أكد خبراء سياسيون ونوويون أن إسرائيل لديها الإمكانية لإنشاء مفاعلات نووية دون الخضوع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نظرا لعدم توقيع تل أبيب على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وقال الخبراء ل«المصرى اليوم» إن هذا الأمر لا يمثل خطورة على مصر والدول العربية، خاصة أن إسرائيل تمتلك بالفعل ترسانة من الأسلحة النووية، لكنهم شددوا على ضرورة أن تعمل القاهرة لاتخاذ القرارات اللازمة لبدء تنفيذ المشروع النووى المصرى «حتى لا تسبقنا إسرائيل مرة أخرى»، منوهين بأن إعلان مصر سعيها لإنتاج 4 آلاف ميجاوات من الطاقة النووية بحلول عام 2025 يتطلب البدء فورا وحسم الجدل حول موقع إنشاء أولى المحطات النووية لصالح موقع الضبعة «كى لا نهدر المزيد من الوقت والجهد». وأوضح الدكتور على الصعيدى، الخبير فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزير الكهرباء السابق، أن إسرائيل لديها القدرة على إنشاء مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء دون الرجوع أو الخضوع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى حال كانت ستعتمد على إمكانياتها الذاتية فى إنشاء هذه المفاعلات، نظرا لأنها لم توقع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. ولفت إلى أن دولة الإمارات العربية تعاقدت مع إحدى الشركات الكورية لإنشاء 4 وحدات نووية، القدرة الإنتاجية لكل منها 1400 ميجاوات بحلول عام 2021، وذلك لأنها تمتلك القدرات المادية والقدرة على اتخاذ القرار السريع لتنفيذ ذلك. وعبّر الوزير السابق عن أمله «أن نسير فى هذا البرنامج بهذا المعدل، لأننا لا ننتظره فقط، ولكن نحن فى حاجة ملحة له حاليا». وأكد الدكتور عزت عبدالعزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، أن كمية الطاقة المخطط إنتاجها فى مصر تتوقف على عدد المحطات النووية التى تنوى إنشاءها مع مدة التشغيل وحجم المفاعلات. وذكر أن ذلك يتطلب سرعة اتخاذ القرار الخاص ببدء تنفيذ المحطات النووية، والإعلان عن الموقع «حتى لا نهدر المزيد من الوقت الثمين دون أن نبدأ». وحول قرار إسرائيل إنشاء مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء دون إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عبدالعزيز: «إسرائيل لم توقع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التى تفرض على الدول إخضاع منشآتها النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تستفيد من المساعدات الفنية للوكالة»، متسائلا: كيف ستتعاون الدول المصدرة للتكنولوجيا النووية مع الإسرائيليين دون الخضوع للوكالة الدولية؟ واعتبر رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق أنه لا توجد خطورة على مصر والدول العربية من قيام إسرائيل بإنشاء مفاعلات نووية سلمية، حتى لو كان دون إشراف الوكالة الدولية، خاصة أن إسرائيل تمتلك بالفعل ترسانة أسلحة نووية. وأكد أن تل أبيب كذلك لا تحترم أى تعهدات أو اتفاقيات، و«بالتالى علينا أن نركز على ألا تسبقنا إسرائيل، وتنشئ مفاعلاتها قبل أن ننتهى من مشروعنا النووى».