خيم هدوء حذر بين الهندوباكستان، اليوم الأحد، في ظل سريان وقف إطلاق نار «هش»، بعد ساعات من اتهامات متبادلة بين الجارتين، أمس السبت، بانتهاك وقف لإطلاق النار بعد بضع ساعات على إعلان التوصل إليه. وقال شهود لوكالة «رويترز» إنه بحلول الفجر، هدأت حدة القتال والانفجارات التي رصدت على جانبي الحدود، فيما وعادت الكهرباء إلى معظم المناطق بالبلدات الحدودية الهندية بعد انقطاعها. ورغم وقف إطلاق النار بين الطرفين خيم الرعب على الحدود بين الهندوباكستان، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية، وأثارت المعارك حركة نزوح كبيرة، ففي جامو، ثاني كبرى مدن الشطر الهندي من كشمير، سارع عدد كبير من الأشخاص للمغادرة على متن قطار خاص أرسل لإجلائهم. من جهته، قال رئيس وزراء إقليم جامو وكشمير، عمر عبدالله، إن دوي انفجارات سُمع في أنحاء مدينة سريناجار في كشمير الهندية مساء السبت، وذلك بعد ساعات من اتفاق الهندوباكستان على وقف إطلاق النار، مضيفا في تدوينة عبر منصة «إكس»: «ما الذي حدث للتو لوقف إطلاق النار؟ سُمع دوي انفجارات في أنحاء سريناجار». بدوره، قال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إن قواته «صنعت تاريخا عسكريا» في معركتها ضد الهند، بعد أن توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، السبت. وفي خطاب مساء السبت، لم يتطرق «شريف» إلى الانفجارات المُبلغ عنها في كشمير، ولم يرد على مزاعم اتهام باكستان بانتهاك الاتفاق. وبدلا من ذلك، ركز على الإشادة بالرد العسكري الباكستاني والتعبير عن امتنانه لحلفاء بلاده. وقال شريف: «في الأيام الأخيرة، كان ما فعله العدو مخزيا وجبانا، لقد صنع جيشنا الشجاع تاريخا عسكريا بطريقة مذهلة». وأضاف: «في غضون ساعات قليلة، أسكتت طائراتنا مدافع الهند بطريقة لن ينساها التاريخ قريبا». وقدم شريف الشكر للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على توسطه في محادثات وقف إطلاق النار، والرئيس الصيني، شي جين بينج، على دعمه. وقال سكرتير وزارة الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، لصحفيين: «سجلت في الساعات الأخيرة انتهاكات متكررة» للاتفاق، مؤكدا أن «القوات المسلحة ردت في شكل ملائم على هذه الانتهاكات». وأضاف «نطلب من باكستان اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على هذه الانتهاكات والتعامل مع الوضع بجدية ومسؤولية». من جهتها، ردت باكستان بتأكيد «التزامها تنفيذ» وقف إطلاق النار. وأكدت وزارة خارجية باكستان أن القوات المسلحة الباكستانية «تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس»، متهمة الهند بانها ارتكبت هي انتهاكات لوقف النار. وقال بيان لوزارة خارجية باكستان «نعتقد أن أي قضية مرتبطة بتنفيذ دقيق لوقف النار ينبغي تناولها عبر التواصل بواسطة قنوات مناسبة. وعلى القوات على الأرض أن تظهر بدورها ضبطا للنفس». وقبل ذلك، سمع دوي انفجارات قوية في سريناجار، كبرى مدن كشمير الهندية، وفي الشطر الباكستاني من كشمير، أفاد مسؤولان لوكالة «فرانس برس» ب «تبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانيةوالهندية في ثلاثة أماكن على طول خط المراقبة». وكان وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحق دار، قد أعلن في وقت سابق عبر منصة إكس، أن إسلام أباد ونيودلهي وافقتا على «وقف إطلاق نار بمفعول فوري»، عقب إعلان بهذا الشأن من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وأعلنت باكستان إعادة فتح مجالها الجوي بالكامل، بعد أن كانت قد أغلقته جزئيا إثر التصعيد العسكري مع الهند. إلى ذلك، أعلن «ترامب»، اليوم الأحد، أنه سيزيد حجم التبادل التجاري مع كل من الهندوباكستان، وسيعمل مع البلدين من أجل التوصل إلى حل بشأن النزاع حول كشمير، وذلك عقب اتفاق البلدين على وقف إطلاق النار بعد أيام من القتال، إثر وساطة أمريكية. وقال ترامب في تدوينة عبر منصته «تروث سوشيال»: «رغم أن هذا لم يطرح للمناقشة، إلا أنني سأزيد حجم التبادل التجاري بشكل كبير مع هاتين الدولتين العظيمتين»، مضيفا أنه سيعمل مع الهندوباكستان لمعرفة إذا كان من الممكن، بعد «ألف عام»، التوصل إلى حل بشأن كشمير. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الأحد، إن إسلام أباد ترحب ببيان الرئيس الأمريكي بشأن الوضع بين باكستانوالهند. وأضافت الخارجية الباكستانية، في بيان، أن وقف إطلاق النار بين باكستانوالهند خطوة نحو خفض التصعيد والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن أي تسوية عادلة ودائمة للنزاع حول كشمير يجب أن تكون وفقا لقرارات مجلس الأمن.