قولوا في الأول، بسم الله ماشاء الله، وامسكوا الخشب، وخمسة وخميسة، وحصوة في عين اللي مايصلي على النبي، السادة الفنانين المصريين العظماء، في إيه بقى؟ إرحمونا وبطلوا نحت، رمضان هذا العام ينفرد عن ما سبقه من أعوام بظاهرة تزايدت بشكل يخنق، ممثلين بعينهم تشاهدهم كل يوم في أكثر من مسلسل وأكتر من برنامج، لا ونفس البرنامج بتاع السنة اللي فاتت، سبوبة البرامج التليفزيونية خصوصا في رمضان أصبحت شيئا يلهث وراءه الفنانون، ويعتبرونه مكسبا سهلا خصوصا وأنهم يتقاضون مبالغ رهيبة قد لا يصدقها المواطن البسيط للظهور في برنامج لاتتعدى مدته الساعة، رزق العيال بقى، وفلوس الياميش والعيدية، الأغرب من كدا هو فنانين صغار أسماؤهم بالكاد معروفة وبرضه ظهور وتقديم البرامج. أنا عاوز أفهم حاجة في الأول، ماهي العلاقة بين التمثيل وتقديم البرامج تليفويونية أو إذاعية والغناء والإعلانات ؟؟ أعتقد إن كل من الكلمات الأربع هي مجال يختلف كما وكيفا، ولكن الفنان السوبر المصري هو الوحيد في العالم أجمع الذي يستطيع أن يحضر أداؤه في البلاتوه في الصباح وجلسة إعلان بعد الظهر، وحلقة من مسلسل السيت كوم بتاعه بعد العصر، وحلقة من برنامج المقالب اللي بيقدمه زميل ممثل بعد المغرب، وحلقة البرنامج الخاص بتاعه اللي هيستضيف فيه زميل فنان آخر بعد العشا، ومن أستديو للتاني ومن بلاتوه لآخر ياقلب لا تحزن!! في رمضان السنة دي الفنانين همّا همّا مرطرطين في كل القنوات، قبل كام سنة كان الفنان اللي بيعمل مسلسلين في السنة كان بتيهاجم وبيتحسد وبيتحقد عليهم، شوفوا الفرق دلوقتي، أراهن ولن اذكر بالأسماء أن هناك مايقارب الثلاثين إسما فنيا ظهروا في خمس أو ست برامج مختلفة بالإضافة إلى أعمالهم الفنية كمسلسل أو ست كوم، وياحبذا لو كان إعلان يتعرض في الشهر الكريم، آه وكنت هنسا صحيح صوت الممثل في مسلسل الانيماشن وصوته في المسلسل الاذاعي، على شان ميكونش ساب أي وسيلة إعلامية إلا وظهر فيها. بالتاكيد السادة الفنانين معملوش حساب أن المشاهد يزهق من ظهور الوجوه الكريمة بهذا الكم، لأن محدش بيقول للرزق لا، لكن شركات الإنتاج التي تقوم بانتاج هذه البرامج ألا تضع مثل هذه الحسابات في بالها؟ بلاش شركات الانتاج، القنوات وهي المتحكم الرئيسي فيما يعرض هنا وما لا يجب أن يعرض، أليس هناك أي إحترام على الإطلاق لعقلية المشاهد، أليس هناك أي إحساس بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية التي تقع على هذه القنوات؟ ولا هو المهم بس نملى ساعات البث بأي حاجة؟ يا أيها الفنانون الكرام، رفقا بالمشاهد، زهقنا منكم حقيقي زهقنا منكم ومن تكرار نفس الكلام في مختلف البرامج، دا المشاهد حفظ السؤال بتاع المذيع قبل مايسأله، وعارف إجابة الفنان قبل ما يجاوب، هذه البرامج تافهة وساذجة ووضيعة ومتخلفة وغبية، إن دلت على شيء فهي تدل على فقر إبداعي مصحوب باستعباط واستهبال للمشاهد، ومن الممكن وضع المبالغ الرهيبة التي تضخ في إنتاج هذه البرامج في أعمال خيرية وبرامج تطوعية، تعطي أسرة فقيرة كيلو لحمة يفطروا عليها، بدل ما بيفطروا على طبق فول وقرصين طعمية، وأهو برضه هيتفرجوا على سيادتك في المسلسل، أو تجيب لمريض دوا يخليه يفرح ويضحك من قلبه بدل ما يتوجع من الألم وهوا بيتفرج عليكم، ولا بس شاطرين تصدعونا بالأخبار الغريبة جدا اللي بنقراها عنكم في أول رمضان من نوعية أنا بختم القرآن مرتين في رمضان، وباحرص على الصلاة في الجامع وباخد إجازة وبتفرغ لعلاقتي بربنا ! الأكثر غرابة من هذا هو السادة الإعلاميون والسادة الصحفيون اللي أصبحوا بقدرة قادر مقدمي برامج، هم أيضا لايريدون أن يفوتوا "حتة التورتة " فأصبحوا أيضا وجوها مكررة تستضاف من قبل وجوه مكررة، أليس هذا مدعاة للسخرية، أستغرب من موضة البرامج الخاصة للإعلاميين في رمضان مهما اختلف مضمونها، أستغرب من قيمة مثل إبراهيم عيسى تجعله يغامر بتاريخه الجاد والمشرف في برنامج "حمرا" وتجعله يطل ببرنامجين إضافيين في شهر واحد، إثنان من هذه البرامج يعرضان في ذات التوقيت بعد الإفطار! دا مش نحت؟ ومش رطرطة على الفاضي؟ ولا ينقص هذا من قيمة بعض البرامج الجديدة وذات القيمة، وأخص منها بالذكر برنامج كان يا ما كان الذي تقدمه المذيعة الجادة جدا "ريم ماجد" على شاشة o وon وليس هذا تحيزا أو مجاملة لمذيعة كان لي شرف الظهور ضيفا في أحد حلقات برنامجها بالمصري الفصيح، ولكن هو برنامج ذو فكرة جديدة مليء بالإسقاطات السياسية والاجتماعية، ويقدم مادة تاريخية خفيفة الدم ومغلفة ببساطة التقديم وجاذبيته. هل كل ماسبق هو التطور الطبيعي للشهرة في مصر؟ الأخ أو الأخت يطلع في مشهد وبعد كدا ياخد دور صغير، فنص بطولة فبطولة، فبرنامج وإعلان وبينتشر كدا، كل من دار عنه الكلام ونال قسطا من الشهرة في أي مجال سواء الرياضي أو الصحفي أو السياسي وبالطبع الفني يصبح لزاما عليه أن " ينحت " كام برنامج على كام مسلسل على و على وعلى؟، هل هذا هو مقياس الشهرة في المجتمع المصري؟ هل هؤلاء هم نجوم المجتمع؟ أريد أن أقول أنهم كلهم أنصاف نجوم وجعانين فلوس وشهرة، لأننا لايمكن أن نرى نجوما مثل عادل إمام أو محمود عبد العزيز أو عزت العلايلي أو يحي الفخراني أو محمود ياسين أو محمود حميده أو عمرو دياب أو محمد منير أو انغام أو العديد من الفنانين الذين يترفعون عن البقايا ويعتزون بفنهم و" بكرامتهم" التي يرونها أكبر من بضع آلاف من الجنيهات تاتي بسهولة، ولا يظهرون في لقاء إعلامي إلا لو كان له غاية وهدف؟ أنا تعبت والكلام كتير عن البرامج والمسلسلات في رمضان والكلام أكتر عن "النحاتين"، ويبقى الحكم للمشاهد الكريم الذي ضج وضجر من معظم مايقدمه التليفزيون، وأعتقد أن له عقلية ناضجة وناقدة تستطيع التميز بين الغثاء والزبد. أختم الحديث بمشهد يتكرر نهاية كل حلقة من برنامج " فبريكانو " للممثلة إنتصار التي تنشغل دائما طوال البرنامج بتغطية "ركبها" بسبب قصر العباءات التي تظهر بها، طبعا بعد المقلب الواضح الاصطناع تقوم إنتصار بتوقيف الضيف المضحوك عليه والضيف المتعاون في المقلب والممثل الذي يقوم بالادعاء على الضيف صفا واحدا متجاورا كطلبة المدارس وتتوجه للجمهور "طبعا احنا عاملين المقلب دا لهدف وهو انه نقول للجمهور مش كل اللي تسمعه تصدقه ومش كل اللي تشوفه كمان تصدقه، في حاجات كتير بتتدبر وبتفبرك ومش بتكون صحيحة وبتخرب البيوت." وكأنها تقول أيضا للجمهور بالمتغطي :انتو فاهمين ولا لا " وتشير بإصبعها " هو احنا هنعملكم مسلسلات وأفلام وبرامج مقالب ونخليكم تضحكوا وفي الآخر تصدقوا إشاعات عننا؟ لااا احنا ملايكة ومش بنغلط، والله لو صدقتوا أي إشاعة هطلع ............ , انتو فاهمين ولا لأ؟؟ فاهمين ولا لأ ؟؟