فى مسلسل عباس الأبيض مشهد به حكمة رائعه، عندما ذهب عباس ليحضر تصوير مسلسل تمثل فيه سلسبيله (الفنانه رانيا فريد شوقى) واعترض على طريقه موت أيبك، وقال أنه مات حرقاً وغرقاً وسيفاً، المهم هو أن (عباس) كان متفرجاً، لكن غيرته على التاريخ جعلته يثور عندما تم تحريف جزء قد لا يؤثر، وهو طريقة موت أيبك .. ما هو مات وخلاص، المهم قال جملة مهمة أنه عندما يتم تزوير التاريخ فى كتاب فمن يقرأ الكتب عدد محدود ولكن عندما يتم تزوير التاريخ فى مسلسل فهذه مصيبه، لأن عدد من سيشاهدون ويصدقون كبير، وسيصبح المسلسل هو التوثيق للتاريخ، لو كان مافى الكتب أصح، فالتاريخ أو توثيقه فى مسلسل يجب أن لايؤخذ فيه حساب لمجاملات أو خلافات شخصية أو إرضاء لسلطة، ولماذا أقبل التاريخ من كاتب سكير (من يشرب الخمر كثيراً)؟ وممثل وراوى له سوابق فى المشاهد الجنسيه فى أفلام تم منع عرضها على المحطات الأرضية والفضائية؟ ولولا الإنترنت ما شاهدناها وكنا اكتفينا بالسمع. وقد يثور الكاتب الكبير ويقول أنا لا أشرب الخمر وكيف تقول ذلك وأنت لم ترنى، وله كل الحق ولكن كيف لى أن أصدق ما يقول وهو لم يعاصره أو لم يره وإنما أخذ بالسمع وبعض الهوى لإرضاء أصحاب السلطة، وأقول له أنا كمان سمعت إنك سكير ولا ذنب لى فيما يقال فقد تردد كثيراً وسمعته كثيراً، ولا أقوله لأرضى فئه ولا مجموعه سياسية، وبغض النظر عن اتفاقى أو اختلافى مع من كتب عنهم، فهل وصل الحد للإستهزاء بنا والإستخفاف بعقولنا وأننا من وجهة نظرهم كالبهائم أو كالأطفال يقولون لنا هذا غلط وهذا كخ فنستجيب، ولماذا هذا التوقيت لطرح هذه القضية فالمجوعه السياسية التى يتحدث عنها موجوده منذ سنيين وكانت لها فترات هى أشد بأساً وتدميراً من وقتنا هذا، أم لأن مجلس الشعب على الأبواب، فأرجوكم كفى استخفاف بعقولنا وكفى إرضاء للسلطة ولفئة سياسية على حساب أخرى، ولا أستبعد أن يقوم المؤلف بعمل فنى لقصة حياة الدكتور البرادعى ليرينا بشاعة أخلاقه منذ الطفولة، ونشأته التى كونت شخصيته غير المرغوب فيها ليثنينا عن انتخابه فى الإنتخابات الرئاسيه القادمه إرضاء للسلطه أو لشخص ما، ولأننا أطفال ونحتاج للنصح والإرشاد وعلينا الانصياع له لأنه مفكر وعبقرى ورأى ما عجزنا نحن عن رؤيته، ومع كل ذلك فقد أحترمت وأعجبت بكاتبنا الكبير لقصة فيلم كتبه و مثله راحل عظيم فى مجال التمثيل احسست بالصدق عندما رأيت هذا الفيلم، ولا أدرى لماذا لأنه فيه هجوم على أحد رموز السلطه ولإحساسى مثل كل الشعب بالفساد الموجود فى وطننا، لا أريد أن أطيل عليكم لكن أعتقد أن الإعلام عاد كسابق عهده، فقد سمعت الأستاذ ممدوح الليثى يقول أن الإعلام والمسلسلات كانت موجهة، فقال كان يأتينا من السلطة أن هذا العام المسلسلات عن موضوع كذا والعام المقبل موضوع كذا فتجد كل المسلسلات تتناول الموضوع من زوايا مختلفة لتحريك دمى المواطنين على هوى السلطة.