تاريخ النظارات الشمسية من عظام الحوت والكوارتز المدخن إلى هوليوود

على مر العصور، ارتبطت النظارات الشمسية بالجمال وحماية العين، فهى توفر درعًا فعالة ضد أشعة الشمس القوية وحتى الوهج المنعكس عن الثلوج، مما يجعلها ضرورية للمتسلقين فى جبال الهيمالايا، ورغم دورها الواضح فى الحماية أصبحت العدسات الداكنة والملونة عنصرًا من عناصر الأناقة وأداة تعبير عن الشخصية.
لكن متى بدأ الاهتمام بحماية العين؟ يقال إن أول خطوة لحماية العين كانت فى عهد الإمبراطور الرومانى نيرون، الذى كان يضع أحجارًا كريمة مصقولة أمام عينيه أثناء مشاهدته للمصارعين لتخفيف وهج الشمس.
وفى أقصى شمال كندا وألاسكا، استخدم الإنويت واليوبيك نظارات بدائية مصنوعة من عظام الحوت أو قرون الأيائل، وكانت هذه النظارات تحتوى على شقوق صغيرة تساعد مرتديها على تقليل وهج الثلج الساطع والتركيز على صيد الفريسة. وفى الصين خلال القرن الثانى عشر، ارتدى القضاة نظارات من الكوارتز المدخن لإخفاء تعابير وجوههم أثناء المحاكمات، ربما للحفاظ على هيبتهم أو إخفاء مشاعرهم، وشهدت مدينة البندقية بدايات إنتاج النظارات الطبية، مستفيدة من خبرتها الطويلة فى صناعة الزجاج، وبحلول القرن الثامن عشر كانت السيدات الأرستقراطيات فى البندقية يستخدمن نظارات خضراء بإطارات فاخرة لحماية أعينهن وأطفالهن من أشعة الشمس، خاصة أثناء التجوال فى قنوات المدينة.
ومع تطور صناعة الأفلام، أصبحت الإضاءة الساطعة مصدر إرهاق لعيون نجوم السينما، مما دفعهم إلى ارتداء نظارات داكنة خارج الاستوديوهات. فى الوقت ذاته، أصبحت هذه النظارات وسيلة لحماية خصوصيتهم، واشتهرت الممثلة البريطانية أودرى هيبورن على سبيل المثال بنظاراتها الأنيقة التى ظهرت بها فى العديد من الأفلام وأصبحت جزءًا من إطلالاتها. وكانت أول نظارات مضادة للتوهج، والمصنوعة من زجاج أخضر يحجب الأشعة فوق البنفسجية، هى Ray-Ban، التى طُورت لسلاح الجو الأمريكى عام 1939، وخلال الحرب العالمية الثانية أصبحت النظارات الشمسية جزءًا من الزى العسكرى للجنرال دوغلاس ماك آرثر.
مما أضاف إليها جاذبية ذكورية قوية. ومع مرور العقود، أصبحت النظارات الشمسية جزءًا لا يتجزأ من الموضة، ففى الستينيات والسبعينيات برزت كأحد الأكسسوارات الأساسية، وارتدتها شخصيات بارزة مثل جاكلين كينيدى بأسلوبها المميز. واليوم، تقدم الأسواق مئات التصاميم التى تناسب كل الأذواق، سواء أثناء القيادة، على الشاطئ، أو فى الأماكن العامة، ولا تزال النظارات الشمسية رمزًا للأناقة والحماية، مفضلة لدى المشاهير والمؤثرين، وأحيانًا جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الشخصية.