أصدرت اللجنة العلمية المشكلة من خبراء البيئة البحرية والأسماك والمصايد بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد التوصيات الخاصة بحادث سمكة قرش مرسى علم جنوبالبحر الأحمر والتى أجرت المسح والرصد البحرى لمنطقة الحادث بتكليف من الدكتورة عبير منير رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد. وتنشر «المصرى اليوم» التوصيات التى - حصلت على نسخة منها - وتضمنت الرؤية العلمية لتوصيف الحادث وملابساته والأسباب المتوقعة لحدوثه وهذا التقرير يعتبر بداية لدراسة أشمل يجب أن تشارك فيها جميع أجهزة الدولة المعنية لما يمثله القطاع السياحى من أهم مصادر الدخل القومى للدولة ومن منطلق التنمية المستدامة ما يقتضى الحفاظ على البيئة البحرية بما تتضمنه من تنوع بيولوجى فريد والتى تتميز به شواطئ البحر الأحمر. وأكدت اللجنة العلمية فى التقرير أن هذا الحادث رغم بشاعته وتكراره بمياه البحر الأحمر وخلال أقل من عامين تقريبا إلا أنه يعتبر نادرا وطبيعيا ومتوقع حدوثه كون سمكة القرش مفترسة وموجودة فى بيئة ومياه البحر الأحمر وتتواجد بصورة طبيعية فى مناطق المياه الضحلة، وتعد من أخطر أسماك القرش فى العالم. وأوصت اللجنة فى التقرير بضرورة إجراء أبحاث وتوفير إمكانيات وأجهزة تتناسب مع مثل هذه النوعية من الحوادث وتوفير عدد من المتخصصين فى هذا المجال لوضع برنامج رصد ومتابعة لأسماك القرش بالمنطقة لمدة عام بما يشمل المناطق الساحلية عمومًا بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الغير حكومية والشركات الخاصة بالقطاع السياحى وذلك تحقيقًا للعوامل اللوجيستية للباحثين القائمين على تنفيذ هذا البرنامج وتنفيذ عدد من الندوات وورش العمل خلال الفترة القادمة لأصحاب المشاريع السياحية واللنشات والمراكب البحرية بالمنطقة لنشر الوعى البيئى وتوصيف أفضل الطرق المتبعة لمنع حوادث القرش وكيفية التعامل مع حوادث القروش حال وقوعها. كما تضمنت التوصيات ضرورة توفير عدد من المنح والبرامج المتخصصة للتسجيل لعدد من الطلاب حديثى التخرج لدراسة الماجستير أو الدكتوراه المتخصصة فى دراسة سلوك أسماك القرش وغيرها من الأنواع الخطرة فى مياه البحر الأحمر ليكونوا نواة لتوفير عدد من العلماء المتخصصين فى دراسة سلوك أسماك القرش وغيرها من الأنواع الخطرة، وبدعم ومشاركة كل من جهاز شؤون البيئة وهيئة التنمية السياحية بالتمويل المادى وقيام المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإشراف على الدراسات العلمية المطلوبة مع ضرورة وجود لجنة مشكلة لإدارة أزمات حوادث القروش من كل من محافظة البحر الأحمر وجهاز شئون البيئة والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد وغيرها من الجهات المعنية بالقطاع البيئى والقطاع الصحى والقطاع الأمنى بمحافظة البحر الأحمر. وضرورة تواجد عدد كاف من أفراد الإنقاذ البحرى على المنصات البحرية الخاصة بالفنادق، وتواجد مهمات متطورة للإسعافات الأولية وزوديك للإنقاذ «قارب مطاطى سريع» وذلك لسرعة التدخل فى مثل هذه الحوادث وضرورة الالتزام التام بالتعليمات البيئية وأماكن ممارسة الأنشطة المائية، عدم التحرك بشكل فردى عند ممارسة أى نشاط مائى ومصاحبة مرشد متخصص أثناء الغطس أوالسباحة السطحية. كما أوصت اللجنة بإجراء دراسات علمية على سلوكيات وفسيولوجيا أسماك القرش وتتبعها بالوسائل العلمية العالمية ومراقبتها بأحدث أجهزة المراقبة مع وجوب إجراء دراسات تقدير مخزون أنواع أسماك القرش فى المياه المصرية بالتعاون مع الدول المتشاركة لبيان كمياتها وأنواعها المختلفة ووضع خطة إدارة لها. وأكد الدكتور أشرف صديق أستاذ المصايد وأحد المشاركين فى إجراء المسح البحرى أن التوصيات التى خلصت إليها اللجنة العلمية نتيجة للدراسات العالمية التى تمت على سلوك أسماك القرش وبيولوجيا الإحساس لها تم التوصل إلى بعض النصائح التى تحد وتقلل من حوادث هجمات القرش على الإنسان ومنها عدم السباحة بعيدا عن الشاطئ فى المياه العميقة شديدة الانحدار لأنها جاذبة لأسماك القرش. فضلًا عن عدم السباحة بصورة فردية حيث أن أسماك القرش غالبا لا تهاجم التجمعات وفى نفس الوقت يجب تجنب إحداث ضوضاء شديدة بالمياه أثناء السباحة حيث أنها تجذب أسماك القرش ظنا منها أن هناك فرائس تصارع الهلاك وسهلة المنال وعدم السباحة فى أو بجوار مناطق الصيد حيث ترتادها أسماك القرش بحثا عن غذاءها الطبيعى وتنظيم الصيد ومكافحة التلوث البحرى حتى لا يتم انقراض أنواع كثيرة من الأسماك والمحاريات التى تعد الغذاء الطبيعى لأسماك القرش ما يجعلها تترك الأعماق وتتجه إلى الشاطئ بحثا عن الطعام فى أماكن الشعاب المرجانية وعدم ارتداء الحلى والمجوهرات لأنها تعطى بريقا يشبه قشور الأسماك ما يجذب أسماك القرش وعدم نزول الماء أثناء وجود جروح أو نزيف وتجنب ملابس السباحة أو ملابس الغوص الساطعة والبراقة ويفضل اللون الأزرق القاتم أو الأسود. كما يجب عدم السباحة فى أوقات الشروق والغروب والليل حيث تنشط أسماك القرش وتكون نهمة للطعام وأكثر شراسة، وعدم محاولة إطعام أسماك القرش حيث إن هذا النشاط يجعل أسماك القرش تعتاد الاقتراب من الإنسان ولمس أطرافه فتقوم بهذا الفعل ظنًا أن الإنسان يقدم لها الطعام ومن ثم تزيد حوادث الهجوم من القرش وهذا يعتبر من أخطر الأنشطة البحرية الضارة والمؤذية إلى تغير سلوك أسماك القرش ومهاجمتها للإنسان وعدم إلقاء الحيونات النافقة من السفن العابرة. وعدم إلقاء مخلفات المراكب الصلبة والسائلة والملوثات المختلفة بمياه البحر والتى تجذب أسماك القرش. وتكون الفريق البحثى الذى أجرى المسح البحرى لمنطقة حادث قرش مرسى علم من الأستاذ الدكتور عبير منير رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمشاركين فى إعداد التقرير الدكتور هاشم عباس مدكور مدير فرع المعهد بالغردقة والدكتور أحمد وهب الله محمد نائب مدير الفرع والدكتور سحر فهمى مهنا أستاذ المصايد البحرية والدكتور أشرف صديق محمد أستاذ مساعد فى المصايد البحرية والدكتورة سامية محسن محمد أستاذ مساعد فى المصايد البحرية. ومن المقرر رفع نسخة كاملة من التقرير العلمى الذى قام الفريق بإعداده إلى الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى. وتبين من الوصف العام لسمكة القرش ماكو التى تم التثبت منها خلال المسح البحرى والمعاينة على الطبيعة وسؤال المنقذين والذين شاهدوا القرش أثناء سحب المصابين من المياه أن القرش القائم بعملية الهجوم هو قرش ماكو (الديبة).