سمير فرج عن اجتياح غزة: عملية سياسية أكثر منها عسكرية.. وترامب ناقش المقترحات المصرية مع كوشنر وبلير

قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، إن العملية العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال، الجمعة، والتي وصفها بأنها «عمليات تمهيدية» للهجوم على غزة، تأتي بالرغم من رفض رئيس أركان جيش الاحتلال الذي يعتبرها غير ذات أهمية، إذ يمكن إنهاء المسألة برمتها سياسيًا، ما حدا برئيس الأركان إلى تسريب حوار دار مع نتنياهو في هذا الشأن.
واعتبر «فرج» أن ما بدأه الاحتلال اليوم هو عملية سياسية أكثر منها عسكرية، إذ يرمي نتنياهو من خلال هذا العمل العسكري إلى الضغط على حماس لتنفيذ كافة المطالب الإسرائيلية عند توقيع اتفاق، وأضاف أن ثمة أسبابًا أخرى لإطلاق العملية من بينها إدراك نتنياهو أنه بمجرد إنهاء الحرب وتوقيع اتفاق سلام سيتم الزج به في السجن في قضايا فساد يواجهها.
علاوة على ذلك لا يريد نتنياهو وقف إطلاق النار لما يعنيه ذلك من انهيار ائتلافه الحكومي بخروج الوزيرين المتطرفين المعارضين لوقف الحرب منه، ما يعني سقوط الحكومة ومن ثم سقوطه هو ثم الزج به في السجن، ففي حال إنهاء الحرب وتحقق السلام ستشكل إسرائيل لجنة للمحاسبة مثلما فعلت في حرب 1973 إذ شكلت لجنة أطلقوا عليها اسم «لجنة التقصير» التي انتهت إلى عزل رئيس الأركان وقتها في اتهامات تتعلق بالتقصير في الحرب، أما نتنياهو فستوجه له اتهامات بالانخراط في حرب لفترة امتدت لنحو 22 شهرا دون تحقيق أي إنجاز يذكر سواء تحرير الرهائن أو السيطرة على غزة، أو القضاء على حماس.
وأشار «فرج» إلى إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل يومين أن مشكلة غزة سيتم حلها خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة، وذلك قبيل اجتماع في واشنطن لبحث المقترحات التي قدمتها مصر بخصوص اليوم التالي للحرب مع جاريد كوشنر وتوني بلير.
وأوضح الخبير العسكري أن من بين تلك المقترحات التي قدمتها مصر 13 شخصية فلسطينية لإدارة القطاع، مشيرا إلى أن الشخصيات التي تم اقتراحها ليسوا من حماس أو من المنظمة الفلسطينية ولكنهم فلسطينيون، وتم ترشيح شخصية فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية، هذا فضلاً عن اضطلاع مصر بتدريب حوالي 500 فرد من عناصر الأمن على تأمين القطاع بعد خروج إسرائيل من غزة.
وتابع أن مصر أقنعت حماس بأنها لن تكون شريكا في إدارة غزة بعد خروج إسرائيل.
ولفت «فرج» إلى التقارير التي أشارت إلى مقترح تخويل إدارة القطاع لمصر لمدة تتراوح بين 10-15 عاماً مثلما حدث في عام 1967، مقابل 155 مليار دولار واستدرك: «ولكن الجميع يعلم أن القرار المصري لا يُباع ولا يُشترى».
وأردف: ننتظر ما سيحدث في الأيام المقبلة، ولكن أعتقد أن مجزرة جديدة سترتكب بحق الفلسطينيين في غزة، وأرى أن نتنياهو سيمضي في العملية العسكرية ولكن ليس بالصورة الرئيسية لها أو بشكل موسع حتى لا يستعدي العالم كله، فهدفه الأول هو الضغط على حماس، ولو طلب منه ترامب وقف العملية سيتوقف فورا.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، ما وصفه ب«العمليات التمهيدية والمراحل الأولية» للهجوم على مدينة غزة، مؤكدا أنه «يعمل بقوة شديدة» في مشارف المدينة وذلك بالتزامن مع إعلان مدينة غزة «منطقة قتال خطرة» غير مشمولة بالهدنة المحلية المؤقتة للأنشطة العسكرية. ويأتي التحرك العسكري بعد ساعات من دعوة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الحكومة إلى البدء في ضم مناطق من قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن قوات الجيش بدأت «العمليات التمهيدية» للهجوم على مدينة غزة، وأضاف في بيان، أمس، أنه «بناء على تقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي تقرر أنه ابتداء من اليوم (الجمعة) في تمام الساعة 10:00 لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة والتي ستعتبر منطقة قتال خطرة».
وتابع: «نحن نعمل في هذه الأثناء بقوة شديدة في مشارف المدينة، وسنعمق ضرباتنا ولن نتردد حتى نعيد جميع المختطفين وتفكك حماس عسكرياً وسلطوياً»، زاعما أن هذا القرار يأتي «اتساقاً مع تقييم الوضع على الأرض»، وكذلك توجيهات القيادات السياسية.