بقيمة 110 ملايين دولار.. «التصديري للغذائية»: فرص واعدة أمام صادرات الدقيق المصري ل5 أسواق رئيسية

كشفت أحدث الدراسات السوقية الصادرة عن المجلس التصديري للصناعات الغذائية عن وجود العديد من الفرص التصديرية الواعدة أمام صادرات الدقيق المصري في عدد من الأسواق العالمية، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 110 ملايين دولار لخمس أسواق رئيسية خلال الفترة من 2024 إلى 2028، وهي: العراق، اليمن، فلسطين، المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الدراسة أن السوق العراقي يأتي كأهم وأكبر الأسواق الواعدة أمام الشركات المصرية، حيث تصل الفرص التصديرية فيه إلى نحو 38 مليون دولار، مقابل صفر صادرات حالية. إلا أن الشركات المصرية ستواجه منافسة شرسة من نظيراتها التركية، التي تستحوذ على 99% من هذا السوق، الأمر الذي يستوجب دعمًا حكومياً لتكاليف النقل.
أما السوق اليمني، فتصل قيمة الفرص التصديرية فيه إلى نحو 60 مليون دولار، مقابل صادرات حالية بقيمة 33 مليون دولار. وتحظى الشركات المصرية بميزة عدم تطبيق رسوم جمركية على صادراتها لهذا السوق، في حين تفرض اليمن رسومًا بنسبة 5% على وارداتها من الدقيق من الدول الأخرى. ومع ذلك، تواجه الشركات المصرية منافسة قوية من الشركات التركية والعُمانية، التي تستحوذ على نحو 80% من السوق، بينما تحل مصر ثالثًا بنسبة 19% وفق آخر إحصائيات صادرة في عام 2023.
وفيما يتعلق بالسوق الفلسطيني، فقد أشارت الدراسة إلى أنه يحظى بفرص تصديرية واعدة تُقدَّر بنحو 32 مليون دولار، مقابل صادرات حالية بقيمة 15 مليون دولار. وتسيطر الشركات المصرية على 46% من هذا السوق، تليها الشركات التركية بنسبة 45%، ثم الأوكرانية بنسبة 9%.
أما سوق المملكة العربية السعودية، فتُقدَّر الفرص التصديرية فيه بنحو 17 مليون دولار، مقابل 1.3 مليون دولار في الوقت الراهن. وتمتلك الشركات المصرية مزايا جمركية، حيث تعفى صادراتها من الرسوم الجمركية، بينما تفرض السعودية رسومًا تصل إلى 25% على واردات الدقيق من الدول التي لا تربطها بها اتفاقية تجارية. وأظهرت الدراسة أن الشركات الكويتية تسيطر على 67% من السوق السعودي، تليها الشركات الإماراتية بنسبة 15%، في حين لا تتجاوز حصة مصر 5%.
وفي السوق الأمريكي، توجد فرص تصديرية بقيمة 13 مليون دولار، مقابل صادرات حالية بقيمة 6.4 ملايين دولار. ولا تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على وارداتها من الدقيق المصري، بينما تفرض رسومًا تقل عن 1% على واردات الدقيق من بقية دول العالم. وتواجه الشركات المصرية تحديات كبيرة في هذا السوق، حيث تسيطر الشركات الكندية على 59%، تليها الإيطالية بنسبة 13%، ثم الإماراتية بنسبة 10%.
من جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى احتمالات تراجع صادرات مصر إلى كل من السودان ومدغشقر والصومال خلال الفترة المذكورة.
أهم الدول المصدرة والمستوردة حول العالم
كشفت الدراسة أن حجم الطلب العالمي على دقيق القمح تحت البند الجمركي (110100) بلغ نحو 7 مليارات دولار في عام 2023، بإجمالي تداول بلغ 14 مليون طن تقريبًا. واستحوذت تركيا على 21% من حجم السوق، بقيمة 1.4 مليار دولار، وبكميات وصلت إلى 3.7 ملايين طن، بمتوسط سعر 400 دولار تقريبًا للطن.
وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 9%، بإجمالي صادرات قيمته 632 مليون دولار، وكميات بلغت 1.1 مليون طن تقريبًا، بمتوسط سعر 573 دولارًا للطن. ثم كازاخستان بنسبة 8%، بإجمالي صادرات بلغ 580 مليون دولار، وكميات وصلت إلى 1.9 مليون طن، بمتوسط سعر 296 دولارًا للطن.
واحتلت أوزبكستان المرتبة الرابعة بنسبة 7%، بإجمالي صادرات بلغ 456 مليون دولار، وكميات وصلت إلى 1.3 مليون طن، بمتوسط سعر 348 دولارًا للطن. أما مصر، فجاءت في المرتبة الخامسة بنسبة 6%، بإجمالي صادرات بلغ نحو 391 مليون دولار، لكميات وصلت إلى 534 ألف طن، بمتوسط سعر 466 دولارًا للطن.
وعلى صعيد الاستيراد، تصدرت أفغانستان قائمة أهم الدول المستوردة لدقيق القمح، بحصة بلغت 12%، بمتوسط سعر 319 دولارًا للطن. تلتها العراق بنسبة 8%، بمتوسط سعر 442 دولارًا للطن، ثم السودان بنسبة 5% تقريبًا، وبمتوسط سعر 591 دولارًا للطن. وجاءت هولندا أيضًا بنسبة 5%، بمتوسط سعر 589 دولارًا للطن، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، التي سجلت أعلى متوسط سعر، حيث بلغ 992 دولارًا للطن.
صادرات مصر خلال 2024
كشفت الدراسة عن نمو صادرات مصر من دقيق القمح بنسبة 15% خلال عام 2024، لتسجل 450 مليون دولار، مقارنة ب 392 مليون دولار خلال عام 2023. كما زادت الكميات المصدرة بنسبة 69.3%، لتصل إلى 1.129 مليون طن، مقارنة ب 667 ألف طن في عام 2023.
وأوضحت الدراسة أن صادرات مصر من دقيق القمح تضاعفت 10 مرات خلال السنوات العشر الماضية، حيث سجلت في عام 2014 ما قيمته 46 مليون دولار، بكمية بلغت 111 ألف طن.
وعن أهم الدول المستوردة للدقيق المصري، استحوذ السودان على 47% من إجمالي الصادرات خلال عام 2024، رغم تراجع قيمة الصادرات إليه بنسبة 16%، لتصل إلى 211 مليون دولار. وجاءت مدغشقر في المرتبة الثانية بنسبة 14%، بقيمة 61 مليون دولار، تليها الصومال بنسبة 13%، بقيمة 60 مليون دولار. بينما استحوذت فلسطين على 12% من إجمالي الصادرات، بقيمة 54 مليون دولار، وجاءت اليمن في المرتبة الخامسة، بقيمة 46 مليون دولار.
التحديات والفرص المستقبلية
أكد أحمد إيهاب، مدير مطاحن التيسير الدولية، أن الشركات المصرية لديها فرص تصديرية واعدة في الأسواق الإفريقية، خاصة الدول الحبيسة مثل إريتريا وإثيوبيا، التي تربطها اتفاقيات تجارية مع مصر، إضافة إلى سهولة الوصول إليها والتوافق مع اشتراطاتها.
وفيما يخص السوقين العراقي والسعودي، أشار إيهاب إلى أن السوق العراقي يتمتع بفرص كبيرة، إلا أن تكاليف النقل تُعد العائق الأكبر أمام دخول الشركات المصرية إليه. أما السوق السعودي، فتعاني الشركات المصرية من سمعة سلبية بشأن الالتزام بالمواصفات، وهو ما يؤثر على حصتها في هذا السوق، مطالبًا بتشديد الرقابة على الصادرات المصرية لضمان جودة المنتجات وحماية سمعة المنتج المصري في الخارج.
من جانبه، أوضح أحمد ماجد، رئيس قسم اللوجستيات بشركة العربية للمطاحن، أن المشكلة الأكبر التي تواجه الشركات المصرية المصدرة للدقيق هي زيادة مدة الشحن بسبب الظروف الجيوسياسية، حيث تضاعفت مدة الشحن إلى موانئ كينيا ومدغشقر من 30 يومًا إلى نحو 60 يومًا، مما يؤثر على مدة الصلاحية ويعيق مضاعفة الصادرات وتعزيز العلاقات التجارية مع العملاء.
ودعا ماجد هيئة سلامة الغذاء إلى تسهيل حصول الشركات على الشهادات الصحية من أي مكتب من مكاتبها بالمحافظات، بدلاً من اشتراط الحصول عليها من مكتبها بالقاهرة فقط، لتيسير عمليات التصدير.