(كتب المقال في 6 سبتمبر 2006) كريم أحمد قاسم لبنان بلد يشغل فيه فصل الصيف مساحة وموقع مميز، ولكن عن أي صيف نتحدث؟ أهو صيف الترفيه والتسوق أم صيف عناقيد الغضب أو صيف الحقائب المفخخة أو صيف أمطار الصيف؟ بدأت علاقتي ببيروت في ذات يوم من صيف 2004 عندما وصلت اليها لاستلام مهام وظيفتي الجديدة، ورغم الرطوبة الشديدة شعرت بالسعادة الممزوجة بالحذر وأحيانا القلق وأنا استقر في احد فنادق المدينة، في المساء كنت اتصفح الكتاب الذي اشتريته مؤخرا للكاتب والمراسل الصحفي القدير روبرت فيسك "Pity the Nation" أو مأساة أمة (ويلات وطن) كما ترجمت لاحقا. في إحدي صفحات الكتاب كان فيسك يتحدث عن كيف أنه تعرض لاطلاق نار كثيف من إحدي الدبابات الاسرائيلية عندما كان يغطي إحدى عمليات المقاومة في الجنوب اللبناني، عندما ظن جنود الاحتلال أن فيسك والمصور الذي كان معه هم مقاومون يتحركون خلف الاشجار، وذكر فيسك كيف أنه لم ولن ينسي أبدا دوي القذائف الذي راح يتردد في اذنيه وتجويف رأسه لفترة بعد نجاته يومها، وما أن أنتهيت من قراءة تلك الصفحة حتي دويت مجموعة من الانفجارات الصغيرة خارج شرفة غرفتي بالفندق مما جعلني أنتفض من سريري الي النافذة لأري ماذا يحدث خارجا وهل انتقلت الأجواء التي يرويها روبرت فيسك الي هنا؟، واكتشفت أن أحدهم يطلق ألعابا نارية إحتفالا بشيء ما مثل عادة اللبنانين جميعا! كنت أعتقد أن الالعاب النارية ممنوعة مثلما هي في مصر، ومرت أولي اليالي في بيروت مع هذا الجو الملبد بالأصوات والكتابات المتفجرة لأدخل الي عالم لبنان الملئ بالمفارقات والأحداث والتعقيد الذي لا يخلو من أجواء من التميز والغني في جوانب عديدة من سياسية الي ثقافية ودينية، فقط لم أعرف أن خروجي من هذه المدينة سيكون تحت وقع إنفجارات أيضا لكن من نوع أخر. مر صيف 2004 ومرت معه إنفجارات أقصد أحداث – في عرف اللبنانيين - بسيطة مثل إغتيال أحد كوادر حزب الله، والذي كانت مهمته سرية للتنسيق بين حزب الله والمقاومة الفلسطينية في الداخل، وكان الحدث علي بعد مئات الامتار من مكان تواجدي في العمل، ثم حدث إختراق –كالعادة- لسماء بيروت لكن هذه المرة كان كسرا لحاجز الصوت مرتين فوق المدينة، وكنت في المركز الثقافي الفرنسي في أحد فصول تعليم الفرنسية وانتفضت من مقعدي مع هذا الصوت الرهيب، بينما أخذ اللبنانيون –وكان منهم أحد شباب الحزب- يتناقشون: لن يحدث شئ انما هو فقط إستعراض للقوة! ومع الانفجار الثاني تركت مقعدي واتجهت نحو الباب بعيدا عن النوافذ التي كانت كلها زجاجية خوفا من تحطمها فضحك علي الزملاء اللبنانيون كثيرا وردوا "ما تخاف هيدا شي عادي في بيروت شو بك انت؟" "أنا ما بني شي لكن انا ما معود أني أكون في مكان فيه طيران معادي فوق راسي؟!!" "معلش يعني عندنا في مصر مافيش كده؟" ولم أعلم أيضا أن خروجي من بيروت سيكون تحت هدير ليس طائرة أو اثنتين من طيران العدو ولكن العشرات بل المئات! ومر شتاء وقبل نهايته بقليل كان الحدث الأهم في تاريخ الاغتيالات في هذا البلد الصغير، وأحد أهم الاحداث التي أثرت كثيرا –أوهكذا أريد لها- في المنطقة العربية كلها وهي اغتيال رفيق الحريري وكان الحدث الذي غير شكل لبنان السياسي والاقتصادي لفترة طويلة ولازال، كان من المفارقات أن أكون خارج بيروت ذلك اليوم لأضطر أن اظل خارج العاصمة ليومين كانوا من أطول الايام التي مرت علي ولأشهد كيف يتفاعل اللبنانين من مختلف أطيافهم في حدث كهذا، بداية عندما وصلنا الي خربة شار وهي ضيعةقرية في شمال لبنان، وكان عندي إجتماع وتدريب لموظفي البلدبة علي استعمال الكمبيوتر والإنترنت في ادارة شئون المواطنين، وجلسنا في الشمس اللطيفة خارج مبني البلدية نتحدث ونشرب الشاي، لتأتي سيدة عجوز وتقول: "في نار ببيروت، بيروت عم تحترق"، لم نفهم كثيرا ما يحدث ولكن كان الراديو قد أكد خبر محاولة اغتيال رئيس الوزراء وأنه نقل الي مستشفي الجامعة الامريكيةببيروت ولم يعرف مصيره بعد، ظل الوجوم مخيما علي الجلسة، وانتقلنا من تلك البلدية الي بلدية حرار لنجد نفس الوجوم ولا أحد عنده القدرة علي الحديث الا صب الشاي ربما بدون حتي رفع عينيه عن التليفزيون. في هذا المنطقة ذات الغالبية السنية والاقلية المسيحية البعض اعتبر اغتيال الحريري اعتداء علي الطائفة السنية أجمع، والبعض اعتبرها عودة إلي زمن الاغتيالات الذي ظن البعض أنه ولي إلي غير رجعه، ولم أستطع العودة لبيروت وعندما حاولت قابلت العديد من الشباب الغاضب علي الطرقات والذين اشعلوا إطارات السيارات وهاجموا بعض السيارات، فعدت الي منزل صديقي اللبناني في القنطرة لاقضي عنده الليلة محملقين في التليفزيون لساعات حتي أنني لم أجلس في حياتي أمام التليفزيون مثل ذلك اليوم، ربما جلسنا لأكثر من 12 ساعة متواصلة نحاول فهم مايحدث، ونستمع لجميع القنوات اللبنانية وكيف تنظر كل طائفة للحدث وكيف يحلله السياسيون وزعماء الطوائف، وكان من أهم الاشياء بالنسبة لي هو متابعة احاديث أهل البيت والاصدقاء الذين زاروا بيت زميلي أحمد تلك الليلة وكيف أن اللبنانيون يختلفون كثيرا في وجهات نظرهم حتي بين أفراد العائلة الواحدة، ومكان العمل الواحد والقرية الواحدة، وهذا من أهم اسباب غنى هذا البلد، فتلك ليلة لن انساها ولن أنسي إحتضان إهل صديقي لي بل وشعرت أن كل الضيعة معي، ففي تلك الأوقات الصعبة حتي لو كنت تتكلم لغة البلد التي تعيش فيها وتعرف الطرق ولكنك تظل غريبا وتظل لا تعرف ماذا تفعل أو ماذا يجب أن تفعل في ظروف كهذه، خاصة عندما يتعلق الأمر باغتيالات وتفجيرات و قطع طرق واعتداءات علي سيارات وأفراد بدافع الانتقام، فالانتقام أعمي، و لكن تواجد أهل البلد معك يعطي إحساسا مختلف بالأمان. ودخل علينا الصيف بمجموعة من الأحداث المتفجرة أيضا وهي ما تلا اغتيال الحريري من مظاهرات مسيسة ضد الحكومة وقتها وضد الوجود السوري وضد كل شئ لا يروق للمجموعات السياسية، وقد كان عندها من الاسباب أن تتجه في هذا الاتجاه سواء من وقع المصيبة عليها مثل مجموعة الحريري نفسها خاصة عائلته وهذا مفهوم أو من المرتزقة الاخرين الذين هرولوا الي قصر قريطم (منزل أل الحريري) لعمل مؤتمرات صحفية شارعين في اتهام هذا وتخوين ذاك محاولين جني أقصي ما يمكن من الفرصة الذهبية التي جاءتهم مجانا لكي يكسبوا منها سياسيا، ويحاولوا أن يثبتوا لهم مكانا او دعني اقول مسمارا في دولاب –أو ربما نعش- السياسة الداخلية اللبنانية في وجود العدد الكبير من الكاميرات المحلية والعالمية التي تنقل تفاصيل الاحداث في تلك الايام، تلك هي سنه الحياه إختلاف مواقف وإختلاف مصالح. وقامت الدنيا ولم تقعد من إضرابات ومظاهرات وأحداث، وخرج الجيش السوري بقرار أممي ومظاهرات لبنانية، واستقالت حكومة وجاءت أخري مؤقتة –أو هكذا أريد لها- وبدأ مسلسل الحقائب المفخخة في المناطق التجارية والصناعية في شرق و أطراف بيروت ذات الغالبية المسيحية، وكان أحد تلك الانفجارات علي بعد 50 متر من منزلي وفي مكان أوقف فيه سيارتي كثيرا وأخرني عن الوصول له مكالمة هاتف عطلتني في مكتبي ل10 دقائق عن موعد الانفجار، وكانت هذه علامة فارقة في الأحداث فعندما يقترب الخطر إلي هذا الحد من الإنسان تختلف أمور كثيرة، في حالتي شعرت بأنه ليس هناك قيمة لشئ وأن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالي فكما قدر أن يتصل بي أحدهم في ذلك التوقيت فلا داعي للقلق الذي لازمني طوال أشهر الصيف. استمرت الأحداث ولكن كان لها ضحايا جدد من صحفيين وكتاب وسياسيين بعضهم كانت نهايته، والقليل خرج بإصابات بعضها بالغ والبعض الاخر طفيف، واستمر التحقيق في اغتيال الحريري وأخذ أبعادا مختلفة مع التقارير التي أصدرها ميليس أو من بعده براميرتز، ثم حدثت تطورات كبيرة في الساحة الداخلية أودت الي طاولة الحوار الوطني والذي بالنسبة لي كان تطور رائع لدرجة لاتصدق "too good to be true" الذي ولأول مرة يجلس اللبنانيون علي طاولة واحدة بدون وسيط عربي أو أجنبي. ولكن وربما لشدة تعقيد الوضع اللبناني وتشابك المواضيع امتد الحوار دون الوصول لنتائج ملموسة. ومر شتاء أخر وربيع وجاء الصيف من بعده ويبدو أن رائعة السيدة فيروز "حبيتك بالصيف نطرتك بالشتي" فسرت بشكل أخر وكأن تعني "ومن الحب ما قتل" ولكن بعيد تماما اي تشبيه او مقاربة بين اي حب او اي قتل وما حدث في لبنان ذلك الصيف -2006- سافرت خارج لبنان لمدة اسبوعين فيهما اختطف جندي اسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة في تطور نوعي للمقاومة هناك. وعدت الي لبنان يوم السبت ليختطف جنديين أخرين بعد ذلك بيوم أو يومين، استيقظنا في الصباح علي اخبار عاجلة تؤكد الخبر فيما تضاربت ردود الفعل وكتبت يومها في يومياتي: "أنه بالرغم من تضارب المشاعر حول العملية النوعية للمقازمة الاسلامية فان العدو الاسرائيلي لابد وان يتذوق طعم المرارة نتيجة عملية "الوعد الصادق" التي قامت بها المقاومة الاسلامية ورغم كل ما يحدث من ثأر أعمي من قبل الاحتلال في غزة والذي ربما ينتقل الي لبنان فهذه هي الحرب، هناك احتلال، ينتج عنه مقاومة له، وهذه هي النتيجة الطبيعية" لا يصح خلط المفاهيم ووضع الشعوب في حالة تغييب نتيجة الافكار المستوردة وخلط الاوراق أن اولادنا يستحقون السلام والاستقرار والهدوء حتي علي حساب الحقوق هو أهم. هذا كلام حق يراد به باطل. وجاء يوم صيف أخر ، بل أيام ملتهبة بالاحداث، أولها نفس يوم خطف الجنديين بقصف بضعه جسور في الجنوب اللبناني وقصف مضاد من المقاومة الاسلامية، واستيقظت فجر اليوم التالي علي قصف المطار في حركة مباغتة ظننت أنا أنها لن تحدث اللا في مرحلة متأخرة من العدوان، وشعرنا بأننا قطعنا عن العالم وبدأ التوتر وأخذنا نبحث عن بعضنا كزملاء وأصدقاء في بيروت لكي نطمأن أن كل واحد منا آمن ومناقشة ماذا بعد؟ وظل الوضع كذلك توتر حذر حتي بدأت التصريحات والمواقف المميزة لبعض المسئولين العرب، فشعرت وأنا في بيروت أن الجحيم فتح علي بيروت، وصارت مقاتلات الاحتلال تهدر في سماء بيروت بحرية وتقصف الضاحية بين الحين والاخر، بينما نحن لا نعرف بالضبط كيف ستتطور الأمور، ورغم التغطية الإعلامية الكثيفة ظل الوضع غامضا وهذا ما جعله مخيفا أيضا، فلا أنا أعرف أين القصف تحديدا ولا أعرف أين سيطال لاحقا وهل أنا في مكان آمن أم لا؟ هل يجب أن أتحرك؟ هل سينفد الوقود؟ الماء؟ الكهرباء بدأت بالفعل في التذبذب خاصة مع ضرب محطة وقود وكهرباء الجية جنوب المطار، وتعددت الغارات علي المطار عدة مرات لتأكيد تدمير المدرجات. وتطور تحديد الأهداف ونوعيتها فحينا يخرج علينا الاعلام باسم: "حرب الجسور" وحينا: "حرب خزانات الوقود" كان كل شئ سريع ومفاجئ، والمقاومة تصمد وترد في البداية كانت صواريخ الكاتيوشا تصل إلي المستوطنات المتاخمة للحدود فقط واعتقدت رغم ثقتي بالمقاومة الاسلامية أنها تتهاوي أو أنها أخذت علي حين غرة ولم تكن جاهزة للحرب المفاجئة التي شنها الاحتلال، ولكن تغير كل شئ مع الوقت وحدثت تطورات نوعيه غير مسبوقة كضرب البارجة أمام سواحل بيروت والتي كانت تقصف الضاحية في نفس الوقت الذي كان فيه أمين حزب الله يلقي خطابه الاول ويعلن فيه ذلك، وكنت أمشي في شارع بلس والناس ملتفون حول السيارات فظننت أن هناك اخبار عن الحرب لكن كان صوت حسن نصرالله يدوي في الشوارع والناس يستمعون بشغف حتي الذين لم يبدو عليهم يؤيدون المقاومة إستمعوا قليلا ثم مشوا، كانت الطريقة التي أعلن بها تدمير البارجة قويا ويشابه طريقة عبدالناصر في إعلان تأميم قناة السويس أثناء القاءه خطابه في الاسكندرية، من ناحية أخري كان هناك سيدتان تمشيان بجانبي في طريقي للمنزل بعد سماع الخطاب، ومتابعة الشباب اللبناني الذي احتفل بخطاب نصرالله، قالت إحداهما لماذا وضعنا في هذه الحرب؟ أولادنا يعانون من الصور والأجواء المأساوية للحرب؟ وماذا سيجني لبنان من كل هذا؟ وردت أختها معارضة بأن هذه مقاومة للاحتلال وتابعت الموقف وأنا أوصلهما قرب منزلهما حيث كان الظلام شديدا وكانتا معهما طفلين. استمرت الأيام الصيفية الساخنة، وازداد القصف كثافة علي الضاحية الجنوبيةلبيروت، لدرجة أنني قضيت ليال لا أستطيع النوم من شدة القصف والانفجارات، شيء لم أسمعه ولحظات لم أعشها من قبل، وتذكرت كلمات فيسك عندما قال أنه لن ينسي صوت الانفجارات في الجنوب اللبناني، تواصل العدوان وتواصلت المقاومة وحان الوقت للخروج فالحياة اصبحت صعبة وعملي قرر إجلاء جميع الموظفين خارج لبنان، وقد كنت تحت تأثير أحاسيس متضاربة هل أخرج أم لا لكن الوضع الصعب، وعدم معرفة أي شئ عن ماذا سيحدث بعد دفعني باتجاه الخروج وكانت آخر ليلة في منتهي الصعوبة حيث نقلنا لفندق خارج العاصمة بيروت قرب السفارة الامريكية في عوكر حيث كانت الطوافات تحلق فوقنا وهي تجلب مسئولين أمريكين او تخلي دبلوماسيين غير أساسيين خارج البلاد، هناك في ذلك الفندق رأينا بيروت تقصف بعنف ووحشية حيث أن موقع الفندق المرتفع والمطل علي المدينة يبين كل شيء، هناك شعرت بالذنب الشديد أن أهرب هكذا ونترك الناس يموتون والمدينة التي إحتضنتنا تحترق؟ كان موقفا صعبا جدا، لكن ماذا سنفعل وأين سنعود فعندما كنت أحاول الوصول إلي سيارتي والقيادة إلي ذلك الفندق تعرضت مرتين لقصف جسر كنت علي وشك الصعود عليه قرب ميناء بيروت وأخري قرب محطة وقود! وفي الطريق إلي خارج لبنان أيضا الطيران فوقنا دائما ولا تعرف متي واين سيضرب؟ والبوارج كانت علي مرمي العين أمام محطات ومخازن الوقود في البداوي شمال لبنان وبالقرب من طرابلس وبمجرد عبوري علي الطريق الساحلي شمالا ضربت المخازن. خرجت من لبنان، خرجت من طريق فرعي شمالا علي ساحل البحر والذي ضرب بعد عبوري بيوم أو يومين، خرجت إلي سوريا لكي ألتحق بمعسكرات النازحين اللبنانين كمتطوع بينما إستضافني صديقي المصري هناك، هناك شعرت بأنني أساعد أهلي من اللبنانين وتمنيت أن أكون أساعدهم داخل لبنان، ولكن كان ذلك صعبا في ظل قصف كل شئ يتحرك. خرجت من لبنان في يوم صيف أخر يعيشه لبنان أو دعوني أقول يموته لبنان، ولكن ظل اللبنانيون رغم كل شئ صامدون، مقاومين كانوا علي الارض أو مقاومين في أي مكان آخر، فالمقاومة ليست بالسلاح فقظ وليست علي فئه واحدة فقط. البعض الآخر كان صامتا في الداخل والخارج ينتظر والبعض يتوقع انتهاء أسطورة المقاومة وحزب الله لكي تخلي له الساحة، أما إذا لم ينكسر الحزب فقد كانوا ساكتين وسينتظرون فرصة أخري لاحقا، خرجت وخرج لبنانيون كثر الي سوريا ، الاردن، أوروبا، كندا وإلي بلاد أخري عديدة. خرجت وانتهت الحرب والعدوان وأنا في الخارج. خرجت وهدأت قليلا سخونة صيف لبنان ولكن يبدو أن لبنان قدره أن يكون صيفه ساخنا دئما ولكن بأشكال متعددة. خرجت ذات يوم في صيف عام ....!!