أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، أن الأوضاع فى قطاع غزة تشهد «تدهورًا دراماتيكيًا غير مسبوق»، حيث يوجد مئات الآلاف من الجائعين وسط ارتفاع حاد فى معدلات الأمراض. وكشف أبو حسنة ل«المصرى اليوم» عن أرقام صادمة حول الوضع الإنسانى فى القطاع، بقوله إن 90٪ من سكان غزة يعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية، من بينهم 250 ألف فلسطينى مصنفون ضمن الدرجة الخامسة من سوء التغذية، وهى أعلى درجة من درجات سوء التغذية. وأشار المتحدث باسم «الأونروا» إلى أن حوالى 950 ألف فلسطينى تم تصنيفهم ما بين الدرجة الرابعة والخامسة من سوء التغذية، كما يعانى أكثر من 70 ألف طفل من مستويات حادة من سوء التغذية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الحوامل والمرضعات، حيث يُولد أطفال غزة حاليًا قصيرى القامة وناقصى الوزن. وأضاف أن 92٪ من المبانى والمنشآت فى القطاع دُمرت تدميرًا كاملًا أو جزئيًا، وما وصلت إليه الأمور فى غزة «كان متوقعًا لأنه لا يمكن استبدال 400 نقطة توزيع تديرها «الأونروا» بأربع نقاط فقط». ووجّه «أبو حسنة» انتقادًا حادًا للخطة الإسرائيلية الحالية، معتبرًا أن كل نقطة من النقاط الأربع ستقدم مساعدات لمئات الآلاف من الفلسطينيين، ما يجعل العملية غير فعالة. و«نحن لا نعتقد أن هذه المؤسسات تلتزم بالقانون الدولى الإنسانى، لأن الأهداف التى يتحدث عنها الإسرائيليون هو دفع الفلسطينيين مرة أخرى إلى منطقة رفح تمهيدًا لتهجيرهم». وتابع أنه لا يمكن لمنظمات العمل الإنسانى الملتزمة بالقانون الدولى واتفاقية جنيف الرابعة وقوانين الأممالمتحدة، مشاركة مؤسسة «إغاثة غزة»، و«الوضع خطير ولا يمكن حل المشاكل بهذه الطريقة». وكشف «أبو حسنة» عن وجود خطة تتكون من 5 مراحل، قدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قبل ثلاثة أيام، وهى الآن لدى الجانب الإسرائيلى، وتتضمن كيفية نقل المساعدات وتوزيعها عبر المعابر ومخازن المنظمات الأممية. وأكد أن «عملية التوزيع يجب أن تحفظ كرامة الفلسطينيين، لا أن يمشوا على الأقدام عشرات الكيلومترات إلى منطقة رفح من أجل الحصول على وجبات أو سلال غذائية». ولفت أبو حسنة إلى أنه: «يمكن أن نواجه مشكلة الجوع ولكن من خلال عودة المنظمات الأممية للعمل، وعلى رأسها الأونروا، لأنها تملك الخبرة وآلاف الموظفين المتواجدين فى غزة ولديهم الإمكانيات اللوجستية»، رافضًا «اختصار كل هذا الموضوع بإنشاء أربع نقاط وبضع عشرات من رجال الأمن». إلى ذلك، أعلنت «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، أن توزيع المساعدات فى غزة توقف مؤقتًا بسبب الفوضى، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة. وذكرت فى بيان: «نأسف لإبلاغكم بأنه تم وقف توزيع المساعدات مؤقتًا بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد». وأضافت: «نعمل حاليًا على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة». وفيما يتعلق بالمفاوضات، فى الوقت الذى يكثف فيه الوسطاء من مصر وأمريكا وقطر جهودهم لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، فى محاولة للوصول إلى اتفاق قبل حلول عيد الأضحى، قالت مصادر مطلعة ل«المصرى اليوم» إن «حماس» لديها مرونة كبيرة فى المباحثات الجارية، ووافقت على هدنة مؤقتة مبدئيًا، شريطة أن تضمن «واشنطن» إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من غزة من خلال صفقة شاملة تتبع المراحل الأولى من «الهدنة المؤقتة».