القاهرة منورة بفنانيها.. هذا الوصف ينطبق على الاحتفالية الفنية التي تشهدها ساقية الصاوي بضاحية الزمالك والتي تضم حفل افتتاح ثلاثة معارض لأربعة فنانين، في فن النحت الفنان سيد واكد, وفي التصوير الزيتي معرضا للفنانة أمل راشد, نحت الفنان سيد واكد ومعرضا للفنانة السورية قمر النحاس بالإشتراك مع الفنان المصري حمادة صالح بعنوان "ربيع مصر وسوريا". محيط رهام محمود : ونعرض في السطور التالية لهذه المعارض كل على حدة ونحاول من خلال العرض تسليط الضوء على مواطن الجمال والإبداع في كل منها: معرض واكد وفن النحت اختلف هذا المعرض عن أغلب المعارض التي أقيمت في فن النحت حيث أن الفنان أستخدم خامة نادرا ما أستخدمها النحاتين وهي الزجاج التي تميزت بقيم فنيه فريدة مثل الشفافية والأنعكاسية. اشتمل المعرض على 48 قطعة نحتية منفذة بتقنية التشكيل الحر على النار مباشرا, كما تنوعت الأعمال بين الأشكال التجريدية المستوحاة من الإنسان, والأشكال التجريدية البحتة, كما أن وجد بالمعرض أعمالا تكونت من قطعة واحدة واعتمدت على العلاقات الفنية التي تنتج من تركيب اكثر من قطعة. يقول الفنان عن اختياره لخامة الزجاج, أنها خامة نادرة الاستخدام في الفن التشكيلي, وخاصة تقنية التشكيل الحر علي النار مباشرا, ويضيف أن هذه الخامة تعتمد في تشكيلها على أدوات مختلفة عن أي خامة أخرى مثل الهواء والنار. الفنان واكد وفق تماما في اختيار خامة الزجاج التي جعلت أعماله أكثر ثراءا, وأضافت عليها كيانا خاصا بها كالشفافية والانعكاس, كما أن الدقة والحذر الشديد في تشكيل هذه الخامة, وبراعة الفنان في إظهار التفاصيل الدقيقة لأعماله الصغيرة, جعلته منفردا بطابعا خاصا به. تخرج الفنان من كلية التربية النوعية سنة1998 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف, تمهيدي ماجستر تخصص تصوير, كما أنه عمل معيد منتدب لمعاونة أعضاء هيئة التدريس بنفس الكلية لمدة عامين, شارك في ديكورات بعض الأفلام السنيمائية والتسجيلية, من ضمنها فيلم "المصير", كما ساعده على زيادة خبرته في تشكيل النحت الزجاجي عملة كمصمم بمصنع للزجاج. شارك الفنان في جميع المعارض الخاصة بكلية التربية النوعية, وفي صالون الأعمال الفنية الصغيرة لثلاثة سنوات, وصالون الشباب ال16, والصالون الأول لفن الرسم أبيض وأسود, وصالون النيل للتصوير الضوئي, وله مقتنيات داخل مصر وخارجها, خاصة بسفارة بريطانيا. ربيع مصر وسوريا يجمع هذا المعرض بين فنانين مختلفي الجنسية, الفنانة قمر النحاس من سوريا, والفنان حمادة صلاح من مصر, كلا منهما له عاداته وتقاليدة وتراثه , لوحة الفنان حمادة صالح ويتناول كلا منهما موضوعاته حسب رؤيته الخاصة, والمخزون الثقافي لدية تبعا لبلده. الفنان حمادة صلاح ينضم للمدرسة الواقعية التعبيرية, أحب فن التصوير منذ طفولته, أقام هذا المعرض للتعبير عن رؤيته الفنية, وتوصيلها للمتلقي من خلال تناوله بعض الموضوعات المختلفة, فتنوعت الخامات التي أستخدمها في لوحاته, لينتج تسعة وثلاثون لوحة تحمل أفكارا مختلفة, بأحجام مختلفة. يتضح في أعمال صلاح تأثره بالبيئة والأحداث الجارية من حوله, فقد ترجم آلامه الناتجة عن مآسي لبنان, والعراق, وعبر عنها في بعض لوحاته, ففي لوحة رسم الفنان وجوة حزينة تنظر في حالة ألم يعلوها وجة ينظر إلى القمر كأنه يدعو إلى الله بالنجاة, وتتناثر في أجواء اللوحة أشخاصا في أوضاع مختلفة تبدو حزينة, وفي عمل أخر رسم شخصا في مقدمة اللوحة تحولت زراعيه إلى جناحان, يبدو كأنه يطير تاركا خلفة المباني والمساكن والأشخاص والأرض, كأنه يسمو إلى عالم روحاني بلا حزن وإلام. عبر الفنان في بعض لوحاته عن قضايا المرأة, ورسم لوحات تضم مناظر طبيعية, كما أنة تأثر بالفن المصري القديم, وصاغة برؤية مختلفة, مستخدما عناصر ورموز الفن الفرعوني. استخدم أيضا ألوان الزيت, والبلاستيك, والألوان المائية, كما ضم المعرض لوحات بالقلم الرابيدو رسمت بالطريقة التنقيطية اتبع من خلالها المدرسة التأثيرية, وكان موضوعها هو أنتصارات حرب أكتوبر73. يقول عن أعماله : إن الشخصية الفنية تعني السمات المميزة للفنان ويرى "أولبورت" أن الشخصية هي ما يكون عليها الإنسان في حقيقته وأنها تمثل الطبيعة الذاتية للإنسان ويمكن إدراكها في آثارة الفنية التي يعكس كل أثر منها حالته النفسية والجسمية والعقلية التي يكون عليها وقت إنتاج هذا العمل, فالعمل هو المرآة الصافية الداخلية للإنسان. وقد تخرج حمادة من كلية التربية الفنية عام 1979, وحصل على دبلوم الدراسات العليا بتقدير جيد جداً, شارك في بعض المعارض الجماعية والفردية, كما له مقتنيات لدى الأفراد داخل مصر وخارجها.
الفنانة قمر النحاس تتبع المدرسة الواقعية الرومانسية, قامت بتقديم تسعة وثلاثون لوحة تنوعت موضوعاتها, وتقنياتها المختلفة, وتعددت الخامات التي استخدمتها. لوحة الفنانة قمر النحاس تأثرت الفنانة بالبيئة المصرية, حيث رسمت لقطات من الشارع والسوق والحارة المصرية, وعبرت عنها من خلال ألوانها الصافية, وتقول الفنانة أن الحارة المصرية لا تفرق عن الحارة العربية, وعبرت في بعض لوحاتها عن حياة البدو. كما أهتمت الفنانة بمشكلات الطفل, ففي لوحة تعرضت لمعاناة طفل الشارع, وهي تطالب الجهات المتخصصة بألقاء الضوء علية, والأهتمام به لإنخفاض معدل الجريمة. عبرت الفنانة في بعض لوحاتها عن المناظر الطبيعية, ورسمت أنواع مختلفة من الطيور كالعصافير, وقامت بتجسيم البجعة التي تقف على ضفاف النيل, كما صورت مناظر طبيعية من دول مختلفة, وقامت بتجسيم الأشجار, فأصبحت بارزة تتعايش بألوانها مع عناصر اللوحة في تكوين ثري بمفردات الطبيعة. احتوى المعرض على لوحات لآيات قرآنية، استخدمت الفنانة خامة السليكون لأبراز كتابة الآيات, ووضعتها على خلفية ملونة بالألوان المائية, وفي لوحات الزهور رسمت أغصان الزهور, ثم شكلت الزهرة بخامة السليكون أيضا, ووضعتها في تكوين بارز. تميزت الفنانة قمر بالبساطة في التعبير, وإثارة أهتمام المتلقي, اهتمت بالتشريح وَإظهار النسب الحقيقية للجسد البشري, كما أهتمت بالتجسيم, وتنوعت خاماتها بين الألوان الزيتية, وصبغات الأقمشة, والألوان المائية, والسليكون وخامات أخرى متنوعة في اللوحات البارزة. تقول الفنانة أن فكرة هذا المعرض هي ربيع مصر وسوريا, وهي الربيع بداخلنا, والأستناد إلى الرؤى المشتركة. حصلت الفنانة على شهادة أهلية التعليم والتربية من دمشق, كما شاركت في معارض جمعية النهضة النسائية الخيرية. معرض الفنانة أمل راشد الفنانة أمل راشد مواليد دولة الإمارات العربية المتحدة, درست الفن بشكل حر, وهذا المعرض أول معرض خاص لها. تنضم الفنانة للمدرسة الواقعية, بدأت الرسم منذ الصغر لوحة لأمل راشد كدراسات بالقلم الرصاص, وأنتقلت إلى الفحم, ثم الألوان المائية, منتهية بألوان الزيت. الفنانة أمل تجيد نسخ اللوحات من أعمال الفنانين العالميين, فهي تقول أن هذه الأعمال ذادت من خبرتها في مجال التصوير. يضم المعرض عشرة لوحات, تنوعت موضوعاتها, ففي لوحتان كانت نسخا للوحات المستشرقيين, حيث أرادت الفنانة أطلاع المتلقي على هذه المرحلة التي مرت بها, والتي تعتبرها مرحلة مهمة جدا في حياتها, وهي التعلم من هؤلاء الفنانين العظماء, ومحاولة كشف التقنيات التي أستخدمها كل فنان في لوحته, فهي تقول أن خبرتها الحقيقية أستمدتها من هؤلاء الفنانين. عبرت الفنانة في معظم لوحاتها عن المناظر الطبيعية, وتناولتها برومانسية تتضح في ألوانها الهادئة, فقد رسمت أمرأة جالسة على صور منزلها, تنظر على النيل, حالمة في هدوء شديد. وفي لوحة صورت فلاحة تسير حاملة فوق رأسها بلاصا, ورائها الخلفية قاتمة اللون تكاد تميل للون الأسود,كما رسمت الحصان أيضا بنسبة الطبيعية, وهذه اللوحة أقرب لوحة للفنانة, فهي تقول أن الحصان شخصية لها كيان وشأن كبير عنها, ولذلك عبرت عنة بهذه اللوحة. كما رسمت الفنانة منظر للغروب, وكررت هذا المنظر في لوحة أخرى وأضافت أليها رجلا يمشي في مقدمةاللوحة, ساحبا خلفة جملة, والشمس في الخلفية تغرب بلونها الأصفر الذي ينتقل بنا تدريجيا من اللون الأصفر والبرتقالي الساخن, إلى البني القاتم وهو أكثر الألوان المفضلة لدى الفنانة.