من هو هنري حمرة؟ أول يهودي سوري يترشح لعضوية البرلمان منذ 78 عامًا

للمرة الأولى منذ أكثر من سبعة عقود، تشهد الساحة السياسية السورية ترشح أحد أبناء الطائفة اليهودية لعضوية مجلس الشعب، حيث يخوض السوري الأمريكي هنري حمرة السباق الانتخابي ضمن التحضيرات الجارية لتشكيل أول برلمان في البلاد في ظل السلطة الانتقالية.
ويمثل ترشح حمرة، نجل آخر حاخام يهودي غادر سوريا في أوائل التسعينيات، حدثًا نادرًا وتاريخيًا للطائفة اليهودية التي تضاءل حضورها في البلاد منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي وما تلاه من موجات هجرة خوفًا من نظام حزب البعث.
زيارة علنية تعيد العلاقات اليهودية السورية
في فبراير الماضي، زار هنري حمرة البالغ من العمر 48 عامًا، العاصمة دمشق برفقة والده يوسف حمرة، الحاخام الأكبر لليهود السوريين في نيويورك، وذلك لأول مرة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، ما سلّط الأضواء إلى ملف الطائفة اليهودية في سوريا، التي بات وجودها شبه رمزي بعد سنوات من التهميش.
وقبل أيام قليلة من موعد الانتخابات، ظهرت في حارة اليهود بدمشق لافتات دعائية تحمل صورة هنري حمرة، وخلفه العلم السوري، إلى جانب العبارة الرسمية: «مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري»، وأكد المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، أن ترشيح حمرة رسمي ومسجل، موضحًا أنه طرح برنامجه الانتخابي شأنه شأن باقي المرشحين، بحسب وكالة «سانا».
1578 مرشحًا يتنافسون على 210 مقاعد
يخوض اليهودي هنري حمرة المنافسة ضمن قائمة تشمل 1578 مرشحًا، من بينهم 14% نساء، للتنافس على 210 مقاعد في مجلس الشعب، على أن يُعيّن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ثلث الأعضاء، بينما تُنتخب النسبة المتبقية من خلال هيئات مناطقية وفقًا للآلية المنصوص عليها في الإعلان الدستوري الصادر في أعقاب التغيير السياسي الأخير.
وخلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أكد حمرة تطلعه إلى «سوريا مزدهرة، متسامحة، وعادلة»، متعهدًا بالعمل على بناء جسور التواصل بين يهود سوريا في الداخل والخارج، وحماية التراث الثقافي السوري بكافة مكوناته، بما فيها الهوية اليهودية، إلى جانب دعم جهود إعادة إعمار البلاد.
وبحسب حديث للمؤرخ السوري سامي مبيض لوكالة «فرانس برس»، فإن آخر نائب يهودي دخل مجلس الشعب انتُخب عام 1947.
6 محاور رئيسية لخدمة المجتمع السوري بكافة أطيافه
يتمحور البرنامج الانتخابي لهنري حمرة حول 6 اتجاهات رئيسية، أبرزها: تعزيز الهوية الوطنية والانتماء المشترك، من خلال دعم مبادرات ثقافية وتعليمية تستهدف ربط السوريين في الداخل والمغتربات، إضافة إلى تشجيع رجال الأعمال من أبناء الجالية السورية في الخارج على الاستثمار داخل البلاد، بهدف خلق فرص عمل للشباب ودفع عجلة التنمية.
كما يتضمن برنامج حمرة بندًا خاصًا بتعزيز صورة سوريا الجديدة كدولة تقوم على التعددية الدينية والتعايش، متعهدًا بدعم الأماكن الأثرية ودور العبادة على اختلاف دياناتها، سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية، بهدف الحفاظ على التراث السوري العريق.
ويولي المرشح أهمية خاصة لدعم الجاليات السورية حول العالم، عبر تقوية العلاقات بينها وبين المؤسسات الرسمية في البلاد، إلى جانب تعهده بالدفاع عن حقوق جميع المواطنين دون تمييز، في إطار مشروع وطني شامل يقوم على المواطنة والعدالة الاجتماعية.