التاريخ يعيد نفسه بعد 55 سنة.. قصة مانشيت وثق إحدى محاولات تهجير سكان غزة

في الحادي عشر من مارس عام 1970، تصدر جريدة الدستور الأردنية مانشيت «بدء تفريغ قطاع غزة من السكان» مشيرًا إلى اتصالات عربية عاجلة لوقف الخطة الإسرائيلية ضد 300 ألف مواطن عربي في القطاع، ليعود ذلك العنوان إلى الظهور مجددًا مع الضجة الكبيرة التي أثارتها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير أهل غزة، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد 55 عامًا.
محاولات الاستيلاء على قطاع غزة
بعد استيلاء الكيان المحتل على قطاع غزة في أعقاب حرب يونيه 1967، برزت قضية وجود 300 ألف لاجئ فلسطيني في القطاع كعائق ديموغرافي يمنع حكومة إسرائيل من التوسع على ما بقي للعرب من أرضهم المحتل، ومن هنا تجلت فكرة إخلاء قطاع غزة من السكان في عدد من الدراسات والمقترحات الأمريكية والصهيونية، حتى عُرضت على المؤتمرات الرسمية ومن بينها مؤتمر «هرتسيليا» الذي يشارك فيه كبار المسؤولين بالولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة مستقبل إسرائيل.
وكانت أولى مخططات الاحتلال الإسرائيلي للتخلص من أهل غزة خارج أرضهم، تهدف إلى توطين اللاجئين في العريش عام 1970، ومع تعاقب رؤساء حكومة الاحتلال توسعت الخيارات بالتوطين في مساحات أخرى من سيناء استنادًا على أول مشروع أطلقه سياسي إسرائيلي وهو «يغيئال آلون» الذي جاء بمقترح نقل 300 ألف لاجئ إلى 3 مناطق من العريش، بتمويل يهودي تبدأ المرحلة الأولى منه ب 50 ألفًا مواطناً من غزة، فيما عُرف وقتها ب«مشروع العريش».
رفض دولي لمشروع تهجير الفلسطينيين
وأصبحت فكرة إيجاد وطن بديل للفلسطينيين خارج أرضهم أكثر إلحاحًا لدى قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، «آرئيل شارون» الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للوزراء، فتبنى خطة لتفريغ قطاع غزة من سكانه ونقل المئات من الشعب الفلسطيني إلى سيناء خلال الفترة بين عامي 1967 و1973، إلا أنّ هذا المخطط واجه حشدًا عربيًا هائلاً واتصالاتٍ عاجلة لوقف الخطة الإسرائيلية ضد 300 ألف مواطن في قطاع غزة.
أما الآن فيزيد سكان القطاع على مليوني نسمة، بينما يعيد المشهد العربي التاريخ نفسه بمواقف رافضة لاقتراح ترامب إلى جانب الرفض الدولي، ففي روسيا قال المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف إن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، مشدداً على أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي هو إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، في بيان إن بلاده تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، مضيفاً أن مستقبل القطاع ينبغي ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة بل في إطار دولة فلسطينية مستقلة.
وبدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن الفلسطينيين يجب أن يكونوا قادرين على العيش وأن ينعموا بالازدهار في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.