الباعة الجائلون فى العتبة يغيرون نشاطهم ويبيعون «سنج ومطاوى»

بعد ثورة 25 يناير وحدوث انفلات أمنى لم تشهده مصر من قبل، أصبحت الأسلحة على اختلاف أنواعها تباع على الأرصفة فى شوارع القاهرة، ويقبل على شرائها عدد كبير من المواطنين إما أسوياء يرغبون فى الاحتفاظ بها دفاعا عن النفس فى حالة التعرض لأى محاولات سرقة بالإكراه، وإما بلطجية يريدون استخدامها فى أعمال شغب وبلطجة، وفى كلتا الحالتين تبقى الأسلحة مباحة فى شوارع القاهرة.
خلف موقف أتوبيس العتبة وإلى جوار شارع الموسكى الرئيسى، تجد عدداً كبيراً من الباعة الجائلين معظمهم لا يتجاوز 20 عاما، يفترشون بضائع مختلفة سواء أدوات منزلية أو كهربائية ومعدات، ويختفى بينهم باعة آخرون يبيعون «سنج ومطاوى» بأنواع مختلفة، وإن كانوا لا يعرضونها علانية أمام الجميع.
وكل نوع وله سوقه وكل شكل وله زبونه.. هذا هو مبدأ بيع الأسلحة فى العتبة، وإذا أردت أن تتوجه لشراء مطواة، فليس مطلوبا منك ألا السؤال عن «محمد بتاع المطاوى»، وفى لمح البصر سيظهر محمد ويصطحبك إلى فرشته لتختار النوع الذى تريده، وإذا لم تكن ملما بكل أنواع المطاوى، سيشرح لك محمد كل نوع واستخدامه. محمد يرى أن المطواة «قرن الغزال» هى ملكة المطاوى لأنها الاكثر مبيعا، رغم ظهور أنواع من المطاوى الصينى، التى بدأت تدخل فى المنافسة وأنواع أخرى مثل المطواة السوست والعضم، ولكن تظل «قرن الغزال» هى التى تشهد إقبالا أكبر من مختلف الشرائح.
كلما كانت المطواة أقدم والخشب الموجود فيها أقدم زاد سعرها: «كل ما المطوة قدمت ولانت كل ما تكون أحسن، فسعر المطوة الجديدة قبل الفصال 60 جنيه وبعد المناهدة ممكن يوصل 50 جنيه.. ده بالنسبة للكبيرة، والصغيرة سعرها 45 جنيه، أما المطاوى القرن القديم اللى خشبها بنى فالكبير منها ب 70 جنيها والصغير ب 50.. وده م الآخر».
إلى جوار المطاوى يضع محمد على فرشته سنجاً وصواعق، مؤكدا أن الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً مؤخراً، ويبيع الكبير منها مقابل 200 جنيه ويرتفع السعر حتى يصل إى 500 جنيه للأنواع الأفضل.
محمد ليس الوحيد الذى يبيع أسلحة، فالباعة حوله يبيعون البضاعة نفسها وتشتد المنافسة بينهم لدرجة شجارهم على الزبائن، إلى أن وصلوا إلى اتفاق فيما بينهم على البيع بالدور.