«جالوب»: تراجع شعور المصريين بالأمان من 82% إلى 47% بسبب غياب الشرطة

كشف أحدث استطلاع أجراه مركز «جالوب» الأمريكي للأبحاث، أن المصريين يشعرون بأنهم أقل أمناً بعد الثورة، وأن نسبة الذين قالوا إنهم يشعرون بالخوف تراجعت من 82% في عام 2010 إلى 47% في عام 2011، فيما أكد تقرير «نلسون» أن المصريين خفضوا نفقاتهم على الوسائل الترفيهية، بسبب شعورهم بالكساد، وأن مصر وصلت للمركز السابع في الدول التي يقر سكانها بأن في حالة ركود.
وأشار تقرير المركز، الذي صدر الجمعة، ونقلت نتائجه صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إلى أن العديد من سكان الدول العربية يشعرون بأنهم أقل أمانا، موضحًا أن عينة البحث، بلغت 1000 فرد في مصر وتونس والبحرين واليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الأرقام تتسق مع التقرير الأخير الذي نشرته قبل يومين، وتحدث عن ارتفاع معدلات الجريمة في مصر بعد الثورة، وأن عدداً قليلاً من الناس يشعرون بالأمان.
وأشار إلى انخفاض نسبة الشعور بالاطمئنان، موضحًا أن النسبة لا ترجع بالضرورة إلى ارتفاع معدل العنف أو الجريمة في البلدان، ذاهبا إلى أنه «بعد نجاح ثورتي مصر وتونس وتنحي مبارك وتفكيك نظام بن علي، فقدت الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة الكثير من قوتها في البلدين».
وأكد التقرير أن هناك تداعيات محتملة خطيرة على كل هذه البلدان، سواء صدقت توقعات سكانها من عدمها، مشيراً إلى احتمال تدهور السياحة والاقتصاد في مصر وتونس، مما يمنع السياح من السفر إلى تلك البلدان، لأنها «ليست آمنة على الإطلاق».
وتابع: «يمكن أن تتأثر السياحة بسبب المخاوف المتعلقة بالأمان، وربما يدعم المواطنون الإصلاحات السياسية، اعتقادا أنهم في خطر، وربما تتراجع التجارة والاستثمارات الدولية أيضا».
وطالب التقرير، الجهات الحكومية وغير الحكومية في الدول العربية محل الاستطلاع، باتخاذ إجراءات لمواجهة مشاعر الخوف، سواء كانت حقيقية أو خيالية، وكشف الاستطلاع أن التونسيين والبحرينيين يشعرون أنهم أقل أمنا، بينما لم يشهد اليمن سوى تراجعاً بسيطاً فى الإحساس بالأمان.
في سياق متصل، أكد استطلاع «نلسن» العالمي، تراجع الثقة لدى المستهلك المصري إلى «سالب 5» خلال الربع الأخير من عام 2011، مشيرا إلى أن ارتفاع نسب الجرائم والفراغ الأمني قد أدي إلي تغير في ترتيب اهتمامات المصريين.
وأضاف الاستطلاع، الذي تجريه شركة «نلسن» للمعلومات والأبحاث عبر الإنترنت، على 28 ألف مستهلك في 56 دولة أن الاستقرار السياسي هو الاهتمام الأول لدي المصريين في الستة أشهر المقبلة، ويمثل القلق الأكبر ل44% من مستخدمي الإنترنت منهم، ويعد الاقتصاد هو ثاني أهم شأن بالنسبة ل 40% و يأتي الأمان الوظيفي في المرتبة الثالثة بنسبة 22%.
وأشار إلى أن المصريين يتوقعون تحسنا في أحوالهم المالية العام المقبل، إذ يقول 55% منهم إن إمكانياتهم المالية بدت جيدة، واتفق نحو 90 % منهم علي أن بلدهم في حالة ركود حالياً، مما يضع مصر في المركز السابع في قائمة البلاد التي تقر بحالة الركود علي مستوي العالم.
وقال مدير «نلسن» بمصر، «رام موهان راو»، إن الاضطرابات التى شهدها عام 2011 أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء وانخفاض الاحتياطي الأجنبي، وأن الاعتصامات والمظاهرات الفئوية والنمو المتقطع، عوامل تساهم في تراجع ثقة المستهلك، محذرا من ارتفاع معدل البطالة، مشيرا إلى أن نحو 23 % من المصريين يقرون بأنهم لا يملكون نقودا فائضة توجب الحذر من الإنفاق في 2012، وأن عددا كبيرا من المستهلكين كانوا ينفقون من مدخراتهم طوال العام الماضي في حالة عدم وجود دخل حقيقي ونمو الأجور، وهو وضعٌ ينبغي أن يتغير حتي يتمكنوا من إنعاش إنفاقهم أو حتي الحفاظ عليه.
وتابع: «إن عدم الاستقرار يدفع مؤشر ثقة المستهلك للهبوط، لكن التفاؤل بالمستقبل يدفعه للارتفاع»، متوقعا تباطؤا في استعداد المستهلكين للإنفاق وزيادة ميلهم للإدخار، إذ قلل 46% منهم الإنفاق علي الوسائل الترفيهية خارج المنزل، واختار 45% منهم خفض الإنفاق علي الملابس الجديدة، والوجبات السريعة الجاهزة، و43% منهم خفضوا المصروفات التليفونية.