فى الوقت الذى تتحسن فيه مؤشرات ثقة المستهلك فى العديد من دول العالم تراجعت ثقة المستهلك فى مصر فى الأشهر الأخيرة تبعا لاستطلاع شركة نلسن العالمية لبحوث السوق. وتراجع معدل ثقة المستهلكين فى مصر 3 نقاط فى الستة أشهر الماضية ليبلغ 71 نقطة، منخفضا عن المتوسط العالمى لمؤشر نلسن، والذى بلغ 86 درجة فى النصف الثانى من عام 2009. ويعتمد المؤشر على قياس ثقة المستهلكين بسوق التوظيف وأحوالهم المالية الشخصية ومدى استعدادهم للإنفاق. وعلى المستوى الدولى رصد التقرير تحسن ثقة المستهلك مع خروج الاقتصاد العالمى من الأزمة الاقتصادية. فبنهاية عام 2009 سجلت البرازيل والأسواق الآسيوية الرئيسية ارتفاعا بأكثر من عشر نقاط فى مؤشر ثقة المستهلك، بينما سجلت الولاياتالمتحدةالأمريكية الارتفاع الأول لها فى ثقة المستهلك منذ 2007. وتقع الهند فى مقدمة المؤشر لتبلغ ثقة المستهلكين فيها 120 درجة تليها اندونيسا ب115 ثم النرويج ب 110، بينما تأتى اليابان فى ذيل القائمة لوصول ثقة المستهلك فيها إلى 49 درجة وهو ما يصفه التقرير بأنها «الأكثر تشاؤما». وقد ارتفعت ثقة المستهلك فى 45 دولة من أصل 52 يضمها التقرير دولة مقارنة بمعدلها من ستة أشهر ماضية. ويربط التقرير بين خطط الإنقاذ الاقتصادى وتحسن ثقة المستهلكين، حيث هبط مؤشر نلسن فى أبريل الماضى إلى أدنى نقطة بمعدل 77 نقطة»، ولكن حينما بدأت خطط التحفيز المكثفة فى إحداث تأثير ما حول العالم أثناء الربع الثانى من العام بدأت كذلك ثقة المستهلك فى الانتعاش انتعاشا بطيئا» حسبما جاء فى تقرير نلسن. وتعتبر نلسن أن ثقة المستهلك على مستوى العالم عادت إلى نفس مستواها فى النصف الأول من عام 2008 تقريبا، قبل أن تتراجع بقوة بعد الأزمة المالية العالمية فى نهاية 2008. أكثر ما يقلق المصريين وبصفة عامة فأن أكثر ما يقلق المصريين، بحسب نلسن، هو الأمان الوظيفى ثم مخاوفهم الصحية ويليهما ارتفاع أسعار الغذاء. أما مستهلكو العالم فتعتريهم «حالة هوس بكل ما يتعلق بالاقتصاد والركود» بحسب وصف تقرير نلسن، حيث ذكر 18% من المستهلكين حول العالم اليوم أن الاقتصاد هو قلقهم الرئيسى يتبعه الأمان الوظيفى (16%). وقد حقق هذا المؤشر تحديدا تحسنا عن الفترة السابقة، حيث اعتبر 20% من المستهلكين حول العالم فى أبريل الماضى الأمان الوظيفى كسبب رئيسى لقلقهم فى الحياة يتبعه فى ذلك الاقتصاد. متى تخرج مصر من الركود؟ وفى مجال رؤية المستهلكين لمستقبل الاقتصاد يرصد تقرير شركة نيلسن تفاوت الرؤى بخصوص قدرة الاقتصاد على الخروج من الركود. ف68% من المستطلع آراؤهم فى مصر يعتقدون أن بلادهم تمر بحالة ركود، ويرى 15% منهم أن البلاد ستخرج من الأزمة خلال ال12 شهر المقبلة. فيما تختلف الصورة على مستوى العالم فقد هبط عدد المستهلكين، الذين ذكروا أنهم فى حالة ركود فى هونج كونج بنحو 30% فى الأشهر الثلاثة الأخيرة ليصلوا إلى 32% من المستهلكين، فيما يرى أكثر من 60% من الفرنسيين والألمان والأيرلنديين، الذين يعتقدون أن بلادهم فى حالة ركود، أن الانتعاش الاقتصادى سيستغرق فترة تتعدى العام. ولكن من ناحية أخرى، يرصد التقرير أن مخاوف المستهلكين ارتفعت فى الفترة الأخيرة فى مؤشرات أخرى كالمخاوف الصحية، وهو ما يشير إلى أن مخاوف المستهلكين بدأت تتجه إلى مجالات أخرى غير الخوف من عدم استقرار الاقتصاد والركود. وتعتبر نلسن أنه بالرغم من هذا التحسن فالعديد من المستهلكين غير مستقرين بخصوص إنفاق أموالهم.