كشفت وكالة «بلومبيرج» العالمية، كواليس وتداعيات سقوط بشار الأسد، الرئيس السوري المعزول، والدور الروسي في هذا الرحيل المفاجئ للبعض. «بلومبيرج» أكدت أن روسيا، دفعت الرئيس السوري المعزول، بشار الأسد، إلى الفرار من سوريا، بعد أن خلُصت إلى أنه خسر الحرب. ولكن في الوقت نفسه -والحديث على عهدة بلومبيرج- «لا يزال الكرملين، يطارده فيديو يُظهر حشدًا، وهم يقتلون الزعيم الليبي معمر القذافي، بل يتمثلون بجثته، خلال الحرب الأهلية، في ذلك البلد وتحديدًا بعام 2011، لذا وجد ضرورة في التحرك سريعًا لإنقاذ حليفه الأسد، لتفادي تكرار ذلك السيناريو، مرة أخرى، حتى بعد أن خلص إلى أنه لم يعد يستطيع، أن يفعل أي شيء لدعم النظام السوري». ووفقًا لما قاله شخص مقرب من الكرملين، ومطلع على الوضع، فإن الرئيس فلاديمير بوتين، يطالب بمعرفة سبب عدم اكتشاف أجهزة الاستخبارات الروسية، للتهديد المتزايد لحكم الأسد، إلا بعد فوات الأوان. وأقنعت روسيا الأسد، بأنه سيخسر المعركة ضد الجماعات المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، وعرضت عليه وعائلته، المرور الآمن، إذا غادر على الفور، بحسب 3 أشخاص مطلعين على الوضع، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، نظرًا لحساسية الأمر. المخابرات الروسية نظمت عملية الهروب قال شخصان إن عملاء المخابرات الروسية، نظمّوا عملية هروب الأسد، ونقلوه جوًّا، عبر قاعدة جوية روسية في سوريا، حيث لفت أحدهما إلى أن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقًا لتجنب تعقبه. وفي غضون ساعات من رحيل الأسد، اجتاح المسلحون دمشق دون معارضة، وأعلنوا نصرهم في الصراع السوري، الذي استمر قرابة 14 سنة. ولم يستجب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على الفور لطلب التعليق، ولم يتحدث بوتين علناً عن انهيار نظام الأسد، حتى الآن -بحسب الوكالة. تجنب مصير صدام حسين والقذافي وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات، والتقنيات في موسكو، وهو مركز أبحاث متخصص في الدفاع والأمن: «كان هذا محاولة للسيطرة على الأضرار». وأضاف أنه من «المنطقي للغاية»، أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام، لأنها تريد تجنب حمام دم، يلقى فيه مصير القذافي، أو الزعيم العراقي صدام حسين، الذي أعدم شنقًا في عام 2006 بعد محاكمة. في ظل مخاوف روسية؛ على مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا الميناء البحري في طرطوس، والمطار في حميميم-، يضع الكرملين وجهًا شجاعًا على النتيجة بعد أن فوجئ المسؤولون بسرعة الأحداث التي تتكشف على الأرض. وتدفع وسائل الإعلام الروسية، برسالة مفادها أن الأسد هو المسؤول عن هزيمته، في حين التزمت موسكو بكلمتها، بعدم التخلي عنه، وينبغي لها الآن أن تركز على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، في سوريا، والشرق الأوسط على نطاق أوسع. وقصفت روسيا مقاتلي «المعارضة» في بادئ الأمر، في محاولة لصدهم وتعزيز قوات الأسد، لكن مع عدم إبداء الجيش السوري مقاومة تذكر، عندما استولى المتمردون على مدينة حماة في غضون أيام من الاستيلاء على حلب؛ خلصت موسكو إلى أنها لا تستطيع حماية النظام، بينما كانت المعارضة تتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية، وفقًا لما كشفه أحد الأشخاص.