الدكتور جيفرى جيدمان، المدير التنفيذى الحالى للشبكة، أكد أن قرار الرئيس ترامب بخفض تمويل وسائل الإعلام المدعومة حكوميًا مثل إذاعة صوت أمريكا والحرة، أمرٌ محيّر. لأنه لم يُقدّم أى تفسير مناسب، و«يبدو أننا نقلّص الإنفاق الحكومى دون استشراف أو تخطيط استراتيجى»، وهذا بالتأكيد ليس مؤشرًا جيدًا على مكانة سوق الإعلام الحر. وتابع جيدمان: نحن أحرار فى التعامل مع وسائل الإعلام فى الولاياتالمتحدة، وهذا لا يعنى بالضرورة تحملنا المسؤولية دائمًا، فى ظل تزايد الأخبار الكاذبة. وأكد المدير التنفيذى الحالى للشبكة: أنه، فى الشرق الأوسط، غالبًا ما تُقيّد الحكومات وسائل الإعلام المستقلة، إن لم تخنقها تمامًا. دعونا نأمل ألا تُغرى الولاياتالمتحدة باتباع هذا النهج. ورفض جيدمان الحديث عن إذاعة صوت أمريكا، مؤكدا أنه لم يرَ فى عمله الحالى أى دليل على تساهل قناة الحرة، مع الجماعات المدعومة من إيران فى العراق ولبنان، وحذر من «النقاد الذين ينتقون ويقتبسون خارج السياق»، قائلا: «عندما نرتكب أخطاءً، يجب على النقاد أن يوبخونا، صحيح، ولكن سنصححها دومًا». وسبق لجيدمان أن صرّح لوسائل إعلامية أمريكية أن شبكة البث فى الشرق الأوسط (MBN)، التى تتولى إدارة وتشغيل قناتى «الحرة» و«الحرة- عراق»، هى الشبكة الوحيدة الممولة من قبل الولاياتالمتحدة والتى تبث باللغة العربية، وتشمل التلفزيون والوسائل الرقمية، وتمتد تغطيتها إلى 22 دولة عبر العالم العربى، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وقال: «نحن نريد أن نسلط الضوء على القصة الأمريكية.. نريد أن يكون لدى مستمعينا، ومشاهدينا، وقرائنا فهمٌ أفضل لما يحدث فى الولاياتالمتحدة من خلال السياسة فى واشنطن». أما السفير الأمريكى، رايان كروكر، رئيس مجلس إدارة الشبكة، فسبق وصرّح أن السبب فى وجود البث الحكومى الأمريكى هو كما كان دومًا منذ إنشاء الشبكة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وهو إخبار الناس بالحقيقة، لافتًا إلى أنه عندما انطلق أول بث ل«صوت أمريكا» من مدينة نيويورك، وقتها قيل حينها: «سنخبركم بالحقيقة، بعض الأيام ستكون الأخبار عن الحرب جيدة بالنسبة لنا، وبعض الأيام سيئة. لكننا سنخبركم بالحقيقة، وهذا ما استمر». وأضاف كروكر: «كانت تلك هى السمة المميزة للبث الممول من الحكومة الأمريكية منذ ذلك الحين. وبالتأكيد، كانت هى البداية لشبكات البث فى الشرق الأوسط، حيث تم تأسيس قناة «الحرة» عام 2004 لمكافحة التضليل الإعلامى فى وسائل الإعلام الناطقة بالعربية حول الولاياتالمتحدة وما كانت تفعله». وقال: «نحن لسنا ذراعًا دعائيًا. نحن موجودون لنقول الحقيقة باللغة العربية للجمهور العربى عما يحدث فعليًا فى منطقتهم وفى الولاياتالمتحدة.. الأمر بسيط كما هو مهم». من جانبه كشف مايكل أبراموفيتز، مدير إذاعة صوت أمريكا، خلال تعليق له على حسابه على لينكيد إن، إن إذاعة صوت أمريكا كانت بحاجة إلى إصلاح مدروس وتم إحراز تقدم فى هذا الصدد، لكن قرار الرئيس ترامب سيترك صوت أمريكا غير قادرة على تنفيذ مهمتها. وأضاف أن هذه المهمة حاسمة بشكل خاص اليوم، لأن خصوم أمريكا مثل إيرانوالصينوروسيا «يدفعون مليارات الدولارات فى خلق روايات كاذبة لتشويه سمعة أمريكا». وقال أبراموفيتز: «للمرة الأولى منذ 83 عامًا، يتم إسكات صوت أمريكا». وأصدر النائبان الديمقراطيان؛ جريجورى ميكس العضو فى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكى، ولوريس فرانكل العضو فى اللجنة الفرعية للاعتمادات الوطنية للأمن القومى، بيانًا مشتركًا، تلقينا نسخة منه، يدينان فيه قرار ترامب، واعتبرا أنه سيُلحق ضررًا دائمًا بجهود الولاياتالمتحدة فى مكافحة الدعاية الإعلامية العالمية، وتوفير معلومات موثوقة ومستقلة للجماهير فى الدول الخاضعة للرقابة الصارمة. جدير بالذكر أن وكالة الإعلام العالمية الأمريكية تشرف على مؤسسات إعلامية مستقلة مثل إذاعة صوت أمريكا/VOA، وإذاعة آسيا الحرة/RFA، وإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتى، وشبكة البث فى الشرق الأوسط/MBN، وصندوق التكنولوجيا المفتوحة/OTF، وصندوق الإعلام فى الخطوط الأمامية. وتعد إذاعة «صوت أمريكا» (VOA): التى تأسست عام 1942، أقدم وأكبر هيئة للبث الدولى فى الولاياتالمتحدة، وكانت تبث محتوى رقميًا وتلفزيونيًا وإذاعيًا ب47 لغة، وتصل إلى جمهور يقدر ب354 مليون شخص أسبوعيًا. أما إذاعة «أوروبا الحرة/راديو ليبرتى (RFE/RL): والتى تأسست فى أعقاب الحرب العالمية الثانية فى عام 1949، وتبث إلى 23 دولة ب27 لغة، وكانت تركز بثها على روسيا وأوروبا الشرقية. وتشمل قرارات الغلق أيضا إذاعة «آسيا الحرة والتى ت (RFA): والتى تأسست عام 1996، وتستهدف دولًا شمولية فى آسيا مثل الصين وكوريا الشمالية.