دعا مجلس الأمن الدولى إلى تنفيذ عملية سياسية جامعة ويقودها السوريون، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبى سيكثف المحادثات مع هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى فى سوريا، مشددة على ضرورة إعادة النظر فى العقوبات المفروضة على سوريا من أجل تيسير عملية إعادة الإعمار. وفى بيان صحفى صدر أمس الأول بالإجماع بعد ساعات من اجتماع عقده مجلس الأمن حول سوريا، استمع خلاله المجلس إلى إحاطات من مسؤولين أمميين وممثلين عن هيئة التفاوض والمجتمع السورى، دعا أعضاء مجلس الأمن إلى تنفيذ عملية سياسية جامعة بقيادة وملكية سورية بناء على المبادئ الأساسية المنصوص عليها فى قرار المجلس رقم 2254 بتيسير من الأممالمتحدة. ووضع قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015، جدولا زمنيا للانتقال السياسى فى سوريا، بما فى ذلك المفاوضات حول إنشاء حكومة جامعة، وحدد عملية وضع الدستور الجديد. وعبر أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدةلسوريا، جير بيدرسون، للمساعدة فى تيسير مثل هذه العملية السياسية بقيادة وملكية سورية. وأكدوا أن هذه العملية يجب أن تلبى التطلعات المشروعة لجميع السوريين وتحميهم جميعا وتمكنهم بسلام واستقلال وديمقراطية من تقرير مستقبلهم. وأكد الأعضاء أيضا التزامهم القوى بسيادة واستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ودعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ. وأكد أعضاء مجلس الأمن الدولى الحاجة لأن تمتنع سوريا وجيرانها - بشكل متبادل - عن أى عمل أو تدخل قد يقوض أمن كل منها، وشددوا على أهمية محاربة الإرهاب فى سوريا وأشاروا إلى التزامات جميع الأطراف بموجب قرارات المجلس المتعلقة بمحاربة الإرهاب وخاصة القرارات 1267 و1989 و2253 والقرارات المتعلقة بالوضع فى سوريا. وجددوا تأكيد دعمهم لقوة الأممالمتحدة لمراقبة فك الاشتباك (يوندوف) وتطبيق ولايتها ودعوا الأطراف إلى الامتناع عن أى أنشطة قد تهدد سلامة وأمن حفظة السلام وبنيتهم التحتية. وخلال الجلسة استمع المجلس إلى إحاطتين عبر الفيديو من دمشق من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية بالإضافة إلى عدد من ممثلى المجتمع السورى وهيئة التفاوض. من جهته، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، إن سوريا تواجه «واقعا جديدا تماما»، بعد سقوط نظام بشار الأسد الذى حكمها لمدة 54 عاما، مشددا على أن «سوريا لكل السوريين»، وأن الآن هو الوقت المناسب للسوريين للتقدم والقيادة. وأضاف «بيدرسون»: «الآن هو الوقت المناسب من أجل طمأنة جميع السوريين بأن حصتهم فى المستقبل واضحة وأنها سوف تتجسد فى ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة». وتطرق المبعوث الأممى إلى التطورات على الأرض بما فى ذلك التقارير عن خطة مجلس الوزراء الإسرائيلى لتوسيع المستوطنات فى الجولان، مشددا على أنه يجب على إسرائيل أن توقف جميع الأنشطة الاستيطانية فى الجولان السورى المحتل. وقال إن هذه الأنشطة غير قانونية وإن الهجمات على سيادة سوريا وسلامة أراضيها يجب أن تتوقف. بدوره، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن العالم خذل الشعب السورى الذى عانى لأكثر من عقد من الزمن، لكنه الآن لديه «فرصة تاريخية لتصحيح ذلك ودعم أملهم، وخاصة النساء والفتيات، فى مستقبل أكثر سلاما». وفى كلمته أمام مجلس الأمن أشاد «فليتشر» بالشعب السورى على صبره، مشيرا إلى أن تقديم هذا الدعم سيتطلب أيضا «الصبر والإبداع والتصميم». وقال: «التقدم سيكون غير متسق، ومخاطر الفشل كبيرة، لكن هذا يجب أن يكون مشروعا محفزا للأمم المتحدة، وللحركة الإنسانية، ولذلك، فى هذه اللحظة من الأمل والخطر، يجب علينا أن نرقى إلى مستوى التحدى وندعم شعب سوريا». فى سياق متصل، طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بإعادة النظر فى العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار فى سوريا. وأضافت «فون دير لاين» فى كلمتها أمام البرلمان الأوروبى فى مدينة ستراسبورج الفرنسية، أن سوريا القديمة اختفت لكن سوريا الجديدة لم تولد بعد، معتبرة أن سقوط حكم «الأسد» كان تحريرا للسوريين. وأضافت أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة لتشكيل سوريا الجديدة، وأن أوروبا ستلعب دورا فى ذلك، مؤكدة أن هناك خطوات مشجعة من الإدارة الجديدة فى البلاد، لكن هناك أسئلة لا تزال دون إجابات، وفقا لقولها. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبى سيكثف اتصالاته المباشرة مع النظام الجديد وكافة الفصائل فى سوريا، وأن من مصلحة الجميع حدوث انتقال سلمى يشمل الجميع. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن وفدا ألمانيا برئاسة مفوض البلاد للشرق الأوسط، توبياس تونكل، أجرى محادثات مع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع وممثل الشؤون الخارجية فى الإدارة الجديدة، زيد العطار. وأضافت وزارة الخارجية فى بيان أن الطرفين ناقشا فى الاجتماع الذى عقد أمس الأول، التحول السياسى وحقوق الإنسان.