ينتقل عن طريق البعوض وانتشر في 50 دولة.. ما هو فيروس شيكونجونيا المنتشر الآن بالصين؟

اتخذت السلطات الصينية إجراءات هذا الأسبوع للحد من انتشار فيروس شيكونجونيا، وهو يسبب غالبًا الحمى وآلام المفاصل. وحتى يوم أمس الأربعاء، أفادت الحكومة بتسجيل أكثر من 7000 حالة إصابة، معظمها في مدينة فوشان، مركز التصنيع الجنوبي.
ما هو شيكونجونيا؟
شيكونجونيا هو مرض يسببه فيروس يحمل نفس الاسم.
تم التعرف على فيروس شيكونجونيا لأول مرة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض أثناء تفشيه في تنزانيا عام 1952. ويشتق اسمه من كلمة في لغة ماكوندي وهي لغة فرنسية يتحدث بها شعب المكواني في منطقة موزمبيق وتنزانيا، والتي تعني «الذي ينحني»، بسبب الألم الشديد الذي يمكن أن يسببه.
ينتقل داء شيكونجونيا عن طريق البعوض المصاب، وغالبًا ما يسبب أعراضًا خفيفة. يتعافى معظم المصابين به دون الحاجة إلى رعاية طبية بعد أسبوع إلى أسبوعين.
ما هي أعراض حمى شيكونجونيا؟
يسبب داء شيكونجونيا عادة أعراضًا تشمل الحمى وآلام العضلات والغثيان والتعب والطفح الجلدي.
لكن في حالات نادرة، قد يُسبب ألمًا مُنهكًا في المفاصل يستمر لأشهر أو حتى سنوات. غالبًا ما يحتاج المرضى الذين تُصيبهم أمراض خطيرة إلى دخول المستشفى خوفًا من تلف الأعضاء.
قالت منظمة الصحة العالمية إن الحالات الشديدة والوفيات نادرة وتحدث في الغالب عند الأطفال أو كبار السن الذين يعانون من حالات صحية كامنة.
هل يوجد علاج أو لقاح؟
لا يوجد علاج محدد لمرض شيكونجونيا، ولكن يمكن للعاملين في مجال الصحة علاج الأعراض عن طريق إعطاء الأدوية لخفض الحمى أو تخفيف آلام العضلات.
تمت الموافقة على لقاحين في عدة مناطق، منها بريطانيا والبرازيل وكندا وأوروبا. يستهدف هذان اللقاحان المسافرين في الغالب، وهما غير متوفرين على نطاق واسع في البلدان الأكثر تضررًا من حمى شيكونجونيا.
أين يتواجد مرض شيكونجونيا عادة؟
يتسبب داء شيكونجونيا في تفشي المرض بشكل منتظم في أفريقيا وآسيا والأمريكتين، مع ظهور أوبئة صغيرة عرضية في أوروبا.
حتى يوليو، سُجِلت حوالي 240 ألف حالة إصابة بمرض شيكونجونيا، منها 90 حالة وفاة في 16 دولة، وفقًا للمراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وكانت الدول التي سجلت أعلى عدد من الإصابات هي البرازيل وبوليفيا والأرجنتين وبيرو.
ماذا يحدث في الصين؟
مع وجود آلاف الحالات المؤكدة، يبدو أن هذا هو أكبر تفش لمرض شيكونجونيا على الإطلاق تم توثيقه في الصين، وفقًا لسيزار لوبيز كاماتشو من جامعة أكسفورد.
قال في بيان: «ما يجعل هذا الحدث ملحوظًا هو أن فيروس شيكونجونيا لم يسبق أن ظهر في بر الصين الرئيسي. وهذا يشير إلى أن معظم السكان لم تكن لديهم مناعة مسبقة ضده، مما يُسهّل انتشار الفيروس بسرعة».
ردًا على تفشي المرض في فوشان، بالقرب من هونج كونج، بدأت السلطات الصينية في اتخاذ تدابير مثل توزيع الناموسيات، وطلب من العمال رش المناطق السكنية والشوارع ومواقع البناء بالمبيدات الحشرية.
قد يتعرض الأشخاص الذين لا يفرغون الزجاجات أو أواني الزهور أو أي أماكن أخرى مفتوحة، حيث قد تتراكم المياه وتسمح للبعوض بالتكاثر، لغرامات تصل إلى 10 آلاف يوان وقطع الكهرباء عنهم.
وقد أدت الأمطار الغزيرة غير المعتادة ودرجات الحرارة المرتفعة هذا العام إلى تفاقم الأزمة في الصين.
وقد ارتفع عدد حالات تفشي الأمراض منذ عام 2000، تمامًا كما حدث المزيد من حالات تفشي الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض مثل حمى الضنك وزيكا، وفقاً لروبرت جونز، الأستاذ المساعد في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وقال جونز في بيان إن فيروس شيكونجونيا شوهد لأول مرة في جزيرة سانت مارتن في عام 2013، وعلى مدى السنوات الثلاث سنوات التالية، تم تأكيد حالات في ما يقرب من 50 دولة في منطقة البحر الكاريبي والأمريكتين، مع أكثر من مليون حالة مشتبه بها.
أشار جونز إلى أن مخاطر انتشار أوبئة شيكونجونيا ارتفعت بسبب تغير المناخ والتوسع الحضري، محذرا من أن تفشي المرض الحالي قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من جنوب الصين ذات المناخ الرطب والمدن الكثيفة.