مُسن يرزق بمولود جديد من زوجته في عمر ال73: «نفسي اطمن على مستقبله»

في مشهد إنساني يعكس عمق المشاعر وتداخلها بين الوفاء والوحدة والرجاء، يروي الحاج إبراهيم حمودة، البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عامًا،تفاصيل رحلته الطويلة بين العطاء والتضحية، ثم سنوات الوحدة والمعاناة، وصولًا إلى لحظة الأمل المتجدد التي أعادها الله إلى قلبه بزواجه الثاني من سيدة شابة، والتي أعادت إليه الإحساس بالحياة بعد سنوات من العزلة.
يقول الحاج إبراهيم حمودة محمد، والمقيم بإحدى قرى محافظة القليوبية، أنه كان يعمل بقطاع التربية والتعليم حتى بلوغه سن المعاش، وأنه رزق من زوجته الأولى بأربعة أبناء «ولدين وبنتين»، وكان حريصًا على تنفيذ وصيتها قبل وفاتها، إذ طلبت منه أن يمنح أبناءه ميراثهم وهو على قيد الحياة.
وأضاف الحاج إبراهيم في حديثه ل «المصري اليوم» قائلًا: «كتبت البيت وكل ما أملك لأولادي وأنا ما زلت على قيد الحياة، وكنت أظن أنني بذلك أؤمّن مستقبلهم وأطمئن عليهم،ولكن بعد وفاة والدتهم وجدت نفسي وحيدًا لا أنيس ولا معين».
ويمضي الرجل المسن في حديث تغلب عليه نبرة حزن ممزوجة بالرضا، قائلاً: «قضيت سنوات أبحث عن زوجة ترعاني وتخدمني في أواخر عمري، حتى رزقني الله بسيدة مطلقة تبلغ من العمر 38 عامًا،ومقيمة بقرية الزاوية الحمراء التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ونظرا لعدم وجود مسكن انتقلت للعيش معها في غرفة بسيطة بالإيجار، نقتسم فيها معاشي الذي لا يتجاوز 4500 جنيه»، راضين بما قسمه وقدره الله لنا.
وتابع الحاج إبراهيم لم نكن نعلم ما يخفيه لنا القدر، فبعد أشهر قليلة من الزواج، أخبرتني زوجتي بحملها، قائلاً بابتسامة يغمرها الفرح رغم تعب السنين: «لم أصدق نفسي عندما قالت لي إنها حامل، واختلطت مشاعري ما بين الفرح والقلق، فكنت سعيداً لأنها تعد هبة من الله، وراودتني حالة من القلق على مستقبله، وعندما وُلد الطفل أطلقت عليه اسم «حمودة» تيمناً باسم والدي، ولكن قلبي بات منشغلا بأمنية واحدة: أن أؤمن له مستقبلاً كريماً،وأن أترك له ولو منزلاً صغيراً يحمل اسمه».
ومن جانبها، تروي الزوجة «سعدية» تفاصيل القصة، قائلة: «أنا سيدة مطلقة وكنت أعيش مع شقيقي، وتعرفت على الحاج إبراهيم عن طريق أحد الأهالي، وحين رأيته وجدت فيه الطيبة والحنان، وشعرت أن العمر مجرد رقم، وأن الله أرسل لي رجلاً يحتاجني كما أحتاج إليه».
وتضيف بابتسامة رضا «تزوجنا بنية الستر والسكينة، وهو رجل طيب محب للخير، لا يبخل عليّ بعطفه وحنانه، وعندما علم أنني حامل، غمره الفرح، وأصبح لا يشغل باله سوى تأمين مستقبل ابنه الجديد، وأنا أحاول ما استطعت أن أرضيه وأقف إلى جواره لعل الله يجازينا عن ما بقي من عمرنا خيراً، مؤكدة أن الحياة يمكن أن تمنحنا فرصة جديدة حين نظن أن كل الأبواب قد أغلقت»، متمنية أن يكون هناك مساعدة سواء من الحكومة، أو من أصحاب القلوب الرحيمة لمساعدة زوجها المسن الذي يحتاج إلى من يحنو عليه ومساعدته في تأمين مستقبل مولوده الجديد.