حصلت «المصرى اليوم» على نسخة من نص تحقيقات النيابة العامة، فى قضية مقتل سائق التاكسى «عادل سيد رمضان سيد»، 40 عامًا، والذى أُبلغ عن اختفائه يوم 20 أبريل الماضى، قبل أن تكشف التحريات عن جريمة قتل عمد بغرض السرقة بالإكراه، نفذها شابان بقصد سرقة سيارته وهاتفه المحمول، بعدما خدراه بالعصير وألقيا بجثمانه من أعلى منطقة جبلية بالمقطم فى القاهرة. نص اعترافات المتهمين بقتل سائق تاكسي وإلقائه من فوق جبل المقطم وجاء فى المحضر رقم 2526 لسنة 2025 إدارى المطرية، أن أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة – وتحديدًا مباحث فرقة الشرق، بقيادة العقيد أحمد يحيى، مفتش مباحث الفرقة – تمكنت من كشف غموض الواقعة، بعدما ورد بلاغ من زوجة المجنى عليه، شيرين خليفة السيد محمد، 24 سنة، أفادت فيه بعدم عودة زوجها منذ مساء يوم 20 أبريل الماضى، حين خرج للعمل على سيارة أجرة من طراز BYD تحمل لوحة معدنية رقم (ب ف ر 246). وبحسب التحقيقات التى أُجريت باستخدام وسائل تقنية حديثة، تم التوصل إلى وجود شبهة جنائية فى واقعة الغياب، وأسفرت التحريات عن تحديد هوية الجناة، وهما: «أحمد.ت»، عاطل، 19 سنة، و«محمد.ش»، سائق، 19 سنة، وبعرض المعلومات على النيابة العامة أصدرت قرارًا بضبط وإحضار المتهمين، وضبط الهاتف المحمول الخاص بكل منهما، وكذا استخراج المقاطع المصورة من كاميرات المراقبة التى ترصد الجريمة أو مراحلها، وضمها إلى التحقيق إلى وحدة تخزين خارجية. كما تضمن القرار ضبط السيارة رقم (ب ف ر 246)، على أن يُعرض المتهمان على جهات التحقيق فور ضبطهما، وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهمين، وضُبط مع الأول هاتف محمول أسود ماركة سامسونج، فيما أرشد الثانى عن السيارة المسروقة، والتى تم العثور عليها فى منطقة مصر القديمة. وأظهرت التحقيقات أن المتهمين عقدا العزم على قتل المجنى عليه لسرقة سيارته، مستغلين صداقته، حيث اتفقا مسبقًا على استدراجه إلى منطقة جبلية بالمقطم، وأفاد المتهم الأول، خلال التحقيقات، أن سيدة مجهولة أعطتهما عقارًا مخدرًا فى عبوة دواء مهدئ، قاما بخلطه مع العصير وتقديمه للمجنى عليه. واعترف المتهم الثانى، أمام النيابة، بشرائه شريطًا دوائيًا مكونًا من عشرة أقراص من صيدلية تُدعى «دكتور أحمد تحسين» بشارع ماهر المتفرع من المطراوى، وبعد تناول المجنى عليه العصير، فقد وعيه، فقام المتهمان بدفعه من أعلى إحدى المناطق الجبلية بالهضبة الوسطى – دائرة قسم المقطم. وتشير أقوال المتهمين إلى أنهما سرقا السيارة والهاتف المحمول فور تنفيذ الجريمة، ثم قاما ببيع الهاتف لشخص يُدعى «أحمد.ح»، 20 عامًا، عامل، مقيم فى منطقة مصر القديمة، والذى يجرى ضبطه لسؤاله بشأن واقعة إخفاء أداة الجريمة. وعقب مواجهة المتهمين بالتحريات، أقرا بارتكابهما الجريمة، وأرشدا عن مكان الجثمان الذى عُثر عليه فى حالة تحلل، مرتديًا «بنطال جينز وقميص كحلى»، داخل منطقة جبلية بالمقطم، وتبيّن وجود إصابات فى الوجه والأنف. استعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثمان المجنى عليه، لبيان السبب المباشر للوفاة وتوقيت حدوثها بدقة، تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، إذ يعدّ التقرير عنصرًا حاسمًا فى استكمال ملف القضية، لا سيما فى ظل الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها المتهمان، وتطابقها مع المعاينة الميدانية ومناظرة الجثمان. «إحنا مش طالبين غير الإعدام ليهم»، تقول شقيقة المجنى عليه، بصوت مرتجف وهي تقلب صفحات المصحف في حضنها، «مش عشان ننتقم، بس علشان يعرفوا إن الدم مش رخيص، وإن الحياة مش لعبة.. أخويا كان راجع من شغله علشان يصحى ابنه للحضانة.. كان ممكن ياخدوا العربية ويمشوا، بس ليه القسوة؟».