قال فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، إن عدم وجود جاهزية داخلية كافية داخل قطاع تربية النحل في مصر للتعامل مع هذه المتطلبات الدولية لصادرات عسل النحل أدت إلى ضعف القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية الكبرى مثل السوقين الأمريكي والأوروبي، مشيرا إلى أن سمعة العسل المصري في الخارج «ليست جيدة للأسف»، مع وجود انطباع سلبي حول جودته في بعض الأسواق العالمية. وأشار «بحيري» في حواره ل«المصري اليوم»، إلى وجود فجوة بين الأرقام الرسمية حول إنتاج العسل في مصر وحجم الصادرات، مستشهدًا بأرقام منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التي لا تعكس الواقع بدقة، مؤكدًا أن إنتاج مصر من العسل يتجاوز 15000 طن سنويًا، وأن مصر تمتلك أكثر من 2 مليون خلية نحل، وأن هناك خطة لزيادة هذا العدد إلى 4 ملايين خلية. وأضاف رئيس إتحاد النحالين العرب إن صادرات عسل النحل المصري تواجه 11 من التحديات التي تخفض من القدرة على زيادة صادرات البلاد من منتجات النحل منها المتطلبات الدولية الصارمة والمعايير الخاصة بمتبقيات المبيدات والمضادات الحيوية في عسل النحل، تمثل«أكبر عائق» أمام الصادرات المصرية من منتجات النحل، وغياب التنسيق بين الجهات المعنية، وأن الجهود الحالية للمصدرين هي «إجتهادات شخصية» لا تكفي لتحقيق النمو المنشود. وأوضح «بحيري»، إن تحديات زيادة قدرة مصر على زيادة صادراتها من عسل النحل ومنتجاته تشمل المنافسة الشرسة التي يواجهها العسل المصري من دول مثل الصين والهند والأرجنتين، خاصة في القيمة السعرية، لكن الدخول في منافسة مباشرة مع الدول المذكورة في أسواق مثل أمريكا سيكون «ظالمًا وصعبًا»، خاصة مع إرتفاع تكاليف الإنتاج في مصر. وأشار رئيس إتحاد النحالين العرب إلى إرتفاع تكاليف الشحن مؤخرًا أدى إلى تراجع نسبي في الصادرات، بالإضافة إلى أن قطاع النحل يعاني من وجود «عشوائية كبيرة» في استخدام المبيدات والأدوية من قبل النحالين في مصر، خاصة في ظل عدم وجود دواء مرخص لعلاج أمراض نحل العسل في مصر معتبرا أنها «كارثة كبيرة»، ويجري حاليا وضع الضوابط اللازمة للحد من هذه السلبيات. ولفت «بحيري»، إلى لجوء معظم النحالين إلى استخدام طرق علاج غير معتمدة، مما يؤثر سلبًا على جودة العسل ويزيد من احتمالية وجود متبقيات ضارة وغياب التنسيق بين الجهات الحكومية فيما يخص قطاع النحل، ولا يوجد تصريح فعلي لدواء لعلاجات النحل، مشيرا إلى عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة حول قطاع تربية النحل في مصر، مشيرًا إلى وجود تضارب في الأرقام الرسمية حول حجم الإنتاج. وكشف رئيس إتحاد النحالين العرب إلى وجود العديد من الحلول لهذه التحديات وتحويلها إلى فرص حيث أن الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر مع بعض الدول تمنح صادرات العسل المصري ميزة نسبية، مشددا على ضرورة إطلاق حملة دولية للترويج للعسل المصري ومنتجاتها لمواجهة المنافسة العالمية في الأسواق الدولية، على أن يكون ذلك بهدف التركيز على هوية العسل المصري والتعريف بجودته، مستشهدًا بتجربة نيوزيلندا الناجحة في تسويق عسل «المانوكا» عالميًا وأن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز مكانة العسل المصري وفتح أسواق جديدة، وتحديد الوجهات الحالية لصادرات العسل المصري، وفتح أسواق جديدة. وشدد «بحيري»، أن تغيير سمعة عسل النحل المصري يتطلب جهودًا حثيثة واعترافًا بالمشكلة لوضع حلول جذرية لها، وإعداد خارطة طريق علمية قابلة للتطبيق تشارك فيها كافة الجهات الحكومية والمنظمات للوصول للأهداف الخاصة بزيادة الصادرات في ظل إرادة سياسية تعمل على تطبيقات كافة التوصيات المعتمدة لتحقيقها،، مؤكدًا على ضرورة إعادة هيكلة القطاع وتضافر جهود كافة الجهات المعنية لتحقيق طفرة في هذا المجال الواعد. وطالب رئيس إتحاد النحالين العرب الدولة بأن يتم استيراد علاجات بيطرية معتمدة لعلاج أمراض النحل، لا تتسبب بوجود متبقيات للمضادات الحيوية في العسل أو النحل، مع ضرورة إلزام النحالين باستخدامها، مشيرا إلى وجود مختبرات متخصصة في مصر قادرة على فحص العسل والتأكد من مطابقته للمواصفات. واقترح «بحيري» تشكيل «تحالف تصديري» يضم النحالين والمصدرين، بهدف خفض تكاليف الإنتاج وتبادل الخبرات موضحاً أن هذا التحالف يجب أن يركز على توعية النحالين بمتطلبات التصدير، وتطبيق أساليب الزراعة التعاقدية التي تتبع الأساليب السليمة في استخدام المبيدات لضمان إنتاج عسل يلبي المعايير الدولية. وشدد رئيس «النحالين العرب» على أهمية تعزيز التسويق الرقمي للعسل المصري وتكثيف المشاركة في المعارض الخارجية، مطالبا بضرورة إعادة هيكلة قطاع تربية النحل في مصر، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة للنحالين وخلايا النحل، وتفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة، وهيئة سلامة الغذاء، وقسم بحوث النحل، والجمعيات، والاتحاد، وأن الحل يكمن في معالجة المشاكل الداخلية في قطاع تربية النحل، وتوعية النحالين، وتطبيق المعايير الدولية، قبل التوجه لفتح أسواق جديدة.