تعتزم إسرائيل الكشف هذا الأسبوع عن خطط لإنشاء محطة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء بالتعاون مع فرنسا، في إجراء يمكن أن يجذب انتباه المجتمع الدولي من جديد إلى الترسانة الذرية التي يعتقد أنها تمتلكها، وفقاً لمسئولين. وصرح عوزي لانداو وزير البنية الأساسية الوطنية الإسرائيلي ل"رويترز" أنه سيعلن في مؤتمر للطاقة في باريس يوم الثلاثاء أن إسرائيل تبحث رسميا إمكانية بناء محطة للطاقة النووية لتنويع قطاع الطاقة. وقال لانداو في مقابلته مع "رويترز" إن إسرائيل لديها من العلماء والبنية الأساسية ما تحتاجه لبناء مفاعل نووي لإنتاج الطاقة لكن من الأفضل من حيث الاقتصاد في التكلفة العمل مع دولة لديها خبرة أكبر وأضاف إن التعاون مع فرنسا "سيكون مثاليا". وقال لانداو إن إسرائيل _التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة وتولد الكهرباء باستخدام الفحم المستورد والغاز الطبيعي المحلي والمستورد_ قادرة على بناء مفاعل نووي لكنها تفضل العمل مع دول أخرى. وقال لانداو في بيان إن: إسرائيل مهتمة بأن تكون جزءا من دائرة الدول التي تنتج الكهرباء من الطاقة النووية، وأضاف: في منطقة مثل الشرق الأوسط لا يمكننا أن نعتمد الا على أنفسنا وأن بناء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء لإسرائيل سيسمح بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة. وتابع قائلاً إن الطاقة النووية لها العديد من الاستخدامات الايجابية التي يمكن أن تخدم الأغراض السلمية وأغراض التعاون. وقال لانداو إنه لن تكون هناك مشكلة لإسرائيل في بناء مفاعل نووي مدني دون توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي، وتابع أن: كثير من الدول لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي وهي على ما يرام، وأن هناك دول أخرى وقعتها ولم يهتم المجتمع الدولي في واقع الأمر بشكل كاف بمنعها من ممارسة الانتشار. وردا على سؤال بشأن إذا ما كان مفتشو الوكالة الدولية سيشرفون على بناء المحطة الإسرائيلية قال لانداو: نحن نهتم جيدا بحاجاتنا ولا نحتاج إلى مفتشين. كما أشار لانداو إلى أن إسرائيل تعمل على إعداد الخطط منذ عقود واختارت بناء محطة الطاقة النووية في منطقة في صحراء النقب. وقال مسئولون إسرائيليون إن إسرائيل تأمل في أن تكون لديها محطة للطاقة النووية قيد التشغيل بحلول عام 2020 أو 2025. وفي ذات السياق، صرحت وزارة البنية الأساسية الإسرائيلية أن لانداو بحث مع جان لوي بورلو وزير الطاقة الفرنسي إمكانية التعاون في إنشاء محطة نووية مع الأردن. وسيخضع المشروع لإشراف فرنسا وتستخدم فيه تكنولوجيا فرنسية. وقالت الوزارة إن بورلو عبر عن "اهتمامه الشديد" ووعد ببحث الفكرة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتمتلك إسرائيل بالفعل مفاعلين نوويين أحدهما المنشأة السرية في ديمونة في صحراء النقب، حيث يعتقد على نطاق واسع أنها أنتجت أسلحة نووية والثاني مفاعل للأبحاث مفتوح للتفتيش الدولي في ناحال سوريك قرب تل أبيب. وكانت فرنسا ساعدت إسرائيل في الخمسينات في بناء مفاعل ديمونة وهو مشروع قاده الرئيس الإسرائيلي الحالي شمعون بيريس. ولا تؤكد إسرائيل أو تنفي امتلاك أسلحة للدمار الشامل متبعة بذلك سياسة "الغموض" التي توصف بأنها تردع الأعداء وتتجنب الاستفزاز الذي يمكن أن يحرك سباق تسلح. وخلافا لدول المنطقة الأخرى، لم توقع إسرائيل معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970 التي تمنع انتشار التقنيات النووية التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة، وعلى الرغم من ذلك فإن لدى إسرائيل وفد في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. يذكر أن إيران كانت وقعت معاهدة حظر الانتشار النووي لكن برنامجها النووي محور اتهامات من إسرائيل والدول الغربية بأن هدفه تطوير أسلحة.