محافظ الجيزة: انطلاق الحملة القومية الثالثة للتحصين ضد الحمى القلاعية    أمل الحناوي: 15 ألف جريح في غزة بحاجة للعلاج بالخارج    غرفة ملابس الأهلي قبل مواجهة إيجل نوار    ضبط المتهم بقذف سيارة بالحجارة وإضرام النيران في مسكن بالفيوم    بمشاركة 150 متطوعًا.. تنظيف شاطئ «أبطال التحدي» في الإسكندرية (صور)    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    مدرعات وحراسة مشددة.. ماليزيا تستعد لاستقبال دونالد ترامب    مسئول بحزب الله: لن نسلم سلاحنا لأننا نعتبره قوةً للوطن وسيادةً للبنان    رئيس جامعة المنوفية يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة الإسكندرية    أمين استثمار الزهور: نستهدف مواكبة التطورات الاقتصادية والاستدامة المالية    تشيلسي يقتحم سباق التعاقد مع نجم بايرن ميونخ    القانون يحظر إنشاء جسور بالبحيرات بدون تراخيص.. تفاصيل    تأجيل دعوى النفقة ضد اللاعب إبراهيم سعيد لجلسة 9 نوفمبر    محافظ القاهرة: تخصيص شاشات عرض بالميادين لبث مواد ترويجية عن المتحف الكبير    تعليق مثير من إلهام شاهين على جدل إطلالتها في الجونة    "أيادي بلاد الذهب" ضمن احتفاء وزارة الثقافة بيوم "للتراث الغير مادي"    عاجل- في لفتة أبوية مؤثرة.. الرئيس السيسي يلتقط صورة تذكارية مع طفل فور وصوله دار الأوبرا بالعاصمة الإدارية خلال احتفالية «وطن السلام»    طريقة تحضير الكوكيز في الميكروويف    غادة عبد الرحيم تُطلق أول حقيبة تدريبية عربية متكاملة للأمهات والمعلمين للتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه    مسيرات بالطبل والمزمار ومؤتمرات تنظيمية لدعم مرشحي مجلس النواب 2025 بالمنيا (تفاصيل)    «تعليم الغربية» تعلن جدول امتحانات شهر أكتوبر 2025 للمرحلة الابتدائية    بعد نقله للعناية المركزة.. النيابة تنتقل إلى المستشفى للاستعلام عن الحالة الصحية لضحية «دهس الشيخ زايد»    من عائلة فنية وبدأ مع نيللي كريم.. أبرز المعلومات عن عمر رزيق بطل فيلم «ولنا في الخيال حب»    دعم وحماية لمن حولهم.. أبراج تجلب السعادة والدفء للآخرين (من هم؟)    هل تصل قراءة الفاتحة إلى الميت؟.. عالم أزهري يجيب    كيف يتعلق قلب المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم؟.. عالم أزهري يجيب    إصابة شخصين في حادث تصادم دراجة بخارية بأبوتشت شمال قنا    جدول امتحانات شهر أكتوبر للصفين الأول والثاني الثانوي بالغربية    وحدة «إذابة الجلطات المخية» بقصر العيني تحصد شهادتين دوليتين خلال مؤتمر برشلونة 2025    تقرير: ضغوط أمريكية لمنع إسرائيل من الرد على تأخر تسليم جثث الأسرى    لاعب بتروجت: أتمنى الانضمام للأهلي.. وفخور بتشبيهي ب علي معلول    سفير مصر بكينيا يشارك في افتتاح معرض الفن المفتوح    بعد إعلان زواجهما.. منة شلبي وأحمد الجنايني يتبادلان رسائل الحب على السوشيال ميديا    الوداد المغربي يحدد خططه لتجهيز حكيم زياش    جهود قطاع الأمن العام خلال 24 ساعة    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    فيديو.. إعدام رمزي لنتنياهو في ولاية طرابزون التركية    محافظ البحيرة: قروض ميسرة للشباب تبدأ من 30 ألف جنيه وتصل إلى 20 مليون جنيه    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    الأقصر تعلن فتح تراخيص ل 46 خط سير جديد لخدمة الأهالى    الأوقاف: المشاركة في الانتخابات واجب وطني.. والمساجد ليست مكانًا للترويج السياسي    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    ريال مدريد ضد برشلونة.. البارسا يختبر كوندى فى مران اليوم    الحكومة المصرية تدير 7 مراكز لوجستية رئيسية لتعبئة شاحنات المساعدات إلى غزة    برينتفورد ضد ليفربول.. سلوت يشعل حماس محمد صلاح برسالة غير متوقعة    صحة كفر الشيخ: انطلاق أول أيام القافلة الطبية المجانية بقرية المنشلين بقلين    جامعة الإسكندرية: المريض الفلسطيني فى مرحلة التعافى حاليا    محافظ الفيوم يتابع استعدادات الأجهزة التنفيذية لانتخابات «النواب» 2025    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    اللواء محمد الدويري: أحد قيادات حماس البارزة لجأ لأبو مازن لحمايته من قصف إسرائيلى    الشروط والمستندات.. ما هي وظائف البنك الزراعي المصري 2025 للخريجين الجدد؟    موعد مباراة الحزم والنصر في الدوري السعودي    «الأزهر العالمي للفتوى» يرد| قطع صلة الرحم.. من الكبائر    جماهير ليفربول تدعم صلاح بأرقامه القياسية أمام الانتقادات    تفاصيل اصطدام باخرة سياحية بكوبري كلابشة في أسوان.. ماذا حدث؟    "لا تستمع لأي شخص".. بانزا يوجه رسالة ل محمد السيد بعد انتقادات الجماهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«إلحقني يا بابا».. مكالمة أخيرة سبقت رحيل «ياسين» لرفضه إهانة «ست كبيرة» بالسلام
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 05 - 2025

قال له: (حرام عليك.. دي ست كبيرة)».. جملة واحدة كانت كفيلة بأن تضع حدًا لحياة «ياسين»، ابن ال 15 عامًا، الذى خرج من مصنع الأقمشة بمنطقة السلام في القاهرة حيث كان يعمل لمساعدة أسرته، ليجد إحدى العاملات، سيدة خمسينية تُضرَب في الشارع من قبل فتاة وشاب من العاملين، تدخل بكلمات قصيرة للدفاع عنها، لكن ما ظنه تصرفًا نبيلًا كان بداية النهاية لحياته بطعنتين في صدره وبطنه، لتضبط الشرطة المتهمين مع آخر وتلاحق شقيق أحدهم الهارب.
قصة ياسين الذي قُتل لأنه قال «حرام عليك دي ست كبيرة»
لم يكن «ياسين» قد عاد بعد من عمله في مصنع الأقمشة، خرج من المصنع مثل كل يوم، الساعة كانت تقترب من ال6 مساءً، حين سمع أصوات صراخ في الشارع، اقترب بخطوات مترددة، ولمح «إحسان»، إحدى العاملات وجوارها ابنتها «حبيبة» تستغيث، بينما الأم تتلقى ضربًا على يد اثنين من العمال، لوجود خلافات بينهم حول طبيعة الشغل، وسط ذهول المارة.
«كان نازل يشوف في إيه، لقى الست بتتضرب، فدخل يدافع عنها»، بهذه الكلمات استعاد الأب، محمد سيد، والمعروف بين الجيران ب«أبوياسين»، اللحظة التي بدأت منها المأساة. كان «ياسين» دائمًا كما يصفه، «ضهر البيت»، يساعده في مصروفات العائلة، يوازن بين دراسته في الصف الثالث الإعدادي، وعمله بدوام جزئي في المصنع.
الموقف لم يدم طويلًا، تدخل المارة، وتفرّق الجمع، بدا أن كل شيء انتهى، لكن ما حدث بعد يومين أكد العكس تمامًا.
«أحمد – أحد المعتدين – كان بيراقبه من بعيد، رجع بعد يومين ومعاه مؤمن، وده نزل فيه طعنات في قلبه وبطنه»، يقول الأب ل«المصرى اليوم»، وهو يتنقل بنظره بين الهاتف الذي سجل آخر مكالمة من «ياسين»، والكرسي الخشبي الذي لم يعد أحد يجلس عليه.
«اتصل بيا وهو بيصرخ: (إلحقني يا بابا!)»، صوته ما زال يرن في أذنه.. ركض الأب، حمل ابنه غارقًا في دمائه، لكن الطريق إلى المستشفى لم يكن قصيرًا بما يكفي لإنقاذه «روحت الدكاترة قالولى ربنا افتكره».
في إحدى الزوايا داخل المنزل، جلست الجدة، سيدة سبعينية، تنظر في الفراغ، إذ تولّت تربية ياسين بعد وفاة والدته، وكانت تقول عنه: «ده مش حفيدي.. ده ابني، من يوم أمه ماتت وهو عنده سنتين، وأنا بقيت كل حاجة ليه». كان «ياسين» يحمل إليها أدويتها كل أسبوع، يعطيها من راتبه الأسبوعي الذي لا يتجاوز 600 جنيه، وكانت تقول له دائمًا: «ربنا يبارك فيك يا ضهري».
«مكانش بيحب يشوف حد مكسور»
«حبيبة»، زميلة ياسين في المصنع، لا تنسى ما جرى قبل الحادث بيوم. «جهاد كانت بتضايق بأمي، والناس كلها كانت شايفة، لما اشتكينا لصاحب المصنع، قال لنا (انزلوا حلّوا مشاكلكم برّه)، نزلنا فعلًا، لكنهم ضربونا، أنا وأمي، ياسين نزل ورانا عشان يحمينا».
تكمل بصوتها المرتجف: «اليوم اللي بعده، لقيناهم نازلين على ياسين، كانوا 4: جهاد، وأحمد، ومؤمن، وآدم.. معاهم سكاكين وكرباج.. أحمد ضربه على دماغه، ومؤمن طعنه وهو واقع، كل ده حصل في أقل من دقيقتين».
أما الجيران، فيتحدثون عن صدمة لا تُنسى. «الولد ده كان بيعدّي علينا كل يوم الصبح، بيشتري عيش ويضحك وهو معدّي، آخر مرة شُفناه كان لابس تيشيرت أزرق، وماكملش ساعة وسمعنا الصريخ».
جنازة «ياسين» شهيد الشهامة في مصنع الأقمشة
في صباح اليوم التالي للحادث، أُغلق المصنع الذي كان يعمل فيه «ياسين»، وتجمع زملاؤه أمام بيته في حي السلام، يرتدون ملابس سوداء ويحملون صوره، يتبادلون الذكريات عنه بنبرة خافتة. «كان أكتر واحد بيضحك في الشغل»، تقول «آية»، إحدى زميلاته، بينما يحاول زملاؤه كتابة اسمه على حائط المصنع بجوار الباب الحديدي. أضافت: «كان دايمًا يخلّص شغل غيره لو تعب.. مكانش بيحب يشوف حد مكسور».
جنازته كانت جنازة شهيد، مشى خلفها العشرات، رجال وسيدات وأطفال، أغلبهم لا يعرفونه شخصيًا، لكن قصته كانت كافية ليخرجوا بالبكاء والدعاء.. حمله الأب على كتفه حتى المقابر، وبينما كانت الجدة تتشبث بالنعش وهي تردد: «استناني يا ضهري»، غابت كلمات المآتم، وحلّت مكانها صرخات غاضبة: «فين حق ياسين؟».
امتلأت شوارع السلام بلافتات كُتب عليها اسمه، وتحولت صورته إلى أيقونة يتداولها أصدقائه على هواتفهم: «اللي مات علشان ست كبيرة»، فيما ألقت الشرطة القبض على 3 متهمين، بينما لا يزال الرابع هاربًا، وتطالب الأسرة بسرعة القصاص. يقول الأب: «ابني اتقتل وهو بيدافع عن ست كبيرة.. دا حقه لازم يرجع، مش هسكت».
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين المقبوض عليهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد مواجهتهم بأقوال شهود العيان، وتفريغ كاميرات المراقبة، التي أظهرت لحظة هجومهم على المجنى عليه بالسكاكين والكرباج، وقررت النيابة ضبط وإحضار المتهم الرابع الهارب، مع إرسال الأحراز إلى المعمل الجنائي، واستدعاء مسؤولي المصنع لسماع أقوالهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.