تشهد الأراضي الفلسطينية، الثلاثاء والأربعاء، حملة تضامن واسعة مع الأسير خضر عدنان، المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ 59 يوماً، بعد ساعات من رفض المحكمة العسكرية الإسرائيلية الاستئناف الذي قدمه عدنان ضد قرار اعتقاله إدارياً، دون توجيه أي اتهامات له، وهو القرار الذي اعتبره وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني، عيسى قراقع «قرارا بقتل الأسير خضر». كما دعا الوزير الفلسطيني إلى جعل، الأربعاء، «يوم نفير وصيام عام»، متوافقاً في ذلك مع دعوة عمداء الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية كريم وماهر يونس، اللذين طالبا بجعل هذا اليوم يوماً وطنياً للإضراب عن الطعام، أمام مقار الصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري. ودعا عدد كبير من النشطاء من فلسطينيي 48 للتظاهر، مساء الثلاثاء، في دوار البهائية بحيفا، وأمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، للتضامن مع عدنان، الذي يرقد حالياً في مستشفى «زيف» في صفد، على سرير المرض. كما دعت حركة «شباب من أجل الأسرى» إلى التظاهر في الناصرة، الخميس المقبل، للتضامن مع عدنان المعقتل منذ منتصف ديسمبر الماضي. كان قراقع قد صرح، الثلاثاء، بأن جهوداً مصرية تبذل للإفراج الفوري عن عدنان. وقال إنه «بطلب فلسطيني رسمي، جرت اتصالات بين المسؤولين المصريين والحكومة الإسرائيلية من أجل إنهاء معاناة عدنان، الذي يمر بأوضاع صحية حرجة بعد إضرابه الطويل، خاصة أن إجراءات اعتقاله ليست قانونية ولم يقدم ضده أي لائحة اتهام، ولم تجر بحقه محاكمة عادلة، وأنه تعرّض للإهانات والضرب خلال اعتقاله». واعتقلت قوات إسرائيلية عدنان (33 عاما)، في 17 ديسمبر الماضي، من منزله في جنين، شمال الضفة الغربية، وتعرض الأسير، الذي ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي، إلى تعذيب نفسي وبدني منذ اللحظات الأولى لاعتقاله. وأعلن عدنان إضراباً عن الطعام، هو الأطول من نوعه في تاريخ الأسرى الفلسطينيين، ويصر عدنان على إطلاق سراحه بسبب اعتقاله دون توجيه أي تهمة، كما يطالب بوقف سياسة الاعتقال الإداري، التي تسمح للقوات الإسرائيلية باعتقال النشطاء الفلسطينيين، وتمديد فترات اعتقالهم دون وجه حق.