يتطلع البيت الأبيض إلى إبرام اتفاقية تجارية مع كوريا الجنوبية مقابل الاستثمار في بناء السفن الأمريكية. أجرى وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية مع نظيره الكوري الجنوبي في واشنطن يوم الخميس حيث ناقشا احتمال التعاون في تصنيع السفن كجزء من اتفاقية تجارية محتملة. وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي يو هان كو إن لوتنيك والممثل التجاري جيميسون جرير «مهتمان للغاية» بمقترح للشركات الكورية الجنوبية للمساهمة في هدف واشنطن المتمثل في تنمية قطاع بناء السفن مقابل الإعفاء من الرسوم الجمركية. وقال يو للصحفيين «إن الجانب الأمريكي كان مهتما للغاية بالتعاون الثنائي في مجالات بناء السفن وأشباه الموصلات، لأنها قطاعات حيوية من حيث القدرة التنافسية الصناعية والأمن القومي، وكيف يمكن للشركات الكورية المساهمة في هدف واشنطن المتمثل في إعادة بناء قطاع التصنيع لديها». ويأتي ذلك بعد أن أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسائل إلى 14 من زعماء العالم، بما في ذلك رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، ورئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميون، حيث هدد بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25 في المائة اعتبارًا من الأول من أغسطس. وتعد هذه الخطوة أحدث مثال على استخدام الرئيس للرسوم الجمركية كتكتيك تفاوضي للحصول على دعم الشركاء التجاريين لتحقيق أهدافه السياسية الأخرى. وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض إن الشائعات حول إبرام صفقات تجارية مع كوريا الجنوبيةواليابان مقابل استثمارات آسيوية في بناء السفن الأميركية «صحيحة تماما». وأضاف المصدر أن «الخزانة تحاول استخراج أكبر قدر ممكن من الأموال من هذه الدول». وفي أبريل، وقع الرئيس على أمر تنفيذي لاستعادة «الهيمنة البحرية الأميركية» من خلال «التعهد بإحياء وإعادة بناء» بناء السفن الأميركية. فرصة ذهبية تملك البحرية الأمريكية 296 سفينة جاهزة للقتال، وتعهدت بزيادة هذا العدد إلى 381 خلال السنوات الثلاثين المقبلة- وهي الخطة التي تتطلب استثمار ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنويا، وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس. كانت الولاياتالمتحدة ذات يوم قوة مهيمنة في مجال بناء السفن، ولكنها الآن تتخلف كثيرا عن منافستها الأعظم، الصين، التي تمتلك أكثر من 370 سفينة وغواصة. في العام الماضي، قام أحد أكبر أحواض بناء السفن في الصين ببناء سفن تجارية أكثر حمولة من إجمالي ما أنتجته صناعة بناء السفن في الولاياتالمتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في حين أن الصين هي الرائدة عالميا في بناء السفن، حيث تمتلك حصة 50% من الطاقة العالمية، فإن اليابانوكوريا الجنوبية هما اثنتان من أكبر اللاعبين التاليين، حيث تنتجان نحو 40% من السفن في العالم فيما بينهما. ومن ثم فإن الاتفاق مع سيول وطوكيو قد يوفر فرصة ذهبية للاستثمار في بناء السفن في الولاياتالمتحدة. تجنب التعريفات الجمركية ومن المرجح أن يعكس هذا الاتفاق اندماج شركة يو إس ستيل مع شركة نيبون ستيل المملوكة لليابان، والذي وافق عليه ترامب في يونيو. وبموجب شروط الصفقة البالغة 14.9 مليار دولار، تعهدت شركة نيبون ستيل باستثمار 11 مليار دولار في شركة يو إس ستيل بحلول عام 2028 ومنحت الحكومة الأمريكية «حصة ذهبية» في الشركة، مما يمنحها الحق في اتخاذ القرارات الرئيسية، بما في ذلك الإنتاج خارج الولاياتالمتحدة. وأشار الاقتراح المقدم من كوريا الجنوبية إلى الطريقة التي يبحث بها شركاء الولاياتالمتحدة التجاريون عن التنازلات التي يمكنهم تقديمها للسيد ترامب من أجل تجنب التعريفات الجمركية. =وفي محادثات مع زعماء أفارقة في البيت الأبيض يوم الأربعاء، طرح زعيم ليبيريا احتمال استثمار الولاياتالمتحدة في احتياطيات البلاد الغنية من المعادن مقابل الموافقة على قبول المهاجرين الذين ينتظرون جلسات اللجوء. «ليست مؤامرة كبرى» وقال ريتشارد ستيرن، مدير مركز جروفر إم هيرمان للميزانية الفيدرالية في مؤسسة هيريتدج البحثية المحافظة، إن احتمال التوصل إلى اتفاق مع اليابانوكوريا الجنوبية بشأن بناء السفن يعد «خطوة مرحب بها». وقال إن «عقودًا من الأعباء التنظيمية والضريبية أدت إلى تقليص قدرة الولاياتالمتحدة على بناء السفن الأمر الذي أدى إلى خلق قضايا دفاعية وتجارية حرجة». «بالإضافة إلى الإصلاح الضريبي في مشروع القانون الكبير الجميل والعمل على إلغاء القيود التنظيمية الذي تقوم به الإدارة، فإن تركيز الرئيس في مفاوضاته التجارية مع اليابان وكوريا على إعادة استثمارات أحواض بناء السفن إلى أمريكا يعد خطوة مرحب بها.» وقال كوش ديساي، المتحدث باسم البيت الأبيض: «إن الدول التي تأتي وتستثمر في الولاياتالمتحدة هي شيء نبحث عنه، ولكن هذه لم تكن مؤامرة كبرى لجذب اليابانوكوريا الجنوبية للاستثمار في صناعة بناء السفن لدينا».