بعد إعلان حزب الله، اليوم السبت، رسميا، أن حسن نصر الله، أمينه العام، اغتيل في الغارات الإسرائيلية، تصدر ابن خالة الأمين العام الراحل، هاشم صفي الدين، ونعيم قاسم، الأسماء المرشحة لخلافة حسن نصر الله، لكن التقارير تشير إلى ترجيح كفة «صفي الدين» بقوة، والذي اختير في وقت مبكر للغاية لتولي قيادة حزب الله، خلفا لحسن نصر الله، فيما يعد نعيم قاسم، الرجل الثاني في الحزب. هاشم صفي الدين ويشبه صفي الدين حسن نصر الله، في الشكل والجوهر، ودفعته الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، إلى الظهور محله في مناسبات الحزب، خصوصًا جنازات عناصره وقياداته الذين قتلوا في لبنان أو خلال قتال الحزب في سوريا، أو في مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمي الإيراني. مولده ونشأته ووفقا لتقارير إعلامية عالمية، فإن صفي الدين، ولد عام 1964، ببلدة «دير قانون» في منطقة صور جنوبلبنان، ومن عائلة «لها حضور قوي» بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينيات والسبعينيات، وهو محمد صفي الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين. وسعى صفي الدين، وهو لا يزال في عمر صغير نسبيًا إلى الزواج قبل السفر إلى الدراسة الدينية في مدينة قم الإيرانية التي كانت تشهد في تلك الفترة اتساعًا متزايدًا في نفوذها السياسي والديني بعد الثورة الإيرانية عام 1979. وأراد صفي الدين أن يكون زواجه من عائلة متدينة، وأن يصاهر أحد رجال الدين، فتزوج من ابنة محمد على الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. اختياره في وقت مبكر لخلافة نصر الله وأُعد «صفي الدين» لخلافة حسن نصر الله، منذ 1994 بعد عامين من تولى الأخير قيادة الحزب، وجاء من مدينة «قم» الإيرانية إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب. ويعتبر صفي الدين بمثابة «ظل» نصر الله بامتياز، والرجل الثاني داخل الحزب، وعلى مدى أكثر من 30 عاما، تولى الرجل مسؤولية الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركًا الملفات الاستراتيجية بيد الأمين العام للحزب. علاقته الوثيقة بإيران قضى صفي الدين سنوات في حوزة «قم» الإيرانية يتعلم فيها، إلى أن استدعاه نصر الله إلى بيروت لتحمل مسؤوليات في الحزب. وفي عام 2020، تزوج «رضا» نجله بزينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، أبرز قيادات الحرس الثوري الإيراني، الذي اغتيل في غارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد في العام نفسه. نعيم قاسم ، نائب أمين عام حزب الله اللبناني . - صورة أرشيفية والرجل الآخر المرشح لخلافة «نصر الله»، هو نعيم قاسم، والذي يعتبر الرجل الثاني في حزب الله، إذ طرح اسمه كمرشح لتولى منصب نائب الأمين العام ومسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي في الحزب. المولد والدراسة ولد نعيم بن محمد نعيم قاسم، في منطقة البسطة التحتا في بيروتبلبنان عام 1953، وفي عام 1970التحق بكلية التربية في الجامعة اللبنانية، ودرس الكيمياء باللغة الفرنسية، وبعد تخرجه درّس المادة نفسها 6 سنوات في المدارس الثانوية، وفي عام 1977 حصل بعدها على الماجستير في الكيمياء في الجامعة نفسها. ودرس مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان، من أبرزهم عباس الموسوي وحسن طراد وعلي الأمين، فيما تلقى دروس «بحث الخارج» في علم الفقه والأصول على يد محمد حسين فضل الله. المرحلة السياسية ساهم في تأسيس «الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين»، خلال دراسته، مع عدد من الطلبة، وترأس جمعية التعليم الديني الإسلامي من عام 1974 إلى عام 1988. والتحق بالمقاومة اللبنانية، (أمل) الجناح العسكري ل«حركة المحرومين» فور تأسيسها على يد موسى الصدر عام 1974. وعين نعيم قاسم، في منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل، ثم التحق أمينا في مجلس قيادة الحركة، وعند تولي حسين الحسيني القيادة شغل منصب مسؤول العقيدة والثقافة. التحاقه بحزب الله وفي 1982، تأسس حزب الله، وكان نعيم قاسم من بين أبرز الفاعلين العاملين على تأسيسه. انضم عضوا في مجلس شورى حزب الله وبقي فيه 3 دورات، ثم تقلد منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي، قبل أن يترأسه. وعين بعدها في منصب نائب الأمين العام لحزب الله عام 1991، وأصبح من مهامه متابعة عمل النواب البرلمانيين للحزب وحركتهم السياسية، وفي عام 1992 وتولى أيضا منصب المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله.