تصاعدت حدة الضغوط الدولية، على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث وجهت العديد من الدول الأوروبية انتقادات شديدة لأفعال حكومة نتنياهو «المشينة»، في قطاع غزة، وسط تحذيرات من حدوث مجاعة في القطاع المحاصر. وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسا الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والكندي، مارك كارني، أنهم لن يظلوا «مكتوفي الأيدي» أمام «الأفعال المشينة» لحكومة إسرائيل في قطاع غزة. وهدد القادة الثلاثة، باتخاذ «إجراءات ملموسة» إذا لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، وطالبوا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا. وأشار بيان مشترك، الاثنين، إلى أن هذه الأفعال بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أدت إلى معاناة كبيرة في القطاع. وأكد ماكرون وستارمر وكارني، أنهم مصممون على الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حل الدولتين، مشيرين إلى استعدادهم للعمل مع آخرين لتحقيق هذا الهدف، وعبروا عن معارضتهم الشديدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأوضح الزعماء الثلاثة أن مستوى المعاناة الإنسانية في القطاع لا يُطاق، واعتبروا أن السماح بدخول الحد الأدنى من الغذاء غير كاف على الإطلاق، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بوقف عملياتها العسكرية فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وأدان الرؤساء اللغة البغيضة لأعضاء الحكومة الإسرائيلية مؤخرا، وأدانوا التلويح بالتهجير القسري للمدنيين في غزة، موضحين: أن التصعيد الإسرائيلي غير متكافئ إطلاقا، محذرين من استمرار الهجوم العسكري والقيود على المساعدات، مؤكدين أن ذلك سيؤدي إلى إجراءات ملموسة أخرى، مهددين باتخاذ إجراءات محددة الأهداف ضد المستوطنات غير القانونية. وحول مؤتمر 18 يونيو المقبل في نيويورك، حول حل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا، وعد الرؤساء بالعمل مع السلطة الفلسطينية وشركاء إقليميين، بالإضافة إلى العمل مع إسرائيل والولايات المتحدة لتحديد ترتيبات مستقبل قطاع غزة بناء على الخطة العربية. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لمعرفة ما إذا كانت تل أبيب، تحترم التزاماتها تجاه حقوق الإنسان. وأوضح بارو، لإذاعة «فرانس إنتر»، أن تسهيل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كاف، مضيفا: «هذا غير كاف على الإطلاق، هناك حاجة إلى مساعدات فورية وضخمة»، مؤكدا أنه على إسرائيل ضمان تقديم مساعدات ضخمة وفورية بدون أي عوائق. في المقابل، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامن نتنياهو، على تهديد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا، باتخاذ «إجراءات ملموسة» إذا لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة. وقال نتنياهو في تدوينة عبر منصة «إكس»: «بمطالبة إسرائيل بإنهاء حربها قبل القضاء على حماس عند حدودنا وبالمطالبة بدولة فلسطينية، يقدم قادة لندن وأوتاوا وباريس جائزة ضخمة لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر». من جهته، وصف وزير الخارجية اليوناني، جورجوس جيرابيتريتيس، ما يجري في غزة بأنه «الكابوس»، مشددا على أن ازدياد عدد القتلى في غزة يجب أن ينتهي. وقال جيرابيتريتيس «الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الشهر الجاري»، لوكالة «أسوشيتد برس»: إن العالم يواجه أكثر الأوقات اضطرابا منذ الحرب العالمية الثانية. وتناول جيرابيتريتيس، اثنين من النزاعات الكبرى في العالم، قائلا: إن «الكابوس وازدياد عدد القتلى في غزة يجب أن ينتهي، وإن اليونان تقف إلى جانب أوكرانيا». وقال الوزير اليوناني إن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، مشيرا إلى أن «اليونان تدعم حل الدولتين، وقد ناقشت هذا الحل وإعادة إعمار غزة بشكل موسع مع كلا الطرفين، وترى نفسها وسيطا نزيها». وأضاف: «نرغب في أن نكون مشاركين بنشاط، ولكن لنكن صادقين تماما، ليست مسألة من يتوسط، بل مسألة وقف هذا الكابوس»، وقال: «لا أستطيع حقا أن أتحمل ما يحدث الآن في الشرق الأوسط». وفي الداخل الإسرائيلي، انتقد زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض، يائير جولان، الحكومة الإسرائيلية، معتبرا أنها مليئة بأشخاص تتملكهم مشاعر الانتقام ولا أخلاق لديهم وهي عاجزة وتشكل خطرًا على وجود إسرائيل. ودعا «جولان» إلى إنقاذ تل أبيب من الحكومة الحالية، لأن ذلك بات «ضرورة ملحة»، مشيرا إلى أن إسرائيل تتجه نحو العزلة والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وتفقد قدرتها على توفير الأمان لمواطنيها، مضيفًا أن المنطقة تتقدم إلى الأمام، في حين تظل إسرائيل عالقة وتتحمل وحدها التبعات. واعتبر زعيم حزب الديمقراطيين، أن إهدار حكومة، بنيامين نتنياهو، الميزانية على الوظائف السياسية ودعم المستوطنات وإرضاء الأحزاب المتشددة يهدد بجعل إسرائيل مكانا أكثر صعوبة للعيش فيه. بينما رد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، على تصريحات جولان، قائلا: إن تصريحاته ضد إسرائيل وجيشها لا تغتفر، وستكون وقودا لنار معاداة السامية، وفق قوله. في حين قال وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، إن هواية «جولان» الوحيدة هي الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد دولة إسرائيل. إلى ذلك، انتقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تصريحات جولان، قائلا: إن جولان الذي شجع على عصيان أوامر الجيش وقارن بين إسرائيل والنازيين مرتديًا بزة عسكرية وصل لحضيض جديد.