خلال الساعات الأخيرة، تصدّر اسم سلسلة محال «بلبن» قائمة الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قرار مفاجئ بإغلاق جميع فروعها البالغ عددها 110 فروع في أنحاء الجمهورية، والقرار جاء بالتزامن مع حملة رقابية شاملة قادتها الهيئة القومية لسلامة الغذاء على كبرى سلاسل بيع الحلويات ومنتجات الألبان، في خطوة تهدف لحماية صحة المستهلك المصري. إغلاق محلات بلبن في مصر ولكن الصدمة لم تتوقف عند «بلبن» فقط، فقد طالت قرارات الإغلاق المؤقت أيضًا سلاسل شهيرة أخرى مثل: كرم الشام – كنافة وبسبوسة – وهمي – عم شلتت، بعد ثبوت وجود بكتيريا ممرِضة في عدد من منتجاتها، إلى جانب استخدام ألوان غذائية محظورة دوليًا، وهي عوامل ترتبط بشكل مباشر بحالات التسمم الغذائي. التفاصيل: حملة تفتيش شاملة وتحاليل كشفت الكارثة الحملة الرقابية انطلقت في عدة محافظات بعد تلقي شكاوى متكررة من المستهلكين، وتم سحب عينات من الخامات والمنتجات داخل المصانع والفروع التابعة للسلاسل المذكورة، التحاليل المعملية كشفت وجود مستويات غير آمنة من البكتيريا، إلى جانب تخزين غير سليم للمنتجات، مما يجعلها بيئة مثالية لنمو الملوثات الغذائية. لكن الأخطر، وفقًا لتقارير الهيئة، هو استخدام ألوان صناعية ممنوعة عالميًا، بعضها مُصنف كمادة مسرطنة، والبعض الآخر ثبت ارتباطه باضطرابات صحية خطيرة. ألوان الطعام المحظورة: سموم مُغلّفة بلون فاتح ألوان الطعام الصناعية، خاصة تلك المشتقة من البترول وقطران الفحم، لطالما كانت محل جدل بين العلماء والجهات الصحية، الدراسات الحديثة، التي نشرتها المعاهد الوطنية للصحة، بيّنت أن بعض هذه الألوان تسببت في سرطان وأورام لدى حيوانات المختبر، كما أظهرت أدلة على فرط الحساسية وتأثيرات سلبية على الجهاز العصبي خصوصًا لدى الأطفال، وفقًا لتقارير نشرتها CNN وBBC. ومن أبرز هذه الألوان: 1. الأحمر رقم 3 (إريثروسين): يُستخدم لإعطاء لون أحمر كرزي، وثبت أنه يُسبب السرطان لدى الفئران وهو محظورة بموجب قانون «بند ديلاني» الذي يمنع استخدام أي مادة مُسببة للسرطان في الغذاء. 2. الأحمر 40 – الأصفر 5 – الأصفر 6: ملوّثات بمركب البنزيدين المسرطن، وتُسبب تهيجًا وفرط حركة عند الأطفال. 3. الأزرق 1 و2: ارتبطت بتأخر النمو وتغيرات في الدماغ والسلوك الحيوي في التجارب على الحيوانات. 4. الأخضر 3: ارتبط بزيادة أورام المثانة. تحذيرات دولية.. وتباطؤ في الحظر داخل بعض الدول العديد من هذه الألوان محظورة بالفعل في الاتحاد الأوروبي وكندا ودول أخرى، بينما لا تزال بعض الدول، مثل الولاياتالمتحدة، تُراجع استخدامها وسط ضغوط من الصناعات الغذائية الكبرى، وقد أعلنت FDA مؤخرًا نيتها تقييم أولوياتها في مراقبة المواد الكيميائية في الطعام، لكنها أكدت أن الموارد المحدودة تُقيّد سرعة هذه التقييمات. كيف تحمي نفسك؟ الخبراء ينصحون المستهلكين ب: 1. قراءة مكونات المنتجات بدقة. 2. تجنب الأطعمة ذات الألوان الزاهية المصطنعة. 3. الابتعاد عن المنتجات غير الموثوقة أو المشكوك في مصدرها. 4. متابعة تقارير الجهات الرقابية المحلية. في النهاية.. سلامة الغذاء ليست رفاهية القضية التي فجّرتها حملة سلامة الغذاء، لا تتعلق فقط بعدة محال أو علامات تجارية، بل تفتح بابًا واسعًا للحديث عن سلامة النظام الغذائي ككل، وضرورة أن يكون المستهلك واعيًا، والجهات الرقابية أكثر حسمًا، والصناعة أكثر التزامًا.