لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأجندة الدولية، وأن غطرسة الكيان الصهيوني وإصراره على إنهاء القضية الفلسطينية وتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني .. أصبحت من الماضي، بل أصبح هناك يقين في إمكانية إنهاء الاحتلال وتحرير دولة فلسطين كلها من البحر إلى النهر بإذن الله !! إن المخططات الصهيونية لم تتوقف لحظة لتهجير أهل غزة، ولم تكن معركة طوفان الأقصى هي السبب كما يرى بعض الواهمين. فقد وثقت صحيفة الدستور الأردنية قبل عقود تحركات ومخططات صهيونية تهدف لتهجير 300 ألف مواطن فلسطيني من قطاع غزة إلى خارج الأراضي المحتلة ، وسعى عدد كبير من قادة الصهاينة لتطبيق هذه الخطط لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها والقضاء على أي محاولات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 ، فنشرت الصحيفة في صدر صفحتها الرئيسية قبل عدة سنوات هذا الموضوع تحت عنوان "بدء تفريغ قطاع غزة من السكان"، وكشفت الصحيفة مخططات لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الأردن وسكان قطاع غزة باتجاه مصر ، وهو ما رفضته القاهرة وعمان في حينه. وظهر هذا المخطط جليا بعد هزيمة الخامس من يونية 1967، بعد احتلال قطاع غزة، ولكن وجود 400 ألف لاجئ فلسطيني في القطاع جعل قادة الكيان الصهيوني يفكرون في مشروع توطين اللاجئين في العريش. فتقدم وزير العمل الصهيوني آنذاك يغال آلون، بمقترح نقل اللاجئين إلى ثلاث مناطق من العريش، بتمويل يهودي. وعلى الرغم من عدم تنفيذ المخططات الصهيونية الرامية لتهجير أهل غزة لأسباب ربما تتعلق بتوازنات إقليمية، فضلاً عن رفض مصر لهذه المخططات.. فإنها بقيت حاضرة لدى السياسيين الصهاينة. فعلى سبيل المثال فقد قام الهالك "شارون" سنة 1971، بتهجير12 ألف لاجئ من القطاع إلى سيناء. وكانت هناك وثائق حصلت عليها شبكة "بي بي سي" حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا .. تؤكد أن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن !!
واشترط مبارك لكي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها.. فإنه لابد من التوصل لاتفاق بشأن "إطار عمل لتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي". وتشير الوثائق إلى أن مبارك كشف عن الطلب الأمريكي وموقفه منه خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مرجريت تاتشر أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في شهر فبراير عام 1983، حيث التقى بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان. وقد ظلت غزة دائما تشكل كابوساً لقادة الصهاينة حتى إن رئيس الوزراء الصهيوني "إسحق رابين" قال ذات مرة: "أتمنى أن أستيقظ يوماً وأجد البحر قد ابتلع غزة". ومع الخيوط الأولى لفجر يوم السابع من أكتوبر ومع بدء معركة طوفان الأقصى التي أفقدت جيش الاحتلال توازنه تعهد نتن ياهو "بتغيير الشرق الأوسط"، وأعلن أنه "لا عودة إلى الوراء". وأوصت وزيرة الاستخبارات الصهيونية "غيلا غملائيل" في وثيقة داخلية بخطة لتهجير سكان غزة إلى سيناء عقب انتهاء الحرب على غزة. واشتملت هذه الوثيقة على ثلاث مراحل: إنشاء مدن من خيام في سيناءجنوب غرب القطاع، وإنشاء ممر إنساني لمساعدة السكان، وبناء مدن في منطقة شمال سيناء، وإنشاء منطقة مراقبة بعرض عدة كيلومترات داخل مصر جنوبي الحدود مع إسرائيل، حتى لا يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من العودة. وأن الوثيقة دعت إلى خلق تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول الأخرى، حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة، حيث ورد ذكر دولة كندا وبعض الدول الأوروبية، مثل اليونان وإسبانيا، وبعض دول شمال إفريقيا، من بين دول أخرى. وبدورها اعترضت مصر على خطة التهجير القسري لسكان غزة إلى سيناء، باعتبار أن هذه الخطوة من شأنها أنها ستحول سيناء إلى قاعدة لهجمات ضد الكيان الصهيوني. وصاحب هذه الخطة فكرة إنشاء إدارة جديدة، يديرها سكان غزة، مع موافقة القادة المحليين ودعم من الولاياتالمتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وقادة فتح. وقد لوحت سلطة أوسلو لم تخف رغبتها في العودة إلى غزة، ولكن ليس على ظهر دبابة صهيونية. ونقول لهؤلاء هونوا على أنفسكم فهناك ثوابت لدى أهل غزة، فلا يمكن لأحد كائنا من كان أن يقتلعهم من أرضهم ليكرروا مأساة النكبة الأولى. كذلك من يفكر في نزع سلاح المقاومة فإن أهل غزة أعلنوها صريحة: "نزع أروحنا قبل نزع سلاحنا" . أما مسألة وضع غزة بعد حماس وطرح أسماء عباس ودحلان وغير ذلك من الأحاجي والأقاصيص .. فليوفر هؤلاء على أنفسهم ويفكرون في وضع المنطقة بعد زوال دولة الكيان الصهيوني. رضي من رضي وسخط من سخط. فالكيان الصهيوني يتحلل من داخله. وما رأيناه من المظاهرات ضد حكومة نتن ياهو بسبب التعديلات القضائية التي يتبناها، وسيطرة التيار الديني المتطرف- دليل على ذلك. وجاءت هذه الموجة من الاحتجاجات الصهيونية مع طوفان الأقصى لتجبر الصهاينة على الهجرة العكسية وترك غلاف غزة، وإذا أضفنا إلى ذلك محددا آخر وهو تنامى المقاومة في الضفة الغربية قبل طوفان الأقصى وبعده والتي توجت بإطلاق صاروخ باتجاه المغتصبات الصهيونية في شهر سبتمبر الماضي، كذلك أثناء طوفان الأقصى نجحت كتيبة العياش في جنين في إطلاق صاروخ باتجاه مغتصبة شاكيد والبقية تأتي بإذن الله!! أتظن أنك عندما أحرقتني ورقصت كالشيطان فوق رفاتي وتركتني للذاريات تذرني كحلا لعين الشمس في الفلوات أتظن أنك قد طمست هويتي ومحوت تاريخي ومعتقداتي عبثًا تحاول لا فناءَ لثائرٍ أنا كالقيامة ذاتَ يومٍ آتِ