شهدت جزيرة القرصاية، أمس السبت، فعالية «موكب النيل»، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم النيل العالمى الذى يُحتفل به سنويًّا فى 22 فبراير، وتهدف الفعالية إلى تعزيز التقدير لنهر النيل، باعتباره مصدر الحياة والأمن والازدهار لمصر على مر العصور. وانطلقت الفعالية لأول مرة بتنظيم المصور الوثائقى روجيه أنيس، بالتعاون مع مبادرة فيرى نايل، وبدعم من Crtve Development ضمن حملة WE ARE، لإحياء التقاليد القديمة لتكريم النيل بأسلوب عصرى. وتضمن الحدث العديد من الفعاليات والأنشطة، حيث يشارك فيه صيادو القرصاية الذين لا يعتمدون على النيل لكسب رزقهم فقط، بل يعملون على تنظيفه من النفايات البلاستيكية أيضًا، كما شارك الفنان عمار أبوبكر وأطفال الجزيرة، المعروفون ب«أطفال النيل»، الذين تعاونوا مع الموسيقية يسرا الهوارى لأداء أغانى مستوحاة من النهر. وشمل الحدث معرضًا للتصوير الفوتوغرافى، والذى يسلط الضوء على قصص من 10 دول فى حوض النيل، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية لإعادة التدوير بقيادة حرفيى «فيرى نايل شوب»، فضلًا عن تذوق مأكولات محلية مقدمة من مطبخ شُكة ومجداف، إلى جانب جولات استكشافية حول التنوع البيولوجى للنيل بالتعاون مع فريق «دايمًا». وعلى الرغم من أهمية النيل كشريان حياة، فإنه يُصنف من أكثر الأنهار تلوثًا فى العالم، ما دفع شباب مصر إلى تأسيس مبادرة فيرى نايل عام 2018 للحد من تلوث مياهه، من خلال جمع القمامة من جزيرة القرصاية وإعادة تدويرها إلى منتجات مفيدة. ولم تقتصر المبادرة على الصيادين فقط، بل امتدت إلى دعم نساء جزيرة القرصاية، حيث يقمن بتحويل المخلفات البلاستيكية إلى منتجات يدوية مثل الحقائب والمحافظ، أما النساء غير المتخصصات فى الأعمال اليدوية، فأسهمن من خلال تحضير الطعام لأفراد الفريق فى ورشة شُكة ومجداف، التى توفر وجبات بأسعار مناسبة، ما عزز روح التعاون المجتمعى نحو بيئة نظيفة ومستدامة. أم يحيى، إحدى السيدات المشاركات فى «فيرى نايل»، قالت إن إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية إلى منتجات متنوعة يمنحها شعورًا بالسعادة والإنجاز، مشيرة إلى أن العملية تمر بثلاث مراحل: أولها تنظيف وتعقيم الأكياس جيدًا، ثم كيها بورق زبدة عازل لجعلها أشد متانة، وأخيرًا تشكيلها وتطريزها بالخيوط. وفى إطار التوعية البيئية، تم تقديم أنشطة تعليمية عن الطيور التى تعيش حول النيل، بالإضافة إلى تنظيم رحلات بيئية داخل وخارج القاهرة لتعزيز ارتباط المواطنين بالطبيعة وزيادة شعورهم بالمسؤولية تجاه البيئة، كما تم توثيق هذه الأنشطة من خلال صور متنوعة من رحلات مشاهدة الطيور فى مناطق المعادى والجيزة.