تقدّم النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس البرلمان، موجّهًا إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري التموين والصحة، بالإضافة إلى رئيس جهاز حماية المستهلك، بشأن الانتشار الواسع لظاهرة الغش التجاري في منتجات عسل النحل المتداولة بالسوق المصري. وجاء هذا التحرك عقب تداول نتائج تحاليل معملية حديثة كشفت أن عددًا من العلامات التجارية الشهيرة تسوّق منتجات لا تحتوي على أي مكونات طبيعية من العسل، بل تعتمد على مركّبات صناعية قد تُشكل خطرًا على الصحة العامة. وأشار النائب في طلبه إلى أن بعض صنّاع المحتوى المتخصصين في مراجعة الأغذية قاموا مؤخرًا بإجراء تحاليل موثقة لعينات مختلفة من منتجات العسل المحلي، وشملت التحاليل عددًا من الماركات التي تحظى بثقة المستهلكين، وأظهرت النتائج، بحسب النائب، مفاجآت صادمة، حيث تبين أن معظم العينات تفتقر تمامًا إلى إنزيمات العسل الطبيعية ومكوناته الأصيلة. وطالب «محسب» بعقد جلسة عاجلة داخل لجنة الصحة أو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب لمناقشة هذه القضية، محمّلًا الجهات الرقابية المسؤولية عن التقصير، ومشدّدًا على ضرورة إعداد خطة فورية لحماية المواطنين من أخطار هذا الغش الذي وصفه ب«التهديد لحياة الملايين». وأضاف النائب أن بعض المنتجات تحتوي على خليط من الجلوكوز الصناعي، ومحليات رخيصة، ونكهات وألوان مضافة، إلى جانب وجود بقايا مواد حافظة ومركبات مجهولة المصدر، مما يُشكّل خطرًا مباشرًا على صحة المستهلكين، لاسيما الأطفال، ومرضى السكري، ومن يعتمدون على العسل لأغراض غذائية أو علاجية. كما أشار إلى التأثير السلبي لهذه الظاهرة على منتجي العسل الطبيعي، الذين يعانون من خسائر متزايدة نتيجة المنافسة غير العادلة مع منتجات مغشوشة يتم الترويج لها بكثافة عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، في ظل ضعف الرقابة وغياب آليات فعالة لمواجهة الغش. وأكد «محسب» أن تجاهل تداول هذه المنتجات المغشوشة يمثل تقصيرًا خطيرًا من جانب الجهات الرقابية، مطالبًا بتنفيذ حملات تفتيش موسعة على الأسواق، وسحب عينات لإجراء تحاليل دقيقة في معامل وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء، مع إعلان النتائج بشفافية للرأي العام، واتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة بحق الشركات المخالفة. واختتم النائب طلبه بالدعوة إلى تحديث منظومة الرقابة على الأغذية، ووضع مواصفات دقيقة للعسل الطبيعي، مع إلزام الشركات بكتابة بيانات واضحة على العبوات توضح نسب المكونات ومصادرها كما شدّد على أهمية إطلاق حملة توعوية وطنية لتعريف المواطنين بكيفية التفرقة بين العسل الطبيعي والمغشوش، والتحذير من أضرار المنتجات غير الآمنة على الصحة. فيما نفى الدكتور فتحي البحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، الادعاءات التي وردت في مقطع فيديو انتشر خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي حول غش العسل المتواجد في الأسواق، جاء ذلك خلال تصريحات تلفزيونية مع الإعلامية سهير جودة عبر شاشة «النهار» مساء اليوم الثلاثاء، الفيديو بأنه «غير دقيق بالمرة»، مؤكدا أنه «يضرب بصناعة كاملة تعمل بها آلاف الأسر المصرية»، وتخضع لرقابة هيئة سلامة الغذاء ووزارتي الصحة والزراعة ومباحث التموين. وقال إن العينات المذكورة غير ممثلة للعسل المصري ولم يتم الإفصاح عن أسماء المنتجات، متسائلا: «كيف أثق بعينة لا يُعلن عن اسمها؟ طالما هناك خطأ يجب العقاب؛ لكن في الأصل لا يوجد خطأ». وأضاف أن صانع محتوى الفيديو أخطأ في ذكر نسبة السكروز المسموح بها، لافتا إلى أنه ادعى أنها 5%، في حين أن المواصفة المصرية القياسية لسنة 2005 تنص على نسب متفاوتة تصل إلى 5% سكروز، 10% فركتوز، وحتى 15% سكروز. وأشار إلى أن عسل البرسيم الحجازي، الذي ذُكر أنه تم تحليله، تطبق عليه نسبة سكروز تصل إلى 10%، وهو ما يُعد خطأ آخر في الفيديو وطمأن المواطنين قائلا: «مفيش حاجة اسمها عسل مغشوش في مصر، فنحن ننتج أفضل أنواع العسل، ونصدر 3200 طن سنويا إلى أمريكا واليابان والدول العربية». وأعلن رئيس اتحاد النحالين عن التوجه بشكوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن الفيديو، لما يسببه من ضرر للنحالين والتصدير والاقتصاد المصري، مشددًا على أن الفيديو «غير حقيقي إطلاقا، ولا يستند إلى أدلة علمية، ويفتقر إلى المصداقية». اطلع أيضا: 6 طرق منزلية بسيطة للكشف عنه.. كيف تميز بين العسل الأصلي والمغشوش؟