«مبارك» يقدم مذكرة «عاطفية» للمحكمة.. و«الديب» شن هجوماً على البرلمان

استمعت محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء، إلى تعقيب المحامي فريد الديب، في قضية قتل المتظاهرين المعروفة إعلامياً باسم «محاكمة القرن»، والمتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجلاه ووزير داخليته و6 من كبار مساعديه، وذلك بعد أن تم رفع الجلسة مرتين وعادت للانعقاد للمرة الثالثة، بسبب إصرار أحد المحامين المدعين بالحق المدني على الحديث رغم رفض المحكمة.
وسألت المحكمة المتهم الأول «مبارك» عما إذا كانت لديه أي طلبات أو دفوع، فتحدث «مبارك» للمحكمة قائلا: «سأكتفي بما سيقوله الأستاذ فريد الديب».
وقبل أن يبدأ الديب في تعقيبه، سلم مذكرة لهيئة المحكمة، قال إن المتهم الأول «مبارك» كتب فيها كل ما يريد قوله وأنهاها ببيت من الشعر: «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام».
وعلمت «المصري اليوم» أن مبارك كتب في مذكرته تفاصيل ما حدث وقت ثورة 25 يناير والقرارات التي اتخذها وتضمنت المذكرة جملا عاطفية، عن سمعته ودوره في بناء مصر، ومشاركته في حرب أكتوبر، ونفيه لفكرة التوريث، أو ترشحه لفترة رئاسية أخرى.
وتولى بعد ذلك المحامي «فريد الديب» التعقيب على ما قالته النيابة، فقال: «أود أن أقول كلمة حول التوصية التي قدمتها النيابة بكتاب من النائب العام، هذه التوصية الصادرة عن لجنة الصحة بمجلس الشعب مرفوضة شكلا وموضوعا، وكنت أتمنى على النائب العام أن يعيد التوصية لصاحبها لأن المحكمة سبق أن أصدرت قرارها في الجلسة الأولى لهذه القضية بالتحفظ على «مبارك» في المركز الطبي العالمي، ولا يجوز لأحد أن يعقب على قرار المحكمة في شكل توصية أو رجاء.
وأضاف الديب: «إذا أرادت السلطة التشريعية التي ليس من حقها التدخل في عمل القضاء أن تفعل شيئا، فعليها بسن قوانين فقط، وكان على النائب العام أن يعيد التوصية إليهم ويعلمهم درساً في الفصل بين السلطات، واليوم لا نقبل أي تدخل من السلطة التشريعية في عمل المحاكم والقضاء، وألتمس أن تلتفت المحكمة عن هذه التوصية لأن من قاموا بتلك الزيارة ليسوا أطباء ولم يحرروا تقارير طبية عن حالة الرئيس السابق حتى يجزموا بأن مستشفى السجن مؤهل لحالته من عدمه، والمفروض أنهم يراقبون السلطة التنفيذية فقط، دون التدخل في عملها».
وأكمل الديب تعقيبه على ما قالته النيابة، مؤكدا أن المحامي العام تجاوز في حقه، وأنه يريد الرد عليه، وأثناء ذلك شاهد المحامي عضو النيابة يبتسم، فقال الديب: «بتضحك يا فندم».
وأكد الديب أن النيابة كانت قد عقبت على ما قاله المحامون إلا أنها لم تأت بجديد، واهتمت فقط بالهجوم على المحامين بصفة عامة، ووصفتهم بمجموعة من الجهلاء، وأكمل الديب: «ونالت النيابة مني واتهمتني بأنني لم أقرأ أمر الإحالة ولم أحسن قراءة نصوص المواد، ونحن عندما نعيب تحقيقات النيابة فنحن نعيب العمل وليس الشخص».
وحاولت النيابة أن ترد على ذلك إلا أن المحكمة رفضت، وقالت إنها ستسمح لها بعد أن ينتهي المحامي، وبالفعل عقبت النيابة، ورد عليها الديب مرة أخرى.
وبعدها سألت المحكمة علاء وجمال مبارك عما إذا كان لديهما أي أقوال أو كلمات يريدون الإدلاء بها أمام المحكمة، فرد كل منهما بجملة: «شكرا سيادة القاضي سأكتفي بما أبداه الأستاذ فريد الديب».