«بالتنوع» عادل رحومى يفتح خزائن ذكرياته

فى معرض استيعادى بعنوان «تنوع»، يفتح الفنان عادل رحومى خزائن ذكرياته، ليقدم أعمالًا ممتدة لأكثر من عشرين عامًا. والتنوع ليس فقط اسم المعرض ولكنه السمة الأساسية له تنوع الأفكار والتقنيات والموضوعات، بين أعمال تجريدية، ولوحات زيتية، ورسومات وُلدت فى محطات مختلفة من حياته ويستعرض عقدين من المزاجات والأساليب والرؤى المتطورة.
من بحر الإسكندرية وشوارعها إلى عبق الماضى والحضارة المصرية القديمة إلى العراق والغرب، يصطحب الفنان المتلقى فى رحلة شخصية وفكرية مشبعة بالتأملات والتحولات والتأثيرات المتعددة التى شكلت تجربته الفنية والإنسانية. وُلد «رحومى» فى الإسكندرية لأب عراقى وأم مصرية، وتربى فى العراق، ثم عاد إلى مصر، ومنها إلى الولايات المتحدة، حيث عاش 3 عقود من عمره، قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر.
ولا يعد معرضه تأريخًا لأعمال لم تُعرض من قبل فحسب، بل هو أيضًا مرآة له والتنوع الثقافى الذى اكتسبه على مر حياته منذ نشأته والتلاقى بين البشر، فالتنوع الذى يجسده هو موقف فنى وإنسانى يعلن أن الفن للجميع، وأن الجمال لا ينبغى أن يُحتكر. ويقول إن المعرض يضم مجموعة متنوعة من الأعمال التى أُنتجت على مدار حوالى 20 سنة، والاسم يعكس مضمونه بدقة، إذ يضم أعمالًا مختلفة من حيث الأسلوب والخامة، هناك لوحات زيتية، أعمال تجريدية، وتوجهات فنية متنوعة، فهو معرض غير تقليدى، لا يعتمد على نمط واحد، بل يعكس مزاجه الشخصى فى كل مرحلة مررت بها.
ويؤكد «رحومى» أن هذا المعرض ليس نهاية مسيرته الفنية المستمرة لنحو 45 عامًا، بل هو فرصة لعرض أعمال كثيرة لم تُعرض من قبل، منها ما أنجزه خلال إقامته فى الولايات المتحدة الأمريكية، قطع لم تُعرض إطلاقًا فى مصر، وأخرى تعود لفترات مختلفة من تجربته، مشيرا إلى أن التنوع الثقافى الذى عاشه منذ طفولته يظهر بوضوح فى أعماله، سواء من حيث التأثيرات الشرقية أو الغربية.
شغفه بالرسم هو هواية وحب للفن ذاته، الذى يرى أنه لا يجب أن يكون حكرًا على الأثرياء أو على طبقة معينة، بل يجب أن يكون الفن متاحًا للجميع، لأن كل بيت يحتاج إلى لمسة فنية، تُغنى الروح وتُضفى جمالًا على الحياة. ويقيم «رحومى» حفل توقيع لروايته المنشورة قبل 3 سنوات، وهى سيرة شبه ذاتية، على هامش المعرض المستمر فى قاعة «بيبليوتيك» للفن حتى 8 أكتوبر المقبل.