الجيش الإسرائيلي يقصف مدارس «أونروا»

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، ثلاث مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فى مخيم الشاطئ غربى مدينة غزة، ما أدى إلى تشريد آلاف النازحين الذين كانوا يحتمون داخلها بعد فرارهم من القصف المستمر من قبل قوات الاحتلال شمال وجنوب القطاع المحاصر.
وأفادت وسائل إعلام عربية، نقلا عن شهود عيان، بأن الغارات استهدفت مدارس الست سورة، العالية، وشحيبر التابعة للأونروا، فى وقت كانت عملية إخلاء النازحين لا تزال متواصلة.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلى أنذر السكان عبر اتصالات هاتفية بضرورة مغادرة المدارس، لكنه لم يمنحهم الوقت الكافى لاصطحاب مستلزماتهم، ما تسبب فى حالة هلع جماعى وسقوط إصابات بين المدنيين.
وفى بيان له على منصة «إكس»، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، إن أكثر من ربع مليون من سكان مدينة غزة غادروها حفاظا على سلامتهم، وحث من تبقى على استخدام شارع الرشيد للتوجه نحو منطقة المواصى جنوب القطاع. وأضاف أن الجيش مصمم على هزيمة حماس فى مدينة غزة متهما الحركة بعرقلة نزوح المدنيين.
ويأتى القصف وسط تحذيرات منظمات الإغاثة الدولية من تفاقم الوضع الكارثى فى غزة، حيث يعانى السكان من نقص حاد فى المواد الغذائية أدى حتى الآن إلى وفاة أكثر من 420 شخصا جراء الجوع، بينهم 145 طفلا، بحسب وزارة الصحة فى غزة.
على صعيد متصل، قال الدفاع المدنى الفلسطينى إن 50 شخصا تم انتشال جثامينهم أمس فى غارات إسرائيلية مكثفة على مدينة غزة.
ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على منازل وأحياء سكنية فى أرجاء المدينة، يتكدس عشرات الآلاف من النازحين فى الشوارع والمستشفيات المهددة بالخروج عن الخدمة بسبب نفاد الأدوية وأرصدة الدم، وسط مخاوف من تفشى المجاعة والأوبئة.
من جهته قال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن عدد سكان مدينة غزة يبلغ نحو 1.3 مليون نسمة، فى وقت يحاول فيه الجيش الإسرائيلى إجبارهم على النزوح نحو منطقة المواصى فى رفح وخان يونس جنوبى القطاع، التى يقطنها بالفعل أكثر من 800 ألف نسمة يفتقرون إلى مقومات الحياة الأساسية.
وأوضح، فى بيان أمس، أن الغالبية العظمى من سكان المدينة يتكدسون حاليا فى الأحياء الغربية هربا من الغارات الجوية المكثفة، فيما أعلنت وزارة الصحة فى غزة أن أكثر من مليون شخص، بينهم 350 ألف طفل، مازالوا فى محافظتى غزة والشمال ويرفضون النزوح القسرى جنوبا. كما حذرت من نفاد أرصدة الدم فى المستشفيات، مشيرة إلى أن معظم المرافق الطبية إما خرجت عن الخدمة أو تعمل بشكل جزئى، ما يهدد حياة الجرحى والمرضى. وكشف مدير عام الوزارة، الدكتور منير البرش، أن القطاع الصحى يواجه كارثة متفاقمة مع نفاد المضادات الحيوية، ما يضطر الأطباء إلى اللجوء إلى بتر أطراف المرضى لتفادى انتشار الالتهابات القاتلة.
وأفادت مصادر طبية بمستشفى الشفاء باستشهاد شخصين وإصابة آخرين فى غارة استهدفت منطقة النفق شمال شرقى غزة، بينما سقط 16 شهيدا منذ فجر أمس جراء القصف المتواصل، بينهم 11 فى مدينة غزة. كما شملت الغارات مدارس للأونروا فى مخيم الشاطئ، إلى جانب منازل وأبراج سكنية فى أحياء غربية وجنوبية من المدينة.
وبحسب آخر حصيلة للوزارة، ارتفع عدد ضحايا العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 64.803 شهيد و164.264 جريح، فيما تسبب الحصار فى وفاة 420 شخصا بسبب التجويع، بينهم 145 طفلا.