أحمد منصور الرئيس التنفيذي ل «Cred Developments»: زيادة الإنفاق على الإنشاءات 40% خلال العام.. والأهم من البيع هو التنفيذ

نجحت شركة «Cred Developments» فى الحفاظ على أداء قوى خلال عام 2025، بتحقيق مبيعات تجاوزت 4.6 مليار جنيه حتى الآن، فيما تستعد لتسليم أولى وحدات مشروع «Ever New Cairo» فى يناير المقبل، قبل الموعد المحدد بنحو عامين ونصف، فى خطوة تعكس التزامها بالتنفيذ وجودة التسليم رغم تقلبات السوق. وقال أحمد منصور، الرئيس التنفيذى للشركة فى حوار مع «عقارات المصرى اليوم»، إن شركته ركزت هذا العام على تسريع وتيرة التنفيذ، حيث تم ضخ نحو 1.9 مليار جنيه فى أعمال الإنشاءات، متوقعًا أن يرتفع الإنفاق إلى 2.2 مليار جنيه بنهاية العام، بزيادة تقارب 40٪ عن العام الماضى، كاشفًا عن نية الشركة التوسع خارجيًا فى عُمان وأبوظبى، وأكد أن السوق المصرية لا تعانى ركودًا، بل تشهد تباطؤًا طبيعيًا بعد طفرة مبيعات غير مسبوقة آخر عامين.
■ نبدأ بالأداء العام للشركة هذا العام، كيف تُقيمون حجم المبيعات حتى الآن مقارنة بمستهدفاتكم؟
- حققنا مبيعات تقارب 4.6 مليار جنيه منذ بداية العام، من إجمالى مستهدف عند 8 مليارات جنيه، قمنا بخفض المستهدف بشكل استباقى من مستوى أعلى مع بداية العام بسبب ما استشعرناه من ظروف السوق، ولكن حجم المبيعات المحقق حتى الآن مازال يفوق المحقق العام الماضى بقيمة 5.4 مليار جنيه، الأرقام من بداية العام حتى الآن لا تمثل مصدرًا للقلق، الربع الأخير يمثل 50٪ من مبيعاتنا، لذا نأمل أن نتمكن من تحقيق أداء قوى فى الشهور المقبلة.
■ أى المشروعات كان لها النصيب الأكبر من هذه المبيعات؟
- الشركة لديها حاليًا ثلاثة مشروعات رئيسية: مشروع «CLM» العاصمة الإدارية، ومشروع «Ever New Cairo» على مساحة 128.5 فدان بالتجمع السادس، و«Ever West» على مساحة 40 فدانًا، بمنطقة متميزة بالقرب من مول العرب بغرب القاهرة، لقد استحوذ مشروعنا فى القاهرة الجديدة «Ever New Cairo» على النسبة الأكبر من المبيعات بنحو 2.6 مليار جنيه، أما مشروع العاصمة الإدارية فلم يتبق فيه سوى وحدات قليلة جدًا بأسعار مرتفعة، لذا مبيعاته أصبحت متقطعة. التركيز الآن ينصب بشكل كبير على مشروعاتنا الجديدة، بشكل عام يمكن القول إنه تم تسويق نحو 25٪ فقط من مشروع غرب القاهرة «Ever West»، وما بين 40- 45٪ من مرحلة الفيلات فى التجمع السادس بمشروع «Ever New Cairo»، والعمارات 5٪ فقط نظرًا لحداثة الطرح فيها، هذه المشروعات ستكفى لتأمين مبيعات وتدفقات نقدية للشركة من أربع إلى خمس سنوات مقبلة حتى لو لم نطرح مشروعات جديدة.
■ تؤكد دائمًا أن المبيعات ليست مقياس النجاح الوحيد، ماذا عن حجم الإنفاق على الإنشاءات والتنفيذ؟
- هذه هى النقطة الأهم بالنسبة لى، البيع مهم بس الأهم التنفيذ، تركيزنا الأساسى على تسريع وتيرة العمل فى المواقع وتسليم المشروعات فى مواعيدها، هذا هو التحدى الحقيقى والدور المهم لرؤساء الشركات، لقد أنفقنا حتى الآن 1.9 مليار جنيه على الإنشاءات، ونتوقع أن نصل إلى 2.2 مليار جنيه بنهاية العام، بزيادة 40٪ تقريبًا عن حجم الإنفاق العام الماضى، البالغ 1.8 مليار جنيه، الجزء الأكبر من هذا الإنفاق موجه لمشروع غرب القاهرة، حيث تم الانتهاء من إنشاءات 18 عمارة، وحاليًا بمرحلة التشطيبات، وتم البدء بإنشاءات 18 عمارة أخرى، إلى جانب 6 عمارات أخرى حاليًا بمرحلة الحفر والإحلال، بشكل عام تسير الإنشاءات بالمشروع بشكل جيد تمهيدًا لبدء تسليم المرحلة الأولى فى موعدها يونيو 2026، فنحن ملتزمون بموعد التسليم، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا المشروع بدأ فى خضم الأزمة الاقتصادية والتعويم فى يونيو 2022.
■ وماذا عن مشروع «Ever New Cairo»؟
- مشروع «Ever New Cairo» مثَّل تحديًا كبيرًا للشركة، المنافسة فى منطقة التجمع السادس مختلفة تمامًا، ولذلك كان من المهم تحقيق إنجاز حقيقى على أرض الواقع، يثبت جديتنا فى التنفيذ، أتحدث اليوم وقد أنجزنا تقريبًا نسبة كبيرة من أعمال الفيلات، سنقوم بالبدء فى تسليم أولى وحدات المرحلة الأولى فى يناير العام المقبل، أى قبل الموعد الرسمى بنحو عامين ونصف تقريبًا، هذا ما يعد انجازًا كبيرًا فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه السوق.
■ ما هى خططكم المستقبلية؟ هل تفكرون فى التوسع فى مناطق جديدة مثل الساحل الشمالى؟
- الساحل الشمالى حلم لأى مطور، رغم صعوبة الحصول على أراضٍ، كما أن الشروط الحالية للدخول فى شراكات هناك أراها صعبة جدًا وغير مناسبة، سنظل نبحث عن الفرصة المناسبة، لكننا لن نغامر إلا بخطوات مدروسة جيدًا.
■ فى ظل الأوضاع الحالية للسوق، هل هذا هو الوقت المناسب للتوسع أم للتركيز على استكمال المشروعات القائمة؟
- هذا هو السؤال الذى أسأله لنفسى كل يوم. المنطق يقول إن الوقت غير مناسب للتوسع بسبب هدوء المبيعات، ولكن هذه الأوقات هى التى تظهر فيها الفرص الحقيقية بأسعار جيدة، لذلك أنا أسير فى الاتجاهين؛ أبحث وأستكشف الفرص المتاحة بهدوء، وفى نفس الوقت تركيزى الكامل منصب على التنفيذ فى مشروعاتى الحالية.
■ الفترة الأخيرة أثيرت موجة من الجدل حول تسعير العقارات.. كيف ترى هذا الأمر؟
- الأمر أبسط مما يبدو. عندما أبيع وحدة أنا أقدم سعرين: سعر للكاش، وسعر للتقسيط على سنوات طويلة، سعر التقسيط يتضمن تكلفة التمويل والفائدة، كلما زادت المدة ارتفع السعر، تمامًا كما يحدث عند شراء سيارة بالتقسيط من البنك، ما حدث هو أن البعض يتحدث عن سعر التقسيط وكأنه سعر العقار الحقيقى، ويطالب بخفضه لأن الفائدة قد تنخفض مستقبلًا، الشركات تُسعر وفقًا لمتوسط الفائدة خلال مدد الأقساط وليس بسعر الفائدة فى الوقت الحالى، نحن فى «Cred» قمنا بالتسعير منذ البداية على متوسط فائدة متوقع وفقًا للدراسات، لذلك لم نتأثر بهذا الجدل، بل قد تكون أسعارنا أقل من المنافسين حاليًا، كما أن أغلب المطورين يقدمون خصومات كبيرة جدًا على سعر الكاش، تصل فى بعض الشركات إلى 50٪. نقطة مهمة أيضًا يجب أن ننظر لها، المطورون خسروا كثيرًا فى مشروعاتهم التى تم طرحها قبل التعويم، فلماذا نضيق عليهم إذا ما حققوا مكسبًا إضافيًا مع استقرار الأوضاع؟ إننى أتحدث بجدية، لماذا نعاتب المطور قائلين «لا تربح» حين يبدأ بتحقيق الربح، خاصة فى هذا الوقت الذى يشهد ركودًا فى المبيعات؟ ففى نهاية المطاف، الأمر خاضع للعرض والطلب.
■ لكن ألا يمكن أن يساهم خفض الأسعار فى تنشيط السوق؟
- هذه مسألة بالغة الخطورة. فلو أننى بعت 200 وحدة بسعر محدد منذ بداية العام، ثم قررت فجأة تخفيض السعر، يستاء المشترون الذين اشتروا الوحدات فى البداية، وقد حدث هذا بالفعل مع شركات أخرى. لذا، فإن الحل لا يكمن فى خفض السعر بصورة مباشرة، بل فى إيجاد حلول بديلة من خلال زيادة مدد الأقساط مع الإبقاء على السعر الأصلى، وهذا يُعد تخفيضًا غير مباشر، وهو ما يتبعه الكثيرون فى الوقت الراهن.
■ وما هى أنظمة السداد التى تقدمونها حاليًا؟
- أطلقنا برنامجين جديدين لفترة محددة: الأول بدون مقدم وعلى 8 سنوات، والثانى بمقدم 5٪ فقط والتقسيط على 10 سنوات. وأضفنا ميزة فى البرنامج الثانى، وهى أن كل 5٪ إضافية يدفعها العميل فى المقدم، يحصل على خصم 2٪ «كاش باك». أما بالنسبة للدفع النقدى (الكاش)، فالخصم لدينا يصل إلى 45٪، وهو قريب من متوسط السوق حاليًا.
■ هل لديكم خطط للتوسع الخارجى؟
- بالفعل ننظر فى سوقين رئيسيتين، هما عمان وأبوظبى، لدينا توجه قوى نحو السوقين، وندرس العديد من الفرص المتاحة، ونأمل فى التوصل لاتفاق قريبًا.
■ لماذا التركيز على أبوظبى تحديدًا وليس دبى التى تبدو أكثر زخمًا، أو السعودية التى لديكم خبرة سابقة فى سوقها؟
- دبى سوق صعبة جدًا، والمنافسة بها عنيفة بشكل لا يُصدق. هى سوق «مُقسَّمة بين جنسيات بعينها»، ومنها على سبيل المثال الهنود الذين يبيعون للهنود، والروس للروس وهكذا، وكوافد جديد، من الصعب جدًا اختراق هذه السوق. أما السعودية فهى سوق واعدة جدًا، والصناديق والشركات السعودية تواصلت معنا ومع كل المطورين المصريين أكثر من مرة للاستفادة من الخبرات المصرية.
■ بالعودة للسوق المصرية، هل قمتم برفع الأسعار فى ظل التباطؤ الحالى؟
- نعم، ولكن على منتجات محددة عليها طلب استثنائى، على سبيل المثال، طرحنا منتج شقق صغيرة (غرفة وغرفتين) فى مشروع التجمع «Ever New Cairo»، والمبنى بالكامل تم بيعه فور طرحه، فارتفع سعره بنسبة 20٪ خلال ثلاثة أشهر. وفى مشروع «Ever West» غرب القاهرة، ارتفعت أسعار العيادات الطبية بنسبة 30٪ منذ بداية العام بسبب الإقبال الشديد، حيث وصل سعر المتر إلى 250 ألف جنيه.
■ كيف تتوقع شكل السوق فى الفترة المقبلة، هل سيستمر هذا التباطؤ طويلًا؟
- بحلول نهاية عام 2026، ستشهد السوق انتعاشًا ملحوظًا، ما نشهده اليوم ليس ركودًا، بل هو مجرد تباطؤ طبيعى، والمشكلة تكمن فى أن المطورين قد بالغوا فى وضع مستهدفاتهم، وعندما قارنوا أداءهم بتلك الأهداف شعروا بالأزمة. ولكن، لو سألتهم عن حجم مبيعاتهم مقارنة بالعام الماضى، لاكتشف معظمهم أنهم قد حققوا ما يتراوح بين 85٪ إلى 90٪ من الرقم نفسه، وهذا لا يُعد ركودًا، بل هو تباطؤ طبيعى بعد عامين من المبيعات القياسية.
■ شهدت السوق موجة من الإلغاءات بعد طفرة المبيعات غير المسبوقة نهاية 2023، كيف كان الوضع لديكم فى «Cred»؟
- الحمد لله، نسبة الإلغاءات لدينا قليلة جدًا. السبب أننا لم ننجرف وراء الطفرة التى حدثت فى آخر 3 أشهر من عام 2023، والتى كان معظمها من المضاربين الذين يريدون التخلص من الجنيه. نحن وضعنا مستهدفًا منطقيًا للعام، وهو 3 مليارات جنيه وحققناه، بل إننا توقفنا عن البيع فى فترة من الفترات لتجنب هذه الموجة. لذلك، لم نتأثر بالإلغاءات التى ضربت من تجاوز فى البيع للمضاربين. كل ما لاحظناه هو ارتفاع طفيف فى نسبة الشيكات المرتدة وهى نسبة قليلة فى الأصل وغير مقلقة.
«Cred» الراعى الرئيسى ل«القاهرة السينمائى الدولى»
أعلنت شركة Cred عن رعايتها كشريك رئيسى للدورة ال 46 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، المقرر إقامتها فى الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل، لتجسد هذه الشراكة الاستراتيجية التزام Cred العميق بدعم الفنون والثقافة، والمساهمة فى نقل رسالة المهرجان والاحتفاء بصناعة السينما المصرية بتاريخها الممتد لأكثر من 100 عام، والتأكيد على أهمية ومكانة المهرجان عالميًا كواحد من أهم وأعرق المهرجانات السينمائية الدولية والمصنف بالفئة A من قبل الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الأفلام «FIAPF بباريس».
وتأتى رعاية Cred تحت شعار «Every Story Happens in a Place - لكل قصة مكان»، تعبيرًا عن رؤيتها بأن التطوير العقارى يتجاوز حدود البناء ليصبح فنًا يُلهم الحكايات ويعبّر عن أسلوب العيش، فى توازن يلتقى فيه الإبداع المعمارى بروح الفن، تمامًا كما تصنع السينما لحظاتها الخالدة على الشاشة.
وتُعد هذه الرعاية امتدادًا لمسيرة شركة Cred فى دعم المبادرات الثقافية والفنية، والرياضية.