق وأوسيم استغلوا أزمة نقص كميات السولار، ورفعوا سعر الصفيحة من 22 إلى 32 جنيهاً، مؤكدين أن العمال يخلطون السولار أحياناً بالماء. وفى القاهرة، اختفت معظم سيارات الأجرة من موقف «السرفيس» بميدان عبدالمنعم رياض، على معظم الخطوط، مما أدى إلى تكدس الموقف بالمواطنين وسط استنكار سائقى الميكروباص والمواطنين. وقال عصام الخولى، سائق سرفيس: «أزمة السولار خلتنى أكلم نفسى ومش عارف أعمل وردية واحدة وعمال المحطات بيذلوا فينا ويبيعوا لنا الصفيحة بزيادة 10 جنيهات». وقال بشرى سلامة، متعهد توزيع سولار لمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، إن جميع العاملين بالمستودعات أكدوا انتهاء الأزمة خلال يومين على الأكثر، خاصة بعد تزويد المستودعات بكميات كبيرة لحل المشكلة بشكل نسبى، لكن الشكوى الرئيسية هى أولوية الحصول على السولار التى تجعلنا الفئة الثالثة بعد الشركات الحكومية ومحطات البنزين، وأخيراً متعهدى التوزيع على الأفران والمحطات الصغيرة، الأمر الذى جعلنى أنتظر وزملائى أمام مستودع مسطرد على مدار ساعات حتى حصلنا على حصتنا بعد منتصف الليل. وأكد كرم بشاى، متعهد الدرب الأحمر، أنه لم يشعر بعد بانتهاء الأزمة رغم توافر السولار بالفعل. وقال: «أحصل على حصتى حتى الآن من محطات البنزين بزيادة فى ثمن اللتر، التى انخفضت قليلاً عن الأيام الماضية، فبعد أن كانت تحصل المحطة على 100 جنيه زيادة على كل 1000 لتر، انخفضت صباح أمس، لتصل إلى 50 جنيهاً فقط، ولكنها لم تعد لمعدلها الطبيعى ولكن الجميع أكدوا لنا انتهاء الأزمة تماماً يوم الجمعة المقبل». على الجانب الآخر، أكد أيمن هندى مسؤول تخطيط وتوزيع السولار لأسواق القاهرة والأقاليم بأحد المستودعات، أن «السولار متوافر بكمياته الطبيعية، ولكنه يخرج بانتظام وفقاً للاحتياجات، طبقاً لنظام طبيعة الشغل الفعلى لكل فرد، موضحاً أن هناك من لهم الأولوية لطبيعة عملهم مثل الجهات الحكومية ومحطات البنزين، ولكن فى النهاية لا أحد يأتى للمستودعات ولا يحصل على البنزين إلا أن المشكلة كلها تكمن فى التزاحم للحصول عليه فى ظل وجود هذه الأولويات». وفى الإسماعيلية استمرت الأزمة فى مناطق التل الكبير والقصاصين والبعالوة، ورصدت «المصرى اليوم» تكدس مئات السيارات فى محطات الوقود، أملاً فى الحصول على احتياجاتهم فى الوقت الذى ظهرت فيه سوق سوداء للسولار وقال ياسر سليمان، أحد أصحاب شركات استصلاح الأراضى، إنه يلجأ إلى دفع 10 جنيهات مقابل السماح له بتمويل «لوادر» شركته حتى لا يتكبد خسائر. وأكد مصدر مسؤول بمديرية التموين بالمحافظة، أن الأزمة موجودة فى قطاع التل الكبير فقط، بسبب سلوكيات بعض القائمين بمحطات الوقود وإحجامهم عن البيع وترديد شائعات عن ارتفاعات جديدة بأسعار السولار. وفى المنيا، تظاهر عشرات الخريجين بالقرية الخامسة والسادسة والسابعة غرب سمالوط بالمنيا، أمس، أمام محطة وقود سمالوط احتجاجاً على عدم توفير السولار لهم، بحجة أن الكميات الموجودة مخصصة لتمويل سيارات الحكومة والشرطة وتشغيل المخابز. وأكد محمد حلمى، مدير التموين بالمحافظة، أن السولار الموجود بالمحطات لجميع الفئات والمواطنين ومتوافر بكميات كبيرة تكفى لسد حاجة المواطنين، لافتاً إلى أن هناك حملات مكثفة تتم للقضاء على تجار السوق السوداء. وفى البحيرة، اختفى السولار من أغلب المحطات داخل المحافظة، وكانت أشد المدن تأثراً مدينة دمنهور، التى شهدت أيضاً اختفاء بنزين 80. وأرجع أحد أصحاب محطات الوقود الأزمة إلى نقص الكميات الواردة للمحافظة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وفى دمياط، أصيبت حركة الصيد فى عزبة البرج بالشلل التام، بسبب نقص السولار مما أدى إلى توقف مراكب الصيد عن العمل وقيام بعض المراكب بتهريب كميات كبيرة من السولار إلى السفن الأجنبية عبر عرض البحر بأسعار خيالية. وقال حسنى عبدالعزيز، وكيل وزارة التموين بالمحافظة، إنه تم التغلب على هذه الظاهرة بتشديد الرقابة على محطات تموين المراكب، وتسجيل حصة كل مركب فى دفاتر خاصة للرقابة، موضحاً أن الأمور مستقرة فى دمياط ولا توجد أزمة سولار لوجود 52 محطة تموين فى حيز 30 كيلومتراً. وفى الفيوم، بدأت الأزمة فى الانفراج، أمس، وخفّت حدة طوابير السيارات أمام محطات الوقود، بعد إمداد المحافظة بكميات إضافية من السولار. وأكد المهندس سيد عبدالواحد، مدير عام التموين بالمحافظة أنه تم تسليم 1000 طن من السولار كحصة إضافية توزيعها على محطات الوقود بالمراكز والقرى لإنهاء الأزمة. فيديو عودة أزمة السولار على الرابط التالى: http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video/diesel-crisis-again