قبل يوليو الماضى كانت أسرة أشرف عبدالباقى، الذى يعمل «خفيراً نظامياً» تسير على ما يرام، الأب يذهب إلى عمله فى الصباح الباكر ويعود فى آخر الليل، والأم صابرة عبدالفتاح، وهى «ربة منزل»، لا يكف لسانها عن الدعاء لزوجها بسعة الرزق منذ خروجه وحتى عودته، أما الأبناء وليد ووائل وسمر وقمر، فلا يعرفون شيئا عما تعانيه الأسرة فى المعيشة، فقط يعرفون اللهو واللعب أمام المنزل. وذات يوم استيقظت الأسرة على صراخ الطفل «وائل» 12 عاما، الذى كان يشكو من صداع شديد وارتفاع فى درجة الحرارة، ذهبت به الأم إلى أحد الأطباء فى عيادته الخاصة، وبعد توقيع الكشف الطبى عليه، أكد أن الحالة بسيطة، وأن «وائل» سيعود إلى طبيعته عقب تناوله العلاج، ولكن لم تتوقع الأم أن يزداد مرضه تعقيداً، وأن تتأخر حالته لدرجة تستدعى نقله إلى مستشفى «أبوالريش الجامعى» ثم إلى «المستشفى اليابانى للأطفال»، وهناك يتم احتجازه بوحدة العناية المركزة فاقداً الحركة، وبعد أيام يؤكد الأطباء أن حالته تحتاج إلى السفر للخارج. استسلمت الأم وعادت بابنها إلى منزلهم فى «قرية الروضة»، ومنذ رمضان الماضى وحتى الآن، وهو طريح الفراش، يتناول الطعام بعد ضربه فى الخلاط- عن طريق أنفه ليسهل وصوله إلى المعدة. وأفادت التقارير الطبية بأن الطفل يعانى من ضمور فى خلايا المخ واضطراب فى الوعى، وهو الآن طريح الفراش ويحتاج جلسات علاج طبيعى على العضلات، بالإضافة إلى علاج التشنجات وتنظيم الضغط. باع الأب كل ما يملكه واقترض من البنوك، ليعيد طفله إلى حياته الطبيعية، بعدما جعله المرض طريح الفراش لا يستطيع الحركة، ولذا تعيش الأسرة حالة شديدة من الحزن، لأن راتب الأب لا يتجاوز 300 جنيه، ومع ذلك لم تتوقف الأم عن الدعاء: «يا رب يا قادر على كل شىء ضع فى طريقه أولاد الحلال». وتساءلت فى حيرة: «بيقولوا إن فيه علاج على نفقة الدولة وممكن يسافر بره يتعالج نروح لمين علشان يساعدنا». وقالت بكلمات تسبقها دموع: «بعنا كل حاجة.. البهايم اللى كانت حيلتنا وأبوه عمل سلفة وباقى مرتبه مابيكفيش العلاج.. نروح فين ونيجى منين ابنى راقد على السرير.. والأطباء حطوله خرطوم فى أنفه نضخ له فيه الطعام بعد ضربه فى الخلاط خوفا من سقوطه فى الرئتين عند تناوله عن طريق فمه».