بعد اغتيال حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، في غارة إسرائيلية على المقر المركزي للحزب تحت الأرض في 27 سبتمبر الماضي، واغتيال هاشم صفي الدين في غارة لطيران الاحتلال في نفس المنطقة قبل نحو 3 أسابيع، أعلن حزب الله، اليوم الثلاثاء، اختيار نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب. تصريحات نعيم قاسم وظهر نعيم قاسم في عدد من الخطابات بعد اغتيال «تل أبيب» لقيادات حزب الله، وبدء العملية البرية الإسرائيلية على جنوبلبنان، متوعدا إسرائيل برد تدميري ومقاومة شرسة. وقال في إحدى خطاباته: «سنختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للحزب، ونملأ القيادات بشكل ثابت وكونوا على ثقة أن الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة». وأكد أن جبهة الإسناد هدفها المساعدة والتخفيف عن غزّة والدفاع عن لبنان وشعبه، معقبًا أن لبنان كان مستهدفًا، وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلن مرارا أنه يريد الشرق الأوسط الجديد. وفي كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى لعملية «طوفان الأقصى»، اعتبر نعيم قاسم أن «طوفان الأقصى» حدث غير عادي واستثنائي وهو بداية تغيير وجه الشرق الأوسط، واصفًا مقاومة قطاع غزة بأنها «أسطورية»، وبأنها قادرة على الصمود أكثر وأكثر. وفي خطاب آخر ألقاه خلال أكتوبر الجاري، اعتبر نعيم قاسم، أنه منذ 17 سبتمبر 2024 حتى الوقت الراهن، هم في مرحلة جديدة اسمها مواجهة العدوان والحرب الإسرائيلية على لبنان ولم يعد الحزب في مرحلة المساندة، مشيدًا بالمقاومة اللبنانية، قائلا: «بكل صراحة ما أنجزه الأخوة في الميدان خلال الأسبوعين كان أكبر وأفضل مما كانوا يتوقعون»، مضيفا أن مهمة المقاومة هي ملاحقة جيش الاحتلال وتنفيذ العمليات ضده في أي مكان يتقدم إليه. «استعدنا عافيتنا ورممنا قيادتنا التنظيمية ولا يوجد مكان شاغر وحتى أن هناك بديلًا في كل مركز والحزب قوي والميدان يشهد» نائب الأمين العام ل #حزب_الله الشيخ نعيم قاسم@shnaimkassem#الميادين_لبنان pic.twitter.com/t2WTGxLm83 — قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 15، 2024 من هو نعيم قاسم ولد نعيم بن محمد نعيم قاسم، في منطقة البسطة التحتا في بيروتبلبنان عام 1953، والتحق بكلية التربية في الجامعة اللبنانية عام 1970ا، ودرس الكيمياء باللغة الفرنسية، وبعد تخرجه درّس المادة نفسها 6 سنوات في المدارس الثانوية، وفي عام 1977 حصل على الماجستير في الكيمياء في الجامعة نفسها. ودرس مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان، من أبرزهم عباس الموسوي وحسن طراد وعلي الأمين، فيما تلقى دروس «بحث الخارج» في علم الفقه والأصول على يد محمد حسين فضل الله. المرحلة السياسية ساهم في تأسيس «الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين»، خلال دراسته، مع عدد من الطلبة، وترأس جمعية التعليم الديني الإسلامي من عام 1974 إلى عام 1988. والتحق بالمقاومة اللبنانية (أمل) الجناح العسكري ل«حركة المحرومين» فور تأسيسها على يد موسى الصدر عام 1974. وعين نعيم قاسم، في منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل، ثم التحق أمينا في مجلس قيادة الحركة، وعند تولي حسين الحسيني القيادة شغل منصب مسؤول العقيدة والثقافة. التحاقه بحزب الله وفي 1982، تأسس حزب الله، وكان نعيم قاسم من بين أبرز الفاعلين العاملين على تأسيسه. انضم عضوا في مجلس شورى حزب الله وبقي فيه 3 دورات، ثم تقلد منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي. وعين بعدها في منصب نائب الأمين العام لحزب الله عام 1991، وأصبح من مهامه متابعة عمل النواب البرلمانيين للحزب وحركتهم السياسية، وفي عام 1992 تولى أيضا منصب المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله. في عام 2005، أعد قاسم كتابا سرد فيه تاريخ «حزب الله»، ووُصف هذا الكتاب بأنه «نظرة (نادرة) من داخل الجماعة».