وزير خارجية روسيا يلتقي زعيم كوريا الشمالية ويتحدث عن العلاقات مع سيئول وواشنطن

أكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يبذل جهودا كبيرة على صعيد السياسة الخارجية، ولذلك قرر الاجتماع معه في منتجع وونسان.
وقال كيم جونج أون مخاطبا الوزير الروسي: «لقد كنتم في غاية النشاط في مجال السياسة الخارجية مؤخرا. ارتأيتُ أن من الأفضل أن نلتقي بكم هنا بدلا من بيونج يانج، حتى تتمكنوا من نيل قسط من الراحة هنا. أنتم أول ضيف أجنبي في منتجعنا. أنا سعيد جدا بلقائنا هنا».
ولفت إلى أن زيارة الوزير الروسي تمثل خطوة بالغة الأهمية نحو الارتقاء بالتحالف المتميز والقوي إلى مستوى جديد، وخطوة بالغة الأهمية في تطوير التعاون في مختلف المجالات، وأشار إلى أهمية الاتصالات لحماية مصالح البلدين.
ورد لافروف مازحا أن الضيف الأول في المنتجع، كان السفير الروسي لدى كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيجورا، الذي «روج بشكل رائع للمنتجع، قائلا: لم أستطع مقاومة عرضكم باللقاء هنا.
ووقع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هي، اليوم السبت، على خطة للتبادل بين وزارتي الخارجية في الدولتين للفترة 2026-2027 وذلك في مدينة وونسان.
وأجرى لافروف وتشوي سون هي محادثات ثنائية، وخلالها أكد لافروف أن السلطات الروسية ستعمل لتسهيل زيادة التيارات السياحية من روسيا إلى منتجع وونسان الساحلي من خلال تهيئة الظروف اللازمة بما في ذلك مسألة السفر الجوي.
وفي 24 يونيو شارك زعيم كوريا في حفل إتمام بناء منطقة وونسان-كالما السياحية. وحضر الحفل السفير الروسي لدى بيونج يانج، ألكسندر ماتسيجورا.
والفنادق في المنطقة السياحية قرب وونسان مصممة لاستيعاب 20 ألف شخص، وقد تم بناء متنزه مائي خارجي في المنطقة، ويبلغ طول الشاطئ 4 كيلومترات. وتعتزم سلطات الجمهورية استقبال الضيوف الأجانب، بمن فيهم الزوار من روسيا.
وحذر وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة وحلفاءها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية.
وقال لافروف إن قيادة كوريا الشمالية قد توصلت إلى استنتاجات مناسبة قبل وقت طويل من الضربات الإسرائيلية الأمريكية ضد إيران، و«لهذا السبب بالذات – أي أن هذه الاستنتاجات تم التوصل إليها في الوقت المناسب- لم يفكر أحد في استخدام القوة ضد كوريا الديمقراطية، رغم أن البناء العسكري حولها بمشاركة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مستمر».
وأضاف أن روسيا تحذر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان من إساءة استخدام العلاقات بينها لبناء تحالفات موجهة ضد أي طرف، بما في ذلك كوريا الديمقراطية وروسيا.
وأكد الوزير الروسي أن موسكو تتفهم الأسباب التي دفعت بيونج يانج لتنفيذ برنامجها النووي وتحترم إجراءاتها، مشيرا إلى أن «التقنيات التي تستخدمها كوريا الديمقراطية هي نتاج عمل علمائها».
وقال لافروف إن روسيا وكوريا الديمقراطية تعتبران محاولات اللاعبين من خارج المنطقة لإنشاء شبكة من التحالفات الضيقة في شمال شرق آسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ككل، وكذلك نشر بنية تحتية لحلف شمال الأطلسي هناك، أمرا خطرا.
وأضاف:نرى أنه من المهم العمل على إنشاء آليات موثوقة لضمان أمن متساو وغير قابل للتجزئة لجميع الدول في المنطقة، على أن تكون آليات لا تعتمد على منطق التكتلات.
وأكد لافروف أن تعاون روسيا وكوريا الشمالية يساهم في استقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وبشأن دور كوريا الشمالية في معارك العملية العسكرية الخاصة، قال لافروف إنه لم يكن لدى روسيا أي سبب لرفض مساعدة بيونج يانج في العملية الخاصة، فقد كان ذلك تعبيرا صادقا عن التضامن.
وأكد لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيم جونج أون على تواصل دائم، معربا عن ثقته باحتمال عقد لقاءات شخصية بينهما في المستقبل، وحول آفاق خفض التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن قال لافروف «لقد سمعنا وسمع أصدقاؤنا أيضا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة استئناف الاتصالات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بما في ذلك على أعلى مستوى، ولكن الأمر توقف عند هذا الحد».
وحول العلاقات بين كوريا الشمالية وسيئول، قال لافروف: لن نعمل إلا في الاتجاهات المقبولة لكوريا الشمالية وتلك التي تهتم بها، قائلا: إنها بيونج يانج حليفتنا وسننطلق من هذا.