مستوطنون يقتحمون الأقصى إحياءً ل«الحانوكاه».. ومسيرة حاشدة للمتطرفين اليوم

اقتحم مستوطنون متطرفون، أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية مشددة شرطة الاحتلال الإسرائيلى، إحياءً لما يسمى عيد «الحانوكاه- الأنوار» العبرى، تلبية لدعوات متطرفة أطلقتها «جماعات الهيكل» المزعوم، لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، إحياءً للعيد اليهودى.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة، بأن 103 مستوطنين اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية فى باحاته، مضيفة أن 15 عنصرًا من مخابرات الاحتلال اقتحموا أيضًا، ساحات المسجد، وأوضحت أن المستوطنين تلقوا شروحات عن «الهيكل»، وأدوا طقوسا تلمودية فى المنطقة الشرقية منه.
وفرضت قوات الاحتلال قيودًا كبيرة على دخول المصلين والفلسطينيين للمسجد المبارك، ومنعت العديد من الوصول إليه والبلدة القديمة، لتأمين وتسهيل اقتحامات المستوطنين.
ويستمر العيد اليهودى حتى الثانى يناير المقبل، يتخلله تنظيم اقتحامات للأقصى بأعداد كبيرة وأداء طقوس ورقصات تلمودية، وإدخال الشمعدان للمسجد المبارك.
ودعت جماعات «الهيكل» أنصارها للمشاركة فى مسيرة استيطانية أسمتها «المكابيين» فى مدينة القدس المحتلة، مساء اليوم، تزامنًا مع بداية عيد «الأنوار»، ستنطلق من غربى سور القدس مرورا بأبرز أبوابه.
فى المقابل، انطلقت دعوات مقدسية لتكثيف الحشد والتواجد الواسع فى المسجد الأقصى والقدس، للتصدى لمخططات المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة على المسجد المبارك، رغم قيود الاحتلال المفروضة على المقدسيين والفلسطينيين.
ومن جهتها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أمس بمواجهة اعتداءات المستوطنين المتصاعدة فى المسجد الأقصى المبارك ومناطق الضفة الغربية، مشددة على ضرورة إحباط جميع مخططات التهويد التى يسعى الاحتلال لتنفيذها فى مدينة القدس المحتلة.
وأكد القيادى فى حركة «حماس»، هارون ناصر الدين، أن اقتحامات المستوطنين الواسعة خلال ما يسمى «عيد الحانوكاه» تأتى فى إطار الجرائم المستمرة للاحتلال بحق الشعب الفلسطينى ومقدساته.
وأشار إلى أن هذه الاقتحامات تتزامن مع جرائم أخرى ينفذها جنود الاحتلال والمستوطنون فى مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وحذر ناصر الدين، من استمرار حكومة الاحتلال المتطرفة والمستوطنين فى استغلال الأعياد اليهودية لتحقيق أهداف استيطانية وانتهاك المقدسات، وسط صمت دولى مريب.
وأكد على أهمية الحشد فى المسجد الأقصى لصد جميع اعتداءات المستوطنين، وتعزيز ودعم المقاومة، تزامنًا مع حرب الإبادة المستمرة فى قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرًا.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، عدوانها على مخيم طولكرم، والذى أدى إلى استشهاد 8 مواطنين أمس الأول، وألحق دمارًا واسعًا فى البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
ونعت فصائل العمل الوطنى ومؤسسات وفعاليات محافظة طولكرم شهداء مخيمى طولكرم ونور شمس الثمانية الذين استشهدوا، من بينهم نساء وأطفال وشباب، وأعلنت حالة الحداد والإضراب الوطنى العام على اغتيالهم، مؤكدة ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطينى على أرضه، وتجسيد الوحدة الوطنية قولًا وفعلًا، والحفاظ على مفهوم النسيج الوطنى، وتحقيق السلم الأهلى.
وأخذت جرافات الاحتلال تجرف الشوارع فى حارات المخيم وأزقته، وتخرب بشكل متعمد كل ما يقع فى طريقها من جدران وأسوار منازل ومحلات تجارية ومركبات، ما تسبب فى انقطاع المياه والكهرباء بعد تدمير شبكاتهما، وإحداث تشويش فى شبكات الإنترنت والاتصالات.
كما منعت قوات الاحتلال المواطنين من الخروج للتزود باحتياجاتهم اليومية خصوصًا الأطفال والمرضى، ما دفعهم إلى إطلاق مناشدات لمساعدتهم فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها المخيم، فى الوقت الذى تمنع طواقم إسعاف الهلال الأحمر من دخول المخيم.