عاد اسم روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب «الأب الغني والأب الفقير»، إلى الواجهة مجددًا بعد سلسلة تصريحات صادمة أطلقها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ألقى فيها الضوء على ما وصفه ب«الخطر الزاحف نحو الداخل الأمريكي»، وفي تعليقه على أعمال العنف التي رافقت مداهمات نفذتها سلطات الهجرة والجمارك في مدينة لوس أنجلوس، قال «كيوساكي» في منشور على «إكس» إن ما يحدث قد يكون بداية حرب أهلية تهلك الأموال وتستنزف المدخرات على المدى البعيد. أزمة ثقة في النظام المالي ربط «كيوساكي» المشهد الحالي داخل الولاياتالمتحدة وخارجها بما يُعرف ب«نظرية التحول الرابع»، التي وضعها المؤرخان نيل هاو وويليام شتراوس، والتي تنبّه إلى أن المجتمعات تمر كل ثمانين عامًا تقريبًا بتغيرات جذرية قد تكون عنيفة، واعتبر أن ما نشهده اليوم هو مرحلة مشابهة لما حدث في فترات تاريخية فاصلة مثل الثورة الأمريكية، والكساد الكبير، والحرب الأهلية. ولم يكن المشهد السياسي والاجتماعي وحده محط انتقاد المليونير الأمريكي، بل ذهب أبعد من ذلك إلى النظام المالي العالمي، مؤكدًا أن الثقة فيه تتآكل بوتيرة متسارعة، واصفًا سياسة التوسع النقدي وطباعة الأموال من قبل البنوك المركزية بأنها «خدعة كبرى»، كما اعتبر أن الأموال الورقية تفتقر لأي قيمة حقيقية، مما يؤدي تدريجيًا إلى تآكل المدخرات والثروات، وهو ما عبّر عنه بوصفه «سرقة رسمية مقنّنة». CIVIL WAR has begun. ICE raids in Los Angeles erupt into mass violence. BIG QUESTION: Will it spread? MY ANSWER: I believe we and the world are in for a long، hot, violent summer. This turmoil is described in the FOURTH TURNING by Strauss and Howe، who posit that society… — Robert Kiyosaki (@theRealKiyosaki) June 9، 2025 دعوة للهروب نحو الأصول الحقيقية كرر مؤلف «الأب الغني والأب الفقير» رسالته المعهودة للمستثمرين، وهي ألا يراهنوا على النقود الورقية، بل عليهم البحث عن الأمان في الأصول الحقيقية، وأشار إلى الذهب والفضة والبيتكوين باعتبارها أدوات قادرة على حماية الناس من الانهيارات المالية القادمة، مشددًا على ضرورة الخروج من عباءة النظام التقليدي المعتمد على «أموال مصطنعة»، حسب وصفه. كن بنك نفسك.. استراتيجية مواجهة الانهيار في إطار رؤيته المستقبلية، حث روبرت كيوساكي الأفراد على تبني نهج «كن بنكك الخاص»، داعيًا إلى اعتماد أصول رقمية محدودة العرض، كالبيتكوين، كوسيلة لاستعادة السيطرة الفردية على المال، معتبرًا النظام المالي الحالي لا يُنتج إلا الفقر من خلال التضخم والضرائب، مؤكدًا أن الاستثمار في العملات الرقمية قد يكون وسيلة للخلاص من هذا المسار. اللافت في منشور كيوساكي، الذي أبدى ولاءً واضحًا للبيتكوين منذ سنوات، أنه أعرب عن قناعته بأن قيمة هذه العملة الرقمية قد تصل إلى 350 ألف دولار، معتبرًا ذلك ليس مجرد توقع بل جزء من خطته الشخصية للاستثمار والتحوط، فكانت رسالته مباشرة: «اشتروا الذهب والفضة والبيتكوين، إنها مفاتيح النجاة في هذا التحول العظيم». وتزداد أهمية تصريحات كيوساكي في ظل حالة من التوتر وعدم اليقين العالمي، حيث تتزايد المخاوف من هشاشة النظام المالي التقليدي فتبدو الأصول اللامركزية عامل جذب للباحثين عن الحماية من تقلبات السياسة والاقتصاد، في وقت يعاد فيه طرح تساؤلات جوهرية حول جدوى استمرار الاعتماد على النظام النقدي الورقي السائد.