«الصحة» تكشف تفاصيل عملية إنقاذ استثنائية لسائحة إسبانية داخل هرم سنفرو

في لحظة كان من المفترض أن تكون ضمن رحلة استكشافية هادئة، تحولت زيارة سائحة إسبانية إلى منطقة دهشور الأثرية بمحافظة الجيزة إلى مغامرة إنقاذ مثيرة داخل هرم سنفرو المنحني، إذ أعلنت وزارة الصحة والسكان عن نجاح فريق هيئة الإسعاف المصرية في تنفيذ عملية إنقاذ معقدة للسائحة بعد تعرضها لإصابة في أثناء جولتها بالموقع الأثري يوم الأحد.
بلاغ عاجل واستجابة فورية
أوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور حسام عبدالغفار، في بيان صادر اليوم الإثنين أن غرفة الطوارئ تلقت بلاغًا عبر الخط الساخن «123» يفيد بإصابة سائحة داخل الهرم، وفور تلقي البلاغ، تم توجيه سيارة إسعاف إلى المكان، بالتزامن مع تحرك فريق طبي مجهز للتعامل مع الحالة، استعدادًا لمهمة لم تخلُ من التحديات.
وكشفت تفاصيل الحادث أن السائحة فقدت توازنها في أثناء نزولها إحدى الممرات الخشبية شديدة الانحدار داخل الهرم، ما تسبب في إصابتها باشتباه كسر في القدم، ولم يكن الوصول إليها أمرًا سهلًا؛ إذ اضطر طاقم الإسعاف إلى التوغل عبر ممر ضيق لا يتجاوز عرضه مترًا واحدًا ويمتد قرابة 80 مترًا تحت الأرض، في ظروف صعبة تتسم بضعف التهوية وضيق المساحة، مما جعل المهمة أقرب إلى مغامرة إنقاذ داخل متاهة أثرية.
تحديات الإنقاذ في موقع أثري
استغرقت العملية عدة ساعات من العمل المتواصل، حيث قدم الفريق الإسعافات الأولية للسائحة وثبّت قدمها باستخدام أدوات خاصة، قبل أن يربطها بلوح مخصص لحماية العمود الفقري، وبعدها بدأ الفريق رحلة الخروج الصعبة، حاملًا المصابة عبر الممرات الحجرية الضيقة، ومتسلقًا بحذر لتجنب أي إصابات إضافية، ومع بذل مجهود استثنائي، تمكن الفريق من إخراجها بأمان إلى سطح الهرم، ثم نقلها إلى المستشفى لاستكمال العلاج.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو رشيد، رئيس هيئة الإسعاف، أن هذه العملية تُعد واحدة من أكثر مهام الإنقاذ تعقيدًا التي نفذها الفريق، نظرًا لصعوبتها وموقعها الفريد داخل أثر تاريخي مغلق يصعب الوصول إليه، مشيدًا بالاحترافية العالية لأعضاء الفريق الذين تمكنوا من الحفاظ على سلامة المصابة دون المساس بالبنية الأثرية للهرم.
واختتمت وزارة الصحة والسكان بيانها بالإشادة بجهود فرق هيئة الإسعاف، مؤكدة أن ما تحقق يعكس مدى جاهزية وكفاءة الأجهزة الطبية المصرية في التعامل مع الحالات الطارئة، حتى في أصعب الظروف وأدق المواقع، ليظل شعار الاستجابة السريعة حاضرًا في كل المواقف.