قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الأعمال العدائية استمرت بلا هوادة في جميع أنحاء قطاع غزة حيث أفادت تقارير بأن ضربات جوية استهدفت خياما ومناطق تؤوي عائلات نازحة، في وقت لا تزال السلطات الإسرائيلية تمنع وصول المساعدات إلى القطاع منذ أكثر من سبعة أسابيع. وحذر «أوتشا»، في آخر تحديث له مساء الأربعاء، من أن هذا المنع يحرم الناس من سبل البقاء على قيد الحياة ويقوض جميع مناحي الحياة المدنية. وأشار المكتب الأممي إلى أن فريقا تابعا له أجرى يوم الثلاثاء، تقييما في موقعين بمنطقة المواصي في خان يونس تعرضا لقصف إسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 12 آخرين، معظمهم من الأطفال بمن فيهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات فقد ساقيه. وقال الفريق، إن ما يقرب من 20 عائلة فقدت مأواها وممتلكاتها في هذين الموقعين، وفقا لموقع أخبار الأممالمتحدة. وأضاف المكتب إن فريقه زار الثلاثاء الماضي موقعين آخرين في منطقة المواصي يستضيفان ما يقرب من 2500 نازح، بمن فيهم العديد ممن فروا بعد أوامر النزوح الأخيرة في القرارة بخان يونس. وأوضح أن الفريق لاحظ نقصا حادا في المياه والغذاء والمأوى، فضلا عن عدم حصول المدنيين المصابين بالصدمات على دعم الصحة النفسية. وأكد «أوتشا» أن كلا المجتمعين اللذين تمت زيارتهما، يعتمدان كليا على وجبات ساخنة يومية من المطابخ المجتمعية، وهي غير كافية، وكثيرا ما ينفد الطعام من هذه المطابخ، مضيفا أن الأطفال يعانون من الجوع، مع ورود تقارير عن إصابات أثناء توزيع الطعام بسبب الاكتظاظ، والتنافس على الحصول على ما هو متاح من طعام. وقال أوتشا إن توزيع الأغذية المعلبة، والمساعدات النقدية، وتخزين المياه، والدعم الصحي الطارئ، ومساحات التعلم المؤقتة، كلها أمور ملحة، مشيرا إلى أن وجود المدنيين المصابين، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والمصابين بأمراض مزمنة، يبرز هشاشة وضع الأشخاص الموجودين في هذه المواقع. وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن إمدادات الغذاء في جميع أنحاء غزة، تشهد انخفاضا خطيرا، مع تفاقم سوء التغذية بسرعة. وتابع إن أحد شركاء الأممالمتحدة فحص، في الأسبوع الماضي، 1300 طفل في شمال غزة وحدد أكثر من 80 حالة من سوء التغذية الحاد، بزيادة تقدر بضعفين عن الأسابيع السابقة. وأشار إلى إن الشركاء العاملين في مجال التغذية أشاروا إلى أن هناك نقصا حادا في الإمدادات بسبب منع المساعدات وتحديات نقل المواد الأساسية إلى قطاع غزة وداخله، مضيفا أن الوصول إلى مرافق التخزين الرئيسية، مثل مستودع منظمة منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» في رفح الفلسطينية، مازال مقيدا بشدة. ودعا المكتب الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى الضغط من أجل إنهاء فوري لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان إمكانية توزيع الإمدادات، بمجرد السماح بدخولها، على أي مكان يحتاجه الناس مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، وبذل كل ما في وسعها للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن.