الإدارة السورية الجديدة تجدد دعوتها لواشنطن برفع العقوبات عن دمشق (تقرير)

جددت الإدارة السورية الجديدة، اليوم الأحد، دعوتها للولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن دمشق، فيما قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إن معرفة مصير المفقودين في سوريا يطرح «تحديا هائلا» بعد أكثر من 13 عاما من صراع مدمر.
وقال وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، اليوم الأحد، في تصريحات على هامش زيارته إلى قطر: «نطمح في إعادة بناء بلدنا من جديد، وترميم العلاقات العربية والأجنبية»، مضيفا: «نطمح في تمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية والأساسية، وأن نقدم حكومة يشعر الشعب السوري بأنها تمثله وتمثل كافة مكونات السوريين».
وتابع: «نرجو من جميع الدول العربية والأجنبية احترام سيادة الشعب السوري وأراضيه»، مضيفا: «نقلنا للدوحة توجساتنا ومخاوفنا من التحديات خصوصا ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية».
ووصل «الشيباني» إلى الدوحة على رأس وفد من المسؤولين للقاء مسؤولين قطريين كبار في مستهل جولة تضم أيضا الإمارات والأردن.
ويرافق الشيباني وفد يضم وزير الدفاع مرهف أبوقصرة ورئيس الاستخبارات، أنس خطاب، وستشهد الزيارة لقاء مسؤولين قطريين كبار لبحث آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.
وقال الشيباني إنه بحث مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، جميع القضايا الأساسية والإستراتيجية.
أكد أن سوريا الجديدة ستحظى بعلاقات جيدة جدا مع دول المنطقة.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية القطرية إن رئيس الوزراء وزير الخارجية جدد دعم قطر لتحقيق تطلعات شعب سوريا الشقيق في بناء دولة المؤسسات، كما أكد على دعم وحدة سوريا واستقلالها.
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية @MBA_AlThani_ يستقبل وفدًا سوريًا رفيع المستوى#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/QohRn456Bo
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) January 5، 2025
من جهته، قال وزير الدولة بالخارجية القطرية، محمد الخليفي، إنه بحث مع الوفد السوري خطوات تساهم في بناء دولة سوريا الغد، مضيفا أن قطر لن تدخر جهدا لدعم الأشقاء في سوريا.
في سياق متصل، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التزامها بتلبية الاحتياجات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا.
وذكرت في تدوينة عبر منصة «إكس» أنها مستمرة في شراكتها مع الهلال الأحمر السوري لضمان تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية دون انقطاع في جميع أنحاء سوريا. وأشارت إلى أنه يتعين بذل مزيد من الجهود المتواصلة للبحث عن المفقودين وتقديم إجابات عن الأسئلة بشأن مصيرهم لأسرهم.
وفي السياق ذاته، رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن معرفة مصير المفقودين في سوريا يطرح «تحديا هائلا» بعد أكثر من 13 عاما من حرب مدمرة، مضيفة أن الأمر قد يتطلب سنوات.
وقالت «سبولياريتش» التي تزور العاصمة دمشق لمدة ثلاثة أيام إن منظمتها تعمل حاليا «مع السلطات، والمؤسسات الوطنية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية، وخاصة مع جمعية الهلال الأحمر الوطني، لبناء الآليات التي ستسمح لنا بالحصول على صورة أوضح».
لكنها أضافت أن «تحديد هوية المفقودين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يمثل تحديا كبيرا، وسيستغرق وقتا لاستيعاب حجم المهمة التي أمامنا»، مشيرة إلى أن المهمة «ضخمة».
والتقت سبولياريتش خلال زيارتها برئيس حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد البشير، وبممثلين عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.
التقت رئيسة اللجنة الدولية ميريانا سبولياريتش مع رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السيد محمد البشير في دمشق، لمناقشة التحديات الإنسانية في سورية، ومن ضمنها ملفّ المفقودين، وتلوث الأسلحة، ووصول المساعدات الإنسانيّة إلى مختلف المناطق. https://t.co/ARZ7K5dCpn
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) January 4، 2025
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن منظمتها كانت تتابع حتى «وقت قريب 35 ألف حالة»، لكن «منذ أن أنشأنا خطا ساخنا جديدا في ديسمبر (الماضي)، أضيف 8 آلاف طلب آخر» للبحث عن مفقودين.
شركاؤنا على الأرض، والجمعية الوطنية التي تلعب دورا محوريا داخل حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
نجدد التزامنا مع الهلال الأحمر العربي السوري بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمجتمعات المتضررة في سورية، ونظلّ ثابتين في شراكتنا لضمان إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية دون انقطاع.
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) January 4، 2025
إلى ذلك، قالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، بأنه سيتم إلغاء منح الحماية للاجئين السوريين بألمانيا إذا لم يعودوا بحاجة إليها نظرا لاستقرار سوريا.
وأضافت «فيزر» أن بعض السوريين الذين فروا إلى ألمانيا ربما سيتعين عليهم العودة إلى وطنهم في ظل ظروف معينة، وقالت في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية، اليوم الأحد: «بحسب ما ينص عليه قانوننا، سيقوم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بمراجعة وإلغاء منح الحماية إذا لم يعد الأشخاص بحاجة إلى هذه الحماية في ألمانيا بسبب استقرار الوضع في سوريا».
وأوضحت فيزر أن هذا الأمر سينطبق على أولئك الذين ليس لديهم حق البقاء لأسباب أخرى مثل العمل أو التعليم، والذين لا يعودون طوعا إلى سوريا.
وأكدت أن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية تعملان معا للحصول على صورة أوضح عن الوضع في سوريا بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.
وقالت فيزر: «نركز بشكل خاص على قضايا الأمن»، مضيفة أن الحكومة الألمانية تنسق عن كثب مع الشركاء الأوروبيين والدوليين.
وتابعت: «يجب السماح لأولئك الذين اندمجوا بشكل جيد، ولديهم وظائف، وتعلموا اللغة الألمانية، ووجدوا وطنا جديدا هنا بالبقاء في ألمانيا».